المحليتحقيقات وروبورتاجات

كورونا تسبب في تغييب أكبر المحافل الدولية … 2020 السنة المشؤومة رياضيا، جعلت العالم يتخلى عن الرياضة

عرفت سنة 2020 غياب وتأجيل أكبر البطولات الرياضية التي كانت من المقرر أن تجرى عبر مختلف دول العالم، وتسبب انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” في شلل البطولات الرياضية الكبرى، وأغلب بطولات الدوريات الكروية في العالم، وخاصة الدوريات الأوروبية، مما أفقد الجماهير متعة متابعة رياضتهم وأبطالهم المفضلين، وأصبحت الملاعب التي كانت تتنفس بالجماهير منذ شهور قليلة الآن خاوية على “مدرجاتها”. وربما ارتبط الإنسان على مدار تاريخه بانتشار الأوبئة والطواعين، ولأن كرة القدم، لعبة حديثة نسبيا، فإنها لم تشهد الكثير مع الأوبئة التي عاصرت الإنسان في القرون الماضية كالرياضات التي كانت شائعة في تلك الحقبة من الزمن، لكن قبل كورونا، تأثرت الرياضات عموما وكرة القدم بالعديد من الأوبئة والأمراض المعدية، فتسببت في إلغاء مباريات وتأجيل بطولات ونقل أخرى. ومن أبرز الأوبئة التي عطلت عجلة اهم البطولات من الدوران نجد.

الأنفلونزا الإسبانية

في أواخرا عام 1917، انتشر وباء الإنفلونزا الإسبانية القاتل، والذي حصد أرواح ملايين البشر، وذلك في أعقاب الحرب العالمية الأولى، في أوروبا والعالم، وتسبب هذا الفيروس في توقف وتغيير شكل العديد من البطولات.

وأدى انتشار وباء الإنفلونزا الإسبانية إلى إيقاف موسم دوري محترفي لعبة البيسبول الأمريكية مبكرا، وهي اللعبة الشعبية الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك، ووصل الأمر إلى تعديل بعض القوانين مؤقتا، مثل منع البصق على الكرة قبل رميها، وهي حركة كانت متداولة بكثرة، وفي الموسم 1918، فقدت فرق مسابقة دوري البيسبول ما بين 23 و31 مباراة، الأمر الذي تسبب في خسائر مادية لجميع الأطراف. كما اظطر لاعبوا البيسبول إلى إرتداء الكمامة أثناء تفشى فيروس الإنفلونزا الإسبانية. وتضررت منافسات كأس ستانلي لهوكي الجليد بسبب إصابة عدد كبير من لاعبي مونتريال بالفيروس القاتل، ولم يوافق فريق سياتل مترو بولياتنز على استغلال الموقف لصالحه وتتويجه بطلا، حيث كانا الفريقان متعادلان فى نتائج المسابقات، ليتم إنهاء الموسم بتتويج الفريقين بطلان للمسابقة. أما الدوري الإنجليزي البطولة الأشهر عالميا حاليا، يذكر المؤرخ الكروي الشهير ريك جلانفيل، أن المسابقات كانت متضررة فى الأساس بفعل الحرب العالمية الأولى، فخاضت الفرق الكروية مسابقات إقليمية بدلا من دوري موحد، ورغم انتشار الأنفلونزا الإسبانية في ذلك الحين، لم يفكر المسؤولون في إيقاف مسابقات كرة القدم، حتى أن الفكرة نفسها لم تطرح في جلسات البرلمان، لكن ذلك أدى إلى إصابات عديدة بين لاعبي الفرق.

ووفقا لصحيفة “سبورت” الإسبانية، في 1918، اضطر نادي برشلونة لطلب تأجيل مباراة ودية له في مدريد، بعد تفشي وباء “الإنفلونزا الإسبانية”، حينما كان 8 من لاعبيه غير قادرين على المشاركة بسبب المرض امام الفريق الذي أصبح لاحقا ريال مدريد. ومؤخرا نشرت صورة يعود تاريخها إلى شهر أكتوبر من عام 1918، الصورة لمباراة كرة القدم في جامعة جورجيا بمدينة أتلانتا، عاصمة ولاية جورجيا الأمريكية، ضمن دوري الجامعات، ويظهر الحضور الجماهيري الكثيف فى اللقاء، مرتديين كمامات بشكل جماعي خوفا من عدوى الإنفلونزا الإسبانية القاتلة.

“فيروس سارس” يهدد البطولات العالمية

قام منظمو بطولة ويمبلدون الدولية للتنس، بإدراج بند بالحصول على تعويضات بقيمة 114 مليون يور وفى حال إلغاء البطولة بسبب وباء محتمل في عقد التأمين منذ 2003 على خلفية انتشار فيروس “سارس” في بعض الدول، وخوفا من تسببه حينها في إلغاء البطولة وظل هذا البند قائما في كل عقود التأمين التي تبرمها اللجنة المنظمة سنويا، في الوقت، الذى اعتبر فيه، منظمون آخرون لفعاليات رياضية أخرى أن ما قامت به بطولة ويمبلدون مجرد إهدار للمال، واستفادت البطولة مؤخرا من هذا البند بعد إلغاءها العام الحالي بسبب تفشى فيروس كورنا المستجد.

تحذيرات من مصافحة المنافسين في أولمبياد لندن 2012

خلال فعاليات دور الألعاب الاولمبية “لندن 2012” حذرت اللجنة الأولمبية في بريطانيا، رياضييها من مصافحة منافسيهم والشخصيات البارزة خلال أولمبياد لندن 2012، خشية أن يؤثر انتقال الأمراض على فرص نجاح التنظيم، وهو العام الذي ظهر فيه الجيل الأول من فيروس كورونا، والذي صار يعرف باسم “متلازمة الشرق الأوسط التنفسية” أو “متلازمة الالتهاب الرئوى الحاد”.

انسحابات من أولمبياد ريو دى جانيرو 2016 بسبب فيروس “زيكا”

أدى انتشار فيروس “زيكا” المنتقل عبر الحشرات، إلى إعلان أكثر من رياضي وبطل عالمي الانسحاب من دورة الألعاب الأهم دوليا خوفا من الإصابة بعدوى المرض، حيث أعلن بطل الجولف العالمي روري مكيلروي لمنتخب إيرلندا الشمالية المشارك في ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية انسحابه تخوفاً من فيروس زيكا، كذلك انسحب لاعب التنس الدولي التشيكي توماس بيرديتش، الثامن عالميا، والكندي ميلوس راونيتش والرومانية سيمونا هاليب، وليتون هيويت قائد منتخب أستراليا للتنس والفائز بلقبين في بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، آنذاك، من مسابقة التنس في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو بسبب فيروس “زيكا”.

نقل بطولة الأمم الإفريقية بسبب إيبولا

تسبب انتشار وباء إيبولا القاتل في عدد كبير من دول غرب القارة الإفريقية، في اعتذار المملكة المغربية عن استضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2017، خوفا من تفشى المرض داخل المملكة، وذلك قبل إقامة البطولة في دولة الجابون، وهو الأمر الذي سبق وحدث في بطولة الأمم الإفريقية للناشئين عام 2014، والتي أعلن الاتحاد الإفريقي نقله من النيجر بسبب تفشى “الإيبولا” أيضا، قبل أن تعتذر مصر عن استضافة البطولة بسبب الظروف الصحية، المتعلقة ببعض الفرق المشاركة.

كورونا كوفيد-19 الفيروس العنيد الذي أرضخ العالم

ألقت أزمة انتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بظلالها على عدد هائل من الفعاليات الرياضية في شتى أنحاء العالم، وفيما يلي قائمة أبرز البطولات التي كانت مقررة عام 2020 لكنها ألغيت بسبب الأزمة الوبائية العالمية.

الألعاب الأولمبية

تقرر تأجيل أولمبياد طوكيو 2020 الذي كان مقررا بين 24 جويلية و9 أوت، ليقام في العام المقبل في الفترة ما بين 23 جويلية و8 أوت. كذلك جرى تأجيل دورة الألعاب البارالمبية التي كانت مقررة بين 25 أوت و6 سبتمبر إلى العام المقبل في الفترة ما بين 24 أوت و5 سبتمبر.

كرة القدم

تأجلت كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) لمدة 12 شهرا، لتقام في صيف عام 2021، كما تأجلت مباريات الملحق إلى سبتمبر. وتأجلت كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2020) حتى العام المقبل أيضا. وقررت “فيفا” إلغاء نسختي كأس العالم لأقل من 20 و17 عامًا، واللتين كان من المقرر إقامتهما في 2021، وذلك بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا. وقال “فيفا” في بيان عبر موقعه: “نتيجة لوباء كوفيد-19، قرر مكتب مجلس الفيفا إلغاء نسختي 2021 من كأس العالم تحت 20 سنة للرجال وكأس العالم تحت 17 سنة، واختيار إندونيسيا وبيرو على التوالي، اللتين كانتا من المقرر أن تستضيفا البطولات عام 2021، كمضيفين لنسخ 2023”. وأضاف: “أصبح من الواضح أن الوضع العالمي قد فشل في التأقلم مع المستوى الكافي لمواجهة التحديات المرتبطة باستضافة كلتا البطولتين، بما في ذلك جدوى مسارات التأهيل ذات الصلة”.

وتابع: “لا يزال فيروس كورونا يمثل تحديًا في وجه استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، كما أن له تأثيرًا على السفر بين الدول”. وكانت منتخبات إنجلترا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، البرتغال، قد تمكنت من التأهل إلى نهائيات كأس العالم تحت 20 عامًا، في الوقت الذي تجرى فيه حاليًا التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى البطولة. ​​​​​​​

الألعاب المائية

تأجلت البطولة الأوروبية للألعاب المائية التي كانت مقررة في بودابست في شهر ماي المقبل، وجرى إعادة جدولتها بشكل مبدئي لشهر أوت.

ألعاب القوى

تأجلت بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات التي كان من المقرر إقامتها في الصين، كما تأجل سباقا ماراثون بوسطن ولندن وكذلك كل منافسات الماراثون ونصف الماراثون البارزة خلال شهري مارس وأفريل. وألغيت اللقاءات الستة الأولى بالدوري الماسي لألعاب القوى، ومن المأمول أن تنطلق المنافسات في 7 جوان عبر لقاء يوجين في ولاية أوريغون.

التنس

تأجلت بطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) التي كانت مقررة بين 25 ماي و7 جوان، لتقام بين 20 سبتمبر و4 أكتوبر، بينما ألغيت بطولة ويمبلدون لهذا العام. وتأجلت بطولة إنديان ويلز لتنس الأساتذة، كما جرى تعليق جميع منافسات الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين ومنافسات الرابطة العالمية للاعبات التنس المحترفات حتى 13 جوان على أقل تقدير. كذلك تقرر تأجيل نهائيات كأس الاتحاد لفرق التنس للسيدات التي كانت مقررة في بودابست في أفريل.

كرة السلة

جرى تعليق منافسات دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، وأعلن الاتحاد الدولي لكرة السلة (فيبا) تعليق كل المنافسات التابعة له. الدوري الأميركي لكرة السلة تم إيقافه بعد ظهور إصابات بكورونا بين لاعبيه.

البيسبول

ألغيت الاستعدادات لدوري البيسبول الرئيسي، كما تأجلت منافسات الموسم التي كان من المقرر أن تنطلق في 26 مارس، كذلك تأجلت انطلاقة موسم منافسات البيسبول في اليابان وكوريا الجنوبية.

الكريكيت

تم اتخاذ إجراءات مختلفة في أنحاء العالم، حيث تأجلت جولة الفريق الإنجليزي في سريلانكا، وألغيت جميع منافسات الكريكيت للمحترفين في أستراليا، وجرى تعليق المنافسات في جنوب إفريقيا، كما تأجل انطلاق الدوري الممتاز للكريكيت في الهند وكذلك دوري السوبر الباكستاني.

الدراجات

تأجلت انطلاقة سباق إيطاليا الدولي للدراجات (جيرو دي إيطاليا) التي كانت مقررة في العاصمة المجرية بودابست في 9 ماي، كما ألغي سباق دوفين. ولن تجرى أي منافسات للدراجات قبل أوائل جوان، حسب ما أعلنه الاتحاد الدولي للدراجات.

الغولف

تأجلت بطولة الأساتذة، أولى البطولات الكبرى في الموسم، والتي كانت مقررة بين 9 و12 أفريل، كما تأجلت بطولة “بي جي إي” التي كانت مقررة في سان فرانسيسكو بين 14 و17 ماي المقبل لأجل غير مسمى. وتأجلت الجولة الأوروبية للغولف حتى منتصف ماي المقبل.

سباق الخيول

جرى تأجيل مهرجان “كنتاكي ديربي” للخيول وإلغاء سباق “غراند ناشيونال” الذي كان مقررا بإنجلترا.

هوكي الجليد

جرى تعليق منافسات دوري الهوكي الوطني (إن إتش إل). وتقرر إلغاء بطولة العالم لهوكي الجليد للرجال بسويسرا، وكذلك بطولة العالم لهوكي الجليد للسيدات في كندا.

رياضات المحركات

تأجل سباق الجائزة الكبرى الأسترالي الذي كان مقررا يوم 15 مارس الماضي في افتتاح بطولة العالم لسباقات سيارات “فورمولا 1″، كما تأجلت سباقات البحرين والصين وفيتنام وهولندا وإسبانيا وموناكو وأذربيجان، ولا يمكن افتتاح البطولة قبل 14 جوان المقبل عبر السباق الكندي على أقل تقدير. وجرى تعليق موسم سباقات “ناسكار” حتى 9 ماي المقبل. وتعليق سباقات السيارات الكهربائية (فورمولا-إي) حتى ماي المقبل على أقل تقدير.

اتحاد الرغبي

جرى تأجيل أربع مباريات في بطولة الأمم الستة. وتم تعليق منافسات مسابقة اتحاد الرغبي الدولية للأندية الاحترافية (سوبر رغبي)، كما جرى تعليق كل منافسات اللعبة في إنجلترا حتى 14 أفريل المقبل.

التزلج

ألغيت نهائيات كأس العالم للتزلج الألبي التي كانت مقررة في مدينة كورتينا دامبيتزو الإيطالية. كذلك ألغيت منافسات أخرى في البياثلون وتزلج الوثب والتزلج الريفي.

الحياة أولى من الرياضة

صحيح أن الرياضة أصبحت جزء لا يتجزأ من حياة البشرية وأضحت تلازم حياة الإنسان وتعطى لها من الأهمية بما كان ما يؤكد مدى تأثر البشر بالرياضة من كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وغيابها سيخلق نوعا من اللاتوازن في العالم ولكن تبقى النفس البشرية أكثر أهمية، وغياب الرياضيين عن بطولة أو منافسة عالمية أفضل من الغياب عن هذا العالم للأبد.

سنينة مختار

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى