متفرقات

من ذاكرة الرياضة بالجلفة  مصطفى شيهب … المايسترو والفنان 

كي يتسنى لأبناء الجيل الحالي إنعاش ذاكرتهم واكتشاف أفضل الرياضيين في تاريخ ولاية الجلفة نُواصل السير على النهج الذي نتبعه. لم تسعفه الظروف ليصل إلى النجومية التي تليق ببراعته وتميزه شأنه شأن عدة لاعبين من جيله بشهادة مختصين ومتتبّعين. بصم اسمه بقوة وجدارة بين ألمع الرياضيين الجلفاويين الذين كان معظمهم ضحية موقع جغرافي، وإذا كانت كرة القدم توصف بلعبة الفن والإبداع فإنها معه يمكن أن نضيف أنها متعة لا نهاية لها. حيث يجعل متابعه يستمتع وينبهر ويبتهج، لأنه استعذب مداعبة الكرة وانفرد بأسلوب خاص تميز به عن باقي رفاقه.

واستطاع توظيف قدراته بنجاح من خلال أداء يمتزج فيه الذكاء بالمهارة والفعالية ولا مجال فيه للمبالغة والعشوائية. حيث كان يستمد قوته وحضوره اللافت من جديته وتقدير الناس فهو لم يكن يحتاج للوساطة أو المزية لإبراز موهبته وتأكيد طموحه. وحين تجالسه تدرك أنك في حضرة إنسان بسيط  شهم هادئ.

هذا هو فنان الكرة المسعدية مصطفى شيهب الذي يصنف ضمن أفضل اللاعبين مروا من صفوف نادي أمل مسعد. قبل أن يحزم حقائبه ويغادره دون رجعة للاستقرار في حي محي الدين بالعاصمة. ورغم أن أبواب المستوى العالي كانت مفتوحة أمامه غير أن بعض الظروف أرغمته عن الابتعاد عن أجواء الملاعب، والتفرغ لعائلته ووظيفته ومنحهما كل أوقاته وجهوده دون أسف وتراخ. ليظل إلى آخر يوم في مشواره المهني قبل التقاعد يكافح ويثابر ولا يبخل في تقديم العون والمساعدة.

تجده حاضرا ليس فقط في كل ما يتعلق بمجاله، بل أيضا في المبادرات ذات البعد الإنساني والاجتماعي، ويحمل قناعة بأن لا قيمة للفرد إلا بتفاعله مع محيطه الشعبي الذي فيه يعيش، وما ساعده في ذلك نشأته وسط عائلة عريقة قلوب أفرادها تنبض بالمروءة والعزة والشموخ ، وبعد رحلة رياضية ومهنية عامرة بالإنجازات والإسهامات والذكريات اختار شيهب المقام في مدينة الأصالة والتاريخ زكار الجميلة والهادئة.

والمؤكد أن مرحلة ما بعد الحيوية والضجيج والحماس، ستكون بلا شك صعبة على رياضي فذ وموظف خدوم تعود على الاحتكاك بعدد كبير من الناس. ليجد نفسه في وضع يختلف عن سابقه في كل شيء ، فعلا ما أصعب العيش على الذكرى.

عمر. ذ

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى