هلال سيق… إصرار على الصعود رغم الصعوبات
يعد فريق هلال سيق أحد أعرق الأندية الجزائرية، حيث تأسس عام 1926 وشق طريقه نحو قمة كرة القدم الوطنية ليصل إلى القسم الثاني، محققًا إنجازات كبيرة على مدار عقود. الفريق شهد محطات مشرقة في تاريخه. لكن رغم هذا التاريخ المشرق، عرفت السنوات الأخيرة تراجعًا كبيرًا للفريق، حيث واجه العديد من الصعوبات المالية والإدارية، ليجد نفسه اليوم في القسم الجهوي الثاني ضمن رابطة سعيدة، بعد مسار مرير من الأزمات. لم يكن هبوط هلال سيق إلى القسم الجهوي الثاني نتيجة سوء الأداء فقط، بل تعمقت أزماته بسبب مشكلات مالية متواصلة وغياب الدعم الإداري.
مما أسفر عن هجرة جماعية للاعبي النادي الذين شكلوا جزءًا من هويته. أسماء لامعة في كرة القدم الجزائرية، مثل بن حليمة، بن قادة، وارزين، كيروي، وحليمي، معمر … وغيرهم من المواهب جميعهم نشأ بين أحضان هذا النادي على مر تاريخ النادي ومنهم من غادروا مجبرين تحت وطأة الظروف الصعبة. وقد وصلت الأزمات ذروتها هذا الموسم، حيث كان الفريق على حافة الزوال بسبب الضائقة المالية وتأخر عقد الجمعية العامة لأكثر من مرة، لولا تدخل بعض الغيورين على النادي في آخر لحظة، مثل المغترب بن مكي عمار الذي دعا أصدقاءه وبعض الرياضيين لإنقاذ النادي من حافة الهاوية.
عودة رموز النادي والمغتربين لإنقاذ الفريق
منذ بداية الموسم، توافدت الشخصيات الرياضية ومحبو النادي للمساهمة في إنقاذ هلال سيق. لقد كانت استجابة المغترب بن مكي عمار كرئيس للنادي وأصدقائه بمثابة الشرارة التي أنقذت النادي من الزوال. جرت الجمعية العامة بعد تمديد الموعد النهائي من قبل الوزارة، ليتمكن النادي من البقاء بصعوبة، وليبدأ موسمه دون أي تحضيرات أو مباريات ودية. بدون رواتب أو تحفيزات مادية، عاد أبناء النادي الذين سبق لهم اللعب في مستويات عالية، ليقدموا دعمهم للفريق بدون مقابل.
من أجل تحقيق حلم الجماهير والحفاظ على مكانة النادي. على الرغم من نقص الإمكانيات، فإن هلال سيق لم يستسلم وحقق انتصارًا مهمًا خارج الديار في الجولة الثانية، بعد خسارة غير مستحقة داخل الديار أمام فريق نجاح ماوسة. يسعى الفريق إلى تحقيق حلم الصعود، فاسم هلال سيق وتاريخه يفرضان عليه عدم الرضا بمراكز متواضعة. غير أن رئيس النادي صرح قائلاً: “تدخلت بدافع الغيرة على زوال الفريق، ولكن لا أستطيع وحدي أن أحقق حلم الصعود، أدير الفريق من مالي الخاص وأتلقى دعمًا من بعض المخلصين. إذا حصلنا على دعم السلطات المحلية، سنتمكن من إعادة النادي إلى مكانه الطبيعي.”
الحلم بعودة الفريق إلى الواجهة وسابق عهده
لم يكن الجمهور السيفي غائبًا عن قصة إنقاذ ناديه العريق، فقد لعب دورًا كبيرًا في إحياء الأمل لدى اللاعبين والمسيرين. ورغم الأزمات، ظل جمهور الهلال سندًا للنادي في أحلك الظروف، ويحلم بعودة الفريق إلى الواجهة. أسماء لامعة عادت لتقديم الدعم، مثل فيصل مغني، تماشة، وبخبخ، حيث يبذلون جهودًا متواصلة تحت قيادة المدرب قاضي معاد، المعروف بكفاءته في توجيه الفريق وسط هذه الظروف العصيبة. ورغم كل العقبات، يواصل هلال سيق مسيرته، مدفوعًا بحب أبنائه وولاء جمهوره. يحلم محبي الكرواسون بعودة فريقهم إلى سابق عهده وتحقيق الصعود، ليظل الهلال مضيئًا في سماء الكرة الجزائرية، وليكون مثالًا على أن الصعوبات لا تقهر إرادة أبناء هذا النادي.
قاضي معاد (مدرب الفريق):“الهلال سيعود تدريجيا لمستواه المعهود”
في تصريح خص به جريدة بولا صرح مدرب هلال سيق قاضي معاد قائلا: “رغم الظروف الصعبة التي نعيشها، نحن نعمل جاهدين لبناء فريق يعيد هيبة هلال سيق. ربما الصعود ليس من أولوياتي في هذه المرحلة، لكني أعود إلى بيت الهلال بغاية إعادة اسمه إلى مكانته التاريخية، رغم الظروف غير الملائمة التي واجهتنا في البداية. نحن نعمل نقطة بنقطة لتحقيق هذا الهدف. أود أن أشكر الإدارة الجديدة التي تبذل كل ما بوسعها لتوفير الإمكانيات، ممهدة لنا طريقاً كان مظلماً واليوم يتجه نحو الإشراق. أتمنى أن نكون على قدر المسؤولية، لأن هلال سيق ليس مجرد نادٍ، إنه تاريخ عريق يستحق الفخر والاعتزاز. أتمنى أن يعود إلى مكانته الأصلية، وأدعو محبي الفريق إلى الالتفاف حوله ودعمه، فالهلال يستحق كل التفاني من محبيه.”
بن مكي عمار (رئيس الفريق):“معا لإعادة الفريق لسابق عهده”
صرح رئيس نادي هلال سيق الجديد، بن مكي عمار، لجريدة بولا بأنه رغم فترة غربته، قرر العودة إلى الوطن لإنقاذ فريق هلال سيق من الزوال. وأكد أن الفريق يمثل إرثًا تاريخيًا كبيرًا للمدينة، وأن الجميع يشجعه، معربًا عن أسفه للوضعية التي وصل إليها.وقال: “لم أتحمل زوال الفريق نهائيًا، فهو رمز كبير للمدينة ولا يجب أن نستغني عنه. يجب أن نضحي من أجل إنقاذه”.
وأشار إلى أنه تدخل في آخر دقيقة ولحظة حرجة، حيث جاء بماله الخاص برفقة عدد من المحبين والغيورين والأصدقاء للحفاظ على نشاط الفريق. وتحدث بن مكي عن التحديات التي واجهت النادي، حيث تم التعاقد مع لاعبين مميزين من مدينة سيق بدون أي مقابل مادي، وتفهموا الوضعية الصعبة التي يمر بها النادي. وأكد أنه “لو نجد الدعم والإعانة من السلطات، سنحقق الصعود، لأن الهلال له مكانة كبيرة في قلوب الجميع.”وأضاف: “مع احترامي للجميع، هذه ليست مكانة هلال سيق. الهدف هو بقاء نشاط الفريق، ويجب أن نتحد جميعًا لتحقيق ذلك، لأن الدعم سيمكننا من استعادة مكانتنا في كرة القدم الجزائرية.”
فيصل مغني (لاعب الفريق):“أنا فخور بالعودة للفريق”
صرح لاعب هلال سيق فيصل مغني لجريدة بولا بأن عودته للفريق في ظل الأزمة التي يعيشها النادي جاءت نتيجة حبه العميق لهذا النادي الذي ترعرع فيه. وأكد أنه يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه الفريق، ويطمح لمساعدته في تجاوز التحديات التي يواجهها.وقال مغني: “عودتي إلى هلال سيق ليست مجرد قرار رياضي، بل هي تعبير عن حبي لهذا النادي العريق. أنا فخور بأنني جزء من هذا الفريق وأرغب في المساهمة في عودته إلى الواجهة”. وأعرب عن أمله في أن تسهم جهوده وجهود زملائه في تحقيق النجاح وإعادة الفريق إلى مكانته الحقيقية في كرة القدم الجزائرية.”
نبيل شيخي