المحليتحقيقات وروبورتاجات

الحصاد الرياضي لسنة 2020 … كورونا تعري المنظومة الرياضية في الجزائر

كان الحصاد الرياضي لهذه السنة ، فاترا جافا من حيث النتائج على الصعيد المحلي و الوطني نظرا لتفشي وباء كورونا المستجد الذي علقت على إثره جميع الأنشطة الرياضية الجماعية و الفردية ، لمدة قاربت ال10 أشهر ، عرت فيها جل الاتحاديات الرياضات ،التي وجدت نفسها عاجزة حول تحديد مصير منافساتها محليا ،فاختارت جلها إما اختيار الموسم الأبيض على غرار كرة السلة أو اعتماد الترتيب قبل تعليق النشاطات الرياضية مع تغيير  نظام البطولة كما حدث مع كرة اليد ، في حين اختارت اتحاديات الرياضات الفردية الموسم الأبيض وإلغاء جل نتائجها ، سواء على صعيد ، الجيدو ، الكراتي ، جمباز ، السباحة ، الملاكمة ، المصارعة و بقية الرياضات.

الكوفيد أنقذ الألعاب المتوسطية

مصائب قوم عند قوم فوائد و ربما وباء كورونا أنقذ وهران عروس البحر الأبيض المتوسط ، بتأجيل الألعاب إلى سنة 2022 عوض 2021 ، ما سمح للجنة المنظمة و السلطات المحلية على غرار مديرية التجهيزات العمومية و مديرية الشباب و الرياضة لوهران المكلفتين بإنجاز و إعادة تهيئة المنشآت الخاصة باحتضان الحدث المتوسطي ، في شاكلة قصر الرياضات الذي عرف حلة جديدة ، نادي التنس بحي السلام ، ميدان الرماية ببلقايد و الفروسية بالسانية ، فضلا عن المسبح الأولمبي و المركب الأولمبي الجديد الذي يتأهب لاحتضان البطولة الإفريقية لألعاب القوى شهر جوان القادم ، أما التحدي الأكبر في القرية الأولمبية التي يجب أن تكون جاهزة ، قبل الصيف القادم حتى تظهر وهران كامل جاهزيتها لاحتضان الحدث المتوسطي و هو ما تصبو إليه اللجنة المنظمة الألعاب و حتى الوصاية.

سقوط بيراف واعتلاء رياضيين مناصب قيادية

أبرز ما ميز سنة 2020 هو سقوط رأس رئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف ، الذي قرر الاستقالة أو سحبت منه الثقة بطريقة غير مباشرة ، بعد أن ارتكب سقطة ،من الصعب أن تغتفر أولا و هي الوقوف لنشيد الكيان الصهيوني ، على هامش دورة باريس “برسي” المفتوحة للجيدو ، ما جعل الأصوات ترتفع من أجل رحيله و هو ما كان ليعوضه مريجة محمد مؤقتا ، ثم يفتح المجال لجمعية انتخابية ،تغلب فيها البطل الأولمبي السابق عبد الرحمن حماد ، صاحب برونزية سيدني 2000 ، كما لم يتوقف تقلد المناصب القيادية على مستوى هرم الرياضة الجزائرية عند حماد فقط ،بل كانت البداية مع نور الدين مرسلي جوهرة أم الألعاب الجزائرية الذي تولى حقيبة وزارية ككاتب للدولة مكلف برياضات النخبة ، ليترك منصبه في تعديل حكومي جديد لملكة الجيدو الجزائري و سفيرة اليونيسكو للنوايا الحسنة سليمة سواكري ، التي فتحت عدة ورشات و تحديات أبرزها تحضير رياضيي النخبة للاستحقاقات الدولية القادمة في ظرف استثنائي و خاص بسبب تفشي وباء كورونا.

مهازل في التصفيات الأولمبية

21 رياضي هو عدد الرياضيين الجزائريين الذين ضمنوا ترشحهم لحد الساعة لأولمبياد طوكيو لحد الساعة و هو يعد جد قليل مقارنة بدورة ريو التي شهدت أكبر مشاركة في التاريخ، و جاءت حصة الأسد لدى المتأهلين عند الملاكمة بسبع رياضين في حين انقسم الباقي على الدراجات ، التجديف ، كرة الطاولة ، الألواح الشراعية ، رفع الأطفال ، السباحة و  ألعاب القوى ،هذه الأخيرة المنتظر منها رفع حصيلة المتأهلين في قادم المواعيد ، كما لم تحسم بطاقة الجيدو التي ستؤول لعبد الرحمن بن عمادي في حين فشل البقية في التأهل ، بعد أن لم يتمكنوا من الحصول على ذهبيات البطولة الإفريقية بمدغشقر ، أما مصارعو الكراتي يواصلون سباق التنافس الذي لم يحسم قاريا بعد على غرار المصارعة التي تنتظر شهر مارس القادم كي تتضح بطاقات المتأهلين من مدينة الجديدة المغربية. كما تغيبت الرياضات الجماعية عن موعد طوكيو كالعادة ما عدا كرة اليد التي ستتنافس على بطاقتين في ألمانيا عقب مونديال مصر القادم في مهمة صعبة وليست مستحيلة.

المصارعة الجزائرية تكتب تاريخا جديدا

 أبرز حدث رياضي في نهاية هذه السنة الفريدة من نوعها ألا وهو الميدالية البرونزية التي حققها المصارع فرقات في كأس العالم بالعاصمة الصربية بلغراد، التي كانت هدية لروح فقيد المصارعة الجزائرية رابح شباح رئيس الإتحادية الذي توفي متأثرا بفيروس كورونا. وهو ما أكد العمل الجبار الذي يقوم به المدير الفني لهذه الفيدرالية حواس، على أمل توفير كل الإمكانيات للتحضير الجيد للمصارعين، حتى تكون المشاركة التاريخية للمصارعة في بلاد الكومبيوتر الياباني ولما لا إهداء الجزائر ميدالية أولمبية في اختصاص لم يسبق له التتويج على الصعيد الأولمبي.

ذوي الهمم في الريادة

بعدد 45 رياضي و الحصيلة مرشحة للارتفاع و كعادتهم ، ضمن أصحاب الهمم في اختصاصات ذوي الاحتياجات الخاصة تأهلهم للألعاب البرالمبية ، التي ستقام باليابان الصيف القادم ، جماعيا في شاكلة كرة السلة على الكراسي المتحركة ، عند الذكور و الإناث و كرة الجرس ، إضافة إلى رياضتي ألعاب القوى و الجيدو ، لكن نهاية السنة شهدت هواجس و مشاكل عديدة لأبطال هذه الفئة الذين فضلوا الاعتزال المبكر و هم مقبلين على مشاركة برالمبية ، نظرا لانعدام الإمكانيات و سوء التحضيرات لهذا الحدث المهم  ، ما حتم على كاتبة الدولة سواكري التدخل ، لتوفير كل كبيرة و صغيرة و تدارك هذا التأخر بتسليم للأبطال منح التحضيرات للموعد البرالمبي القادم ، مع إنهاء مهام رئيس هذه الإتحادية ، لتقاعسه . في ظل كل هذا نأمل أن تكون السنة الجديدة حافلة بالإنجازات بعيدا عن المهازل.

إعداد: بن حدة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى