لازمو راهي في الطريق الصحيح والمدرسة بجذورها وما يهزهاش الريح
حققت جمعية وهران فوزها الثاني على التوالي عندما نجحت في تجاوز عقبة شبيبة تيارت بنجاح بملعب الحبيب بوعقل، لتؤكد بأن الفريق قد عاد للسكة الصحيحة بعد فترة من الشك و الريبة خلفتها سلسلة النتائج السلبية المتتالية، إلا أن أشبال المدرب الحاج مرين انتفضوا و استفاقوا قبل فوات الأوان، وهو ما جعلهم يبتعدون نسبيا و مؤقتا عن مناطق الخطر و الهبوط المباشر، كما أعطى هذا الانتصار الكثير من الثقة للمجموعة، وجعل ضمان البقاء على مرمى حجر فقط، لذا يمكن القول بأن النقاط الثلاثة قد جاءت في الوقت المناسب، وجنبت رفقاء القائد عواد الدخول في دوامة يصعب الخروج منها.
الجولة كانت في صالح الجمعاوة
وما يزيد من أهمية الانتصار حتى ولو كان داخل الديار، هو أن نتائج الجولة الـ26 بالنسبة للفرق المتصارعة حول تفادي شبح الهبوط قد كانت بنسبة كبيرة في صالح جمعية وهران، فأندية مثل صفاء خميس مليانة التي سقطت على يد وداد بوفاريك، وشباب عين وسارة المنهزمة في ضيافة اتحاد الحراش، واتحاد الحجوط الذي خسر الزاد كاملا فوق أرضية ميدانه أمام مولودية سعيدة، كلها نتائج ساعدت لازمو على الابتعاد أكثر، والاقتراب من ضمان البقاء.
الفريق ارتقى للمركز العاشر
وحتى نبرز قيمة هذا الفوز على حساب خصم عنيد اسمه شبيبة تيارت أتى إلى وهران من دون أي أهداف بما أنه حسم بقاءه تقريبا، فان النقاط الثلاثة المحصلة أمامهم سمحت لأبناء المدينة الجديدة برفع رصيدهم إلى 34 نقطة، والارتقاء نحو المركز العاشر، أي بأفضلية مركز واحد عن الجولة السابقة، كما أنها قلصت الفارق مع الكثير من الفرق الأخرى التي تسبقها في جدول الترتيب لـ 3 نقاط كأقصى حد.
لازمو ظلت مستعصية على الزرقا
وحتى إن كانت جمعية وهران هذا الموسم تمر بأسوأ أحوالها، إلا أنها ظلت مستعصية على شبيبة تيارت، إذ جمعتهما خلال آخر موسمين 4 مباريات بين الذهاب والإياب، لم تتمكن الزرقا من الانتصار و لو في لقاء واحد، فخلال الموسم الماضي انتهت مواجهة الذهاب بانتصار الجمعاوة في ضيافة الشبيبة، وافترق الطرفان إيابا على وقع التعادل، وهذا الموسم انتصرت لازمو ذهابا خارج قواعدها، وانتصرت أيضا عليهم خلال مقابلة العودة السبت الماضي.
اللاعبون تحدوا كل الظروف
ولم تكن مقابلة لازمو سهلة على الإطلاق، واحتفظت المواجهة بكامل أسرارها وإثارتها لغاية إعلان الحكم بلكبير صافرة النهاية، وعانت كتيبة المدرب الحاج مرين الأمرين قبل أن تحصد النقاط الثلاثة، وتحدى زملاء بوداني كل الظروف، وأبانوا عن رغبة كبيرة في إبقاء الزاد كاملا داخل الديار، وهو ما كان لهم في نهاية المطاف.
شبيبة تيارت لعبت بحافز كبير ومريب
كل من تابع لقاء لازمو و شبيبة تيارت لمس تلك الرغبة الجامحة و الغريبة لدى لاعبي الزرقا من أجل الفوز و الإطاحة بجمعية وهران، رغم أن الدوافع المعنوية ليست موجودة بما أن الفريق الضيف بات ضامنا لبقائه، ولا يلعب ورقة الصعود، وحتى إن ربط البعض ذلك بالنزاهة، إلا أن الحافز الذي أظهره رفقاء الحارس قليليش في مباراة الجمعية لو ظهروا به في كل المباريات السابقة لكانوا على الأقل مع ثلاثي المقدمة، وهو ما يؤكد مخاوف مسيري لازمو قبل اللقاء حول وجود تحفيزات مالية يكون قد تلقاها “التيارتية” من بعض الأندية المتصارعة على الهبوط.
لازمو قدمت شوط أول محترم
وبالعودة إلى مجريات لقاء لازمو و الزرقا، فان أبناء المدينة الجديدة قدموا شوطا أول محترما على جميع الأصعدة، إذ كانوا الطرف الأفضل، وفرضوا سيطرتهم على مجريات اللعب، كما أن ضربة الجزاء مهدت الطريق أكثر نحو الانتصار، وتسببت في ارتباك الضيوف الذين ظهروا بوجه متواضع للغاية، ليأتي الهدف الثاني بأقدام عواد دائما، ويؤكد بأنه من الصعب خروج النقاط الثلاثة من ملعب بوعقل.
الشوط الثاني كان للضيوف
وإحقاقا للحق، فان شبيبة تيارت وبعد تخلفها بهدفين في الشوط الأول، دخلت المرحلة الثانية بوجه مغاير، وبنوايا أقوى، وهو ما اظهر من خلال فرضهم السيطرة على لازمو، واتسمت محاولتهم بالخطوة الكبيرة، وتمكنوا من تقليص الفارق في وقت مبكر، ما فرض ضغطا إضافيا على أبناء المدينة الجديدة الذين تحملوا ضغط المواجهة، ومع هذا ظلوا صامدين رغم التراجع البدني الواضح للفريق، ما اضطر المدرب الحاج مرين لإجراء بعض التغييرات التي تهدف لإعطاء نفس جديد، وغلق المنافذ أمام لاعبي الزرقا، ونجح في هذه المهمة.
رامي. ب