كورونا فرصة لبروز الشباب المبدع
أزمة كورونا كما هو معروف خلقت مشاكل عديدة على عدة أصعدة، لكن هناك من عرف كيف يدير أزمته بفاعلية ويستغل هذه الظروف لصالحه، منطلقا من فكرة لكل شيء جانب مشرق، و كما هو معروف فإن أزمة كورونا شلت الكثير من القطاعات المختلفة وخلقت جبرا نمطا جديدا للحياة فرض على البشرية جمعاء اتباعه و التماشي وفقه، لكن الجانب المشرق أن في ظل هذه الأزمة الكثير من الشباب المبدع اكتشف نفسه ووجد طريقه، سنتعرف في هذه الحوارات كيف تعامل البعض من الشباب المبدع مع الأزمة وكيف خلق لنفسه عالما، سنتعرف معكم في هذه الحوارات عن الأمور التي استفادوا منها بالإيجاب والأمور التي أثرت على حياتهم سلبا، ليبقى دائما الإنسان الفعال هو من يتأقلم بسرعة مع الأزمات ويعالجها بذكاء وفاعلية.
♦فرندي أمينة ممثلة:”بسبب الفيروس أجلنا عدة أعمال…ولكن القادم سيكون أفضل “
“أثر علي الحجر الصحي نفسيا بالقلق و التوتر و الشعور بالملل ولكني تأقلمت مع الظروف واستفدت منه فهو تأدية واجب و سلامة لنا. التزمت بتطبيق الحجر منذ بدايته لم أخرج كل تلك الفترة فقط لقضاء حاجياتي الضرورية. كانت أيام العيد هذه السنة مختلفة عن الأعوام السابقة بسبب تفشي الفيروس فكان من المعتاد رؤية الشوارع مكتظة بالعائلات وأصداء تكبيرات العيد وبهجة الأطفال، فقد غابت علينا طقوسه هذه السنة، وشهر رمضان لم تكن له أي نكهة فكان خاليا من أهم مميزاته كالعزائم العائلية للإفطار وأكتر شيء غلق المساجد والحرمان من صلاة التراويح، فكان فيه نقص كبير. قمت بتصوير فيديوهات توعوية في بداية الحجر من أجل الحد من انتشاره. بكل صراحة ليس كل المواطنين ملتزمين بالحجر، ومن وجهة نظري أتمنى أن يلزموا بيوتهم لأن الحالة في تزايد والفيروس لم يتناقص خاصة بعد العيد. أغلبية المواطنين لا يرتدون الكمامة في هذه الفترة وهذا راجع إلى نقص الوعي. نصيحتي للمساعدة في عدم انتشار الوباء هي أن يعزل كل فرد نفسه، ويجب التزام البيت وتفادي الخروج الا للضرورة القصوى وينصح بالغسل مرارا وتعقيم كل ما هو ملموس، إن شاء الله يرفع علينا هذا البلاء. أنا ضد المخالفين لإجراء حظر التجول وعرقلة عمل الأسلاك الأمنية فمن المفروض علينا خلال هذه الفترة الالتزام به. رأيي في تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، حاليا تحتل موقعا هاما في جدول نشاطاتنا اليومية فأصبحت عاملا رئيسيا ومساعدا في تبادل المعلومات بسرعة في جميع المجالات والميادين والبقاء على اطلاع على التطورات. جاءتني عروض عمل للتمثيل ولكن خوفي من الفيروس منعني، حتى انها كانت عندي سلسلة فكاهية ولكن ألغيت بسبب ظروف فيروس كورونا ولكن إن شاء الله ستكون أعمال أخرى بعد هذه الفترة “.
♦إيمان عمور كاتبة:” مستوى الوعي في تزايد حيث انقسم المواطنون بين ملتزم ومتمرد “
“تأثير الحجر الصحي كان بنوعيه سلبا وإيجابا، الإيجابيات أنه كان فترة لإعادة تشكيل خطط الحياة وتعلم مهارات جديدة، وأخذ وقت للراحة من مشاغل الحياة التي لا تنتهي والأهم أنه كان فترة لتقوية العلاقات الأسرية، سلبا يؤثر لأن الفترة قد طالت وبالتالي اشتقنا للحياة الطبيعية وحرية التمتع بها، وكذا اشتقنا للنشاطات والأصدقاء، ولا يمكن أن نتناسى مسألة الملل. أنا ملتزمة تماما بالحجر، خروجي كان للضروريات مع احترام الارشادات. والحمد لله، لا ننكر أن هناك هدوء المساجد وفسيفساء المصلين الذي ترك فراغا في قلوبنا، لكن حاولنا التأقلم والفرح على قدر المستطاع، نعم رمضان تميز بنقص المتعة في الأجواء نوعا ما. الحمد لله قمنا بأعمال، مثلنا الجزائر كمحكمين في البطولة الدولية الإلكترونية الأولى لمناظرات الجامعات بالأردن، ونظمنا البطولة الوطنية الأولى الإلكترونية بالجزائر، وكنا ضمن منظمي البطولة المغاربية الإلكترونية التي نالت فيها الجزائر اللقب. لا يمكن أن نعمم لكن الحمد لله مستوى الوعي في تزايد، ينقسم المواطنون بين ملتزم ومتمرد، صراحة غير راضية تماما، هناك تهاون من البعض فالكثير ملتزم بارتداء الكمامة وهذا شيء إيجابي. نصيحتي لهم بودي أن أقول لهم حافظوا على أرواحكم وأرواح غيركم، التزموا بالإجراءات وكونوا أصحاب روح مسؤولية. أعتقد أنهم لا يدركون خطورة الوضع ومن الناس المستهترين الذين غالبا ما يدفعون أرواحهم ثمنا لذلك. مواقع التواصل الاجتماعي تأثيرها يتأرجح بين السلب والإيجاب، أعتقد أنها أصبحت هي التي تصنع الحدث وتوجه المواطن”.
♦حمري سيد أحمد ممثل وأستاذ التعليم ابتدائي: “اقتصرت أعمالي في المسرح فقط لظروف عائلية لكن قريبا ستكون على الشاشة التلفزيونية”
“ألتزم بالحجر الصحي و قوانينه و أحترمها بنسبة 95 % أما النسبة المتبقية فهي تخصص للخروج الاضطراري لقضاء حاجيات العائلة بحكم أني أعيش مع الوالدة الكريمة و شقيقي فقط. بالنسبة لعيد الفطر هذه السنة كان ناقصا من حيث لقاء الناس والجيران والأهل فقط ككل أعياد الفطر في الجزائر، أما الأمور الأخرى فبقيت على حالها لأنني أرى بأن المجتمع والناس تتغير وليس الأعياد والمناسبات، وبالنسبة لرمضان كان عاديا كما سبقت وذكرت، نفس الشيء مع عيد الفطر، بحكم أنهما مناسبتان دينيتان متعاقبتان. في فترة الحجر الصحي حاولت أن أكون رفقة والدتي وأخفف عنها أعباء وشقاء الاهتمام بالمنزل، كما شاهدت كل ما فاتني من الأعمال الفنية من أفلام ومسلسلات ومسرحيات وبدأت أيضا في تسطير الخطوط الرئيسية لنص “ألوان مان شو “الذي بدأت أشتغل عليه. إن التزام المواطنين بالحجر الصحي مختلف ومتباين من منطقة لأخرى ومن فئة عمرية لأخرى ولا أرى أنه يمكن تحديد بنعم أو لا، نتمنى أن يحس الجميع بحس المسؤولية اتجاه هذا الوطن وأبنائه. تقريبا بالنسبة لالتزام المواطنين بارتداء الكمامة ستكون نفس إجابة السؤال السابق يبقى الأمر متباينا مقارنة بتوفرها وعدمه في الصيدليات، إلا أننا شاهدنا بداية ارتدائها بعد أن جعلتها الحكومة أمرا إجباريا للتنقل. رسالتي هي أننا كلنا مسؤولون اتجاه أبناء هذا الوطن فيجب أن نكون بقدر هذه المسؤولية الكبيرة مثلما كنا مسؤولين عن أمن بلدنا في الحراك الشعبي. رأيي حول المخالفين أرى أنه يجب النظر لوضعيتهم الاجتماعية قبل البدء في معاقبتهم وردعهم لأن نسبة كبيرة من الجزائريين تعيش تحت خط الفقر، كان الله في عونهم. نحن نعيش في عصر رقمي لذا أرى بأن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بنسبة كبيرة جدا على التوجه الاجتماعي، السياسي، الاقتصادي، التجاري وحتى الديني للشعوب لذا يجب استغلالها الاستغلال الأمثل ومعاقبة كل من يستغلها بسوء اتجاه هذا الوطن. لحد الآن تلقيت دعوات من أعمال مسرحية وقريبا إن شاء الله في سلسلة فكاهية، وقد اقتصرت أعمالي في المسرح فقط لظروف عائلية لكن قريبا على شاشة التلفزة”.
اسامة شعيب