رغم سعي الإتحادية للتقليل من الصعوبات التي تعترض الفرق …الكرة في الجنوب بين المعاناة والتحدي لغرض المواصلة
تعيش أندية كرة القدم في الجنوب بمختلف أقسامه معاناة كبيرة ككبر مساحة المنطقة، رغم سعي الإتحادية كل مرة للتقليل من هاته الصعوبات التي تعترض الفرق خاصة المادية منها وكذا بعد المسافة بين المدن، فالحلول المتخذة بإنشاء رابطات ولائية وجهوية لم تجد نفعا عكس فرق الشمال، و تنقلات أندية الجنوب غالبا ما تكون يوم أو يومين قبل المباريات هو ما يثقل كاهلها خاصة مصاريف الإيواء والأكل وكذا وسائل النقل.
إعانات قليلة ومصاريف كثيرة
المعلوم أن أندية جنوبنا الكبير تعاني كثيرا خاصة من التنقلات الماراطونية المتعبة والمكلفة في نفس الوقت ،ما يحتاج لمصاريف كبيرة ومضاعفة وكذا إلى مصادر تمويل متعددة تمكنهم من مسايرة البطولات في مختلف أقسامها فأموال الدولة غير كافية تماما لأن المنح الموجهة لكرة القدم والأندية هي قليلة جدا حسب ظروف كل ولاية وبلدية ،لأن الميزانيات غالبا ما تخصص لمختلف المشاريع التنموية أما الرياضة لها حصة محددة لا تسد حاجيات الفرق والجمعيات الرياضية بمختلف التخصصات ، لذا وجب إلتفاتة من الخواص من أصحاب المال والأعمال المتواجدين للإستثمار في الجنوب.
ولايات في الجنوب غنية بثرواتها وأنديتها فقيرة
تعتبر عديد الولايات في الجنوب الشريان الكبير في الإقتصاد الوطني الذي يعتمد بالأساس على البترول والغاز ،مما يعني أنه بإمكان الأندية في هاته الولايات الإستفادة من هاته الثروات ولها الأولوية في الشركات التي تستغل وتعمل في هذا الجانب كشركة سوناطراك وشركة آبار و كالغاز ، لكن العكس هو الذي يحصل فمختلف الفرق تعاني من انعدام الدعم والتجاهل التام من طرفها ، بل ما زاد من الحسرة والأسف هو تمويلها لفرق في شمال البلاد بأموال كبيرة ، كان جزء منها فقط يفي بالغرض لأندية الجنوب ويمكن حل المشاكل التي تعاني منها رغم الوعود الزائفة كل مرة دون تجسيد على أرض الواقع.
إنشاء مراكز تكوين في الجنوب حلم طال تجسيده
يعد الإستثمار في المجال الرياضي في الجنوب منعدم تماما خاصة في كرة القدم ، فشساعة المساحة ووجود عقارات كبيرة لم يشجع لمختلف الشركات أو المستثمرين للتفكير في بناء أكاديميات رياضية تجلب إليها المواهب الشابة المتواجدة في المنطقة التي سرعان ما تتلاشى بسبب الإهمال واللامبالاة ، ووجب على الدولة التفكير في بناء هاته الأكاديميات والمراكز لأن المادة الخام موجودة بل تساعد في حال بناءها حتى فرق النخبة على التحضير و إقامة تربصات فيها عوض الذهاب للبلدان المجاورة كل موسم.
رغم التهميش ، أندية الجنوب تألقت في قسم الأضواء وكأس الجمهورية
بالعودة لتاريخ بعض الأندية في الجنوب التي تركت إنطباعا ممتازا ، نذكر ما فعله شباب بني ثور بداية الألفية والذي لم يكن معروفا تماما ، مما أحدث المفاجأة آنذاك بتتويجه بكأس الجزائر على حساب وداد تلمسان ، ويشارك في كأس الكاف وهو في القسم الثاني يليه شباب المشرية الذي وصل لنهائي ذات المنافسة وإنهزم أمام إختصاصي الكأس إتحاد العاصمة بهدف لصفر بعدها ظهرت فرق صعدت للقسم الأول في صورة إتحاد بسكرة وشبيبة الساورة ،هاته الأخيرة تؤدي في مواسم مميزة وهي تنافس كل موسم على الأدوار الأولى ،وأصبحت تشارك في المنافسات القارية وتواجه أعرق الأندية وأقواها مثل الأهلي المصري وأشانتي كوكو الغاني . وخلاصة القول أن الدعم والإهتمام هما من يعطيان دافعا قويا لفرق الجنوب للمواصلة و البروز والتألق في مختلف المنافسات الرياضية وكرة القدم بالخصوص.
علاوي شيخ