مستقبل مظلم ينتظر رياضيي مدينة البرتقال …. الجمعيات الرياضية في المحمدية تعيش كابوس غياب الدعم المادي وإرهاصات الوضع الصحي
لم يسلم القطاع الرياضي بمدينة المحمدية هو الآخر على غرار العديد من القطاعات من مخلفات فيروس كورونا كوفيد-19 ، أين أغلقت الملاعب، وصفدت دور الشباب، وأسدل الستار على جميع المنافسات الرياضية، هذا الجمود أدى إلى شلل تام في الحركة الرياضية، ما عدا تمسك بعض الأندية الرياضية بالتواصل مع لاعبيها، لضرورة تبني فكرة التحضير والتجهيز البدني الفردي، للحفاظ على استمرارية اللياقة البدنية. هذا الوضع المزري للرياضة على المستوى المحلي لم يكن وليد صدفة “كورونا” ، وإنما أتى على أعقاب تراكمات لسنوات سابقة عجاف أثقلت كاهل رياضيي المدينة ، أين وقف رياضيو المحمدية على هياكل رياضية أغلبها مهترئة تجسد هذا في وضعية الملاعب الكارثية ببعض بلديات المحمدية ، حيث لا تعرف ملاعب بعض البلديات العشب الاصطناعي إلا ما ندر ، رغم عدد الرياضيين بها الذي تجاوز المئات ، وتحتل المحمدية الصدارة في عدم وجود هياكل رياضية لائقة ، رغم بروز العديد من الجمعيات الرياضية بها، أين عجزت النوادي عن تأطير العديد من الشباب ، بسبب مطرقة العجز المالي وشح الإعانات وسندان غياب المرافق، هذه المشاكل ألقت بظلالها على تحضيرات الفرق للموسم الرياضي الجديد، أين وجدت بعض الفرق نفسها تائهة بسبب التأخر في التحضير و بين انتداب لاعبين يبقى مصيرهم مجهول في ظل استمرار توقف بطولة الجهوي الأول و الثاني و كذا البطولة الولائية التي لم تعطي الرابطة الوطنية لكرة القدم الضوء الأخضر لاستئناف المنافسات على مستوى هذه الأقسام.
أزمة كورونا فاقمت من المعاناة المالية للنوادي
ولفت مسؤولو أندية المحمدية إلى أن أزمة كورونا، فاقمت من معاناتهم المالية، وجعلتهم عاجزين عن تلبية احتياجات الفرق، ما يؤثر سلبا على المردود. وأكد بعض مسؤولي الفرق الذين تقربت منهم “بولا” و الذين ينشطون في القسم الجهوي الأول و الثاني وكذا الولائي أن السياسة المالية الجديدة ساهمت في تخفيض الدعم المادي للأندية، الأمر الذي انعكس على أوضاع الفرق في السنوات الأخيرة. وأوضح هؤلاء أن اللعب في بطولة القسم الجهوي يحتاج لمبالغ مالية كبيرة للإيفاء بالتزامات الفرق، ولكن بالرغم من ذلك قامت السلطات البلدية بتخفيض دعمها للأندية، وهذا الموسم إن لعبت البطولة سيكون ذلك صعبا وشاقا بسبب الأزمة المالية التي تعيشها الفرق، إضافة إلى التأثيرات السلبية لجائحة كورونا. وأضافوا أن الأندية تعاني من ضائقة مالية، وخصوصا أندية الأقسام السفلى التي لم تحرك ساكنا حتى الآن، بسبب عدم قدرتها على الإيفاء بالالتزامات وبداية التجهيز للموسم الجديد.
بعض الفرق تفكر في الانسحاب من بطولة الموسم الجديد
من جانبه قال بعض رؤساء الفرق أن الأزمة المالية تشكل التحدي الأكبر للأندية في مختلف الدرجات، متمنين من السلطات المحلية زيادة مخصصات الأندية المالية أو على الأقل عدم تخفيضها، حيث بدأت بعض الأندية تفكر بالانسحاب الموسم القادم 2021-2022، بسبب شح الموارد المالية. مؤكدين أن الكرة في الأقسام الدنيا زاخرة بالمواهب، ولكن مشكلتها الحقيقية تتمثل في غياب الدعم المادي الكافي، ما يؤثر على التحضيرات الفنية.
الفرق في سبات و الأزمة المالية عقدت من الوضع
ويمثل كل من فرق إتحاد المحمدية و شباب المحمدية و وفاق الصحاورية و إتحاد مقطع دوز و مستقبل سيدي عبد المومن مثالا على ذلك ، هذا الأخير فشل في تحقيق الصعود إلى ما بين الرابطات الموسم المنقضي، رغم الفرصة الذهبية التي منحتها الرابطة بترسيم صعود 7 فرق كاملة إلى هذه الحظيرة. وبالرجوع إلى المشاكل التي عرقلت تحقيق أهداف هاته النوادي ، فإن فريق وفاق صحاورية لا زال يعاني من أزمة مالية حادة استمر وقعها منذ الموسم ما قبل الماضي، و هو الموسم الذي حقق فيه الفريق البقاء بصعوبة بالغة و يعد أسوء موسم منذ تأسيس النادي ، ولم تتضح لحد الآن معالم الفريق المقبل على استحقاقات كروية للموسم الجديد. و يعد فريق إتحاد مقطع دوز متضررا كذلك من وقع الأزمة الوبائية و المالية على الرغم من تحقيقه الصعود إلى الجهوي الأول الموسم ما قبل الماضي ، إلا أن الركود يميز يوميات الفريق و لا شيء يبعث على التفاؤل في ظل معاناة الفريق من انعدام الموارد المالية التي تمكنه من مجابهة أزمته و تسمح له بالبدء في صنع معالم الفريق الذي سيصارع في بطولة تعرف بنديتها و صعوبة مجاراتها ، خاصة إذا رأينا الفرق التي تشكل هذه البطولة و هي نفس المشاكل التي يعيشها فريق إتحاد سريع المحمدية الناشط في القسم الولائي، الفريق الفتي الذي يسعى للبروز و الصعود إلى المستويات الأعلى رغم حداثة تأسيسه.
مستقبل مجهول يواجه الأندية و الفئات الشبانية
كما تجدر الإشارة أن فريق سيدي عبد المومن لا يزال لم تتحدد لحد الآن ملامحه ، مما ترتب عنه تأخر الإستقدامات بسبب الأزمة المالية و شح المساعدات من السلطات المحلية و الولائية رغم أن الفريق حقق مشوارا جد رائع منذ تأسيسه و تمكن من صنع اسم في الوسط الكروي بفضل وقوف الرئيس على كل أمور النادي . حال فريق مستقبل سيدي عبد المومن لم يختلف كثيرا عن أحوال الفرق الأخرى الناشطة في أقسام الجهوي والشرفي والولائي، وهو ما دفع العديد إلى طرح العديد من علامات الإستفهام حول مصير الفئات الشبانية هذا الموسم وإلى أين ستكون وجهتهم ، بعد أن بات شبح السنة البيضاء يهددهم. ولمعرفة المزيد من الحقائق حول واقع الرياضة في المحمدية ”جريدة بولا ” أجرت لقاء مع مدرب أكاديمية كاسترانوفا فوت و أستاذ التربية الرياضية و البدنية السيد “بن دمو عبد الغني” ، أين عرج للحديث عن جملة من مشاكل الفرق والحلول والآفاق المستقبلية التي تنتظر الرياضة في المحمدية.
مدرب أكاديمية كاسترانوفا فوت بن دمو عبد الغني يكشف:”السلطات أعطت الضوء الأخضر لاستئناف المنافسات”
أكد المدرب “بن دمو عبد الغني” في لقاء خص به جريدة “بولا” أن النشاطات الرياضية ستعود قريبا بعدما توقفت لفترة معتبرة، وذلك بعد الاجتماع الأخير للمكتب الفدرالي الذي أشر على عودتها هذا الموسم. وفي حديثه أشار الأستاذ “بن دمو” إلى الظروف الاستثنائية التي عرفتها الرياضة ككل سواء لاعبين أو مدربين أو كفرق عموما ، أين ألزمت الجميع بإيقاف أي نشاط مهما كان نوعه حتى المنافسات التي تجرى عادة في ساحات اللعب حسب تعليمة السلطات العليا، لكنهم حسب قوله : “كنا حريصين طوال هذه المدة على مراقبة الوضع العام و الرياضيين خاصة، وقد لاحظنا العديد منهم حافظوا على تمريناتهم” ، ويضيف بالقول:”لحسن الحظ لم نتكبد خسائر في الأرواح عند الرياضيين خلال فترة الوباء، لقد كانت الخسائر الحقيقية مرتبطة بالرياضيين أنفسهم إن صح القول والتي تعنى بالجانب النفسي والجسدي”.
“اللاعبون أجبروا على التوقف و هذا أمر في غاية الخطورة من الناحية الأكاديمية و العلمية”
واصل المدرب “بن دمو عبد الغني” حديثه حول مستقبل اللاعبين حيث قال:” اللاعبون اعتادوا على روتين معين وتدريبات مكثفة ليجدوا أنفسهم مجبرين على ملازمة بيوتهم، الأمر الذي نتمنى ألا يكون قد أثر على معنوياتهم، لذلك نتمنى من السلطات تقديم الدعم ماديا ومعنويا لهم و لفرقهم، مع الأخذ بالإعتبار دفع اشتراكات نوادي كرة القدم و التي تضم المحمدية وحدها ثلاث نوادي في القسم الولائي و أربعة في البطولة الجهوية ونادي في قسم ما بين الرابطات “.
“نقص المنشآت الرياضية زاد من وطأة الأزمة لدى الرياضيين”
وأضاف الأستاذ “بن دمو” في حديثه فيما يخص المنشآت أنّ هناك نقص كبير في المنشآت المستخدمة حاليا، و التي تحتاج –حسبه- إلى الكثير من الأشغال والترميمات على غرار القاعة متعددة الرياضات التي تعاني الكثير من النقائص ، و كذا ملعب والي محمد الذي طاله الإهمال و أصبح هيكلا من دون روح، كما أضاف بالقول أنّه فيما يخص ساحات اللعب فهناك تقدم ملحوظ واهتمام خاص بها حتى لا يكون هناك تهميش، و المحمدية تتوفر على عديد الملاعب الجوارية، كما انتهت الأشغال حاليا بالعديد من الملاعب على غرار ملعب سيدي عبد المومن و ملعب مقطع دوز و ملعب فريق جبهة التحرير، و التي من شأنها أن تخفف من وطأة المشاكل المالية لهاته الفرق، و يبقى مشكل الملاعب الترابية يخص فرق وفاق الصحاورية و نجم الغمري و مولودية سجرارة .
إعداد: سنينة مختار