تحقيقات وروبورتاجات

أبناء السوقر يضيئون سماء الكأس الذهبية في طبعتها الرابعة

مرة أخرى، أثبتت مدينة تيارت أنها قبلة كرة القدم الشعبية، وذلك باحتضان ملعب قايد أحمد للنهائي الكبير لدورة الكأس الذهبية في طبعتها الرابعة. هذه الدورة التي أضحت من أبرز المواعيد الكروية في المنطقة، جمعت هذه المرة في مشهد استثنائي فريقين من نفس المدينة، السوقر، هما أحباب فلسطين والطيب شيبي، في لقاء كان عنوانه العريض التنافس الشريف والندية العالية.

نهائي قمة بينأحباب فلسطينوالطيب شيبي

المواجهة النهائية جرت في أجواء حماسية وسط حضور جماهيري معتبر، وأدارها طاقم تحكيمي بقيادة عدة عبد الإله بمساعدة الثلاثي بوزار عبد الهادي، رقاد صحراوي، وخالد زروقي. البداية كانت قوية من طرف رفقاء توفيق حيرش الذين فاجؤوا خصمهم بفعالية هجومية واضحة، فيما لم يتمكن الجناح السريع ساحة سفيان من ترجمة الفرص العديدة التي صنعها إلى أهداف. ورغم المقاومة الكبيرة من “أحباب فلسطين”، إلا أن الكلمة الأخيرة عادت إلى فريق الطيب شيبي الذي تمكن من حسم النتيجة بواقع أربعة أهداف مقابل هدفين، ليعتلي منصة التتويج وسط فرحة عارمة للاعبيه وأنصاره.

منافسة دامت أكثر من شهر وجلبت الأنظار

دورة الكأس الذهبية لم تكن مجرد منافسة عابرة، بل شكلت فرصة حقيقية لاستعراض مهارات عشرات الشباب من مختلف بلديات ولاية تيارت. فقد شارك في هذه الطبعة 32 فريقًا، ما أضفى على المنافسة طابعًا تنافسيًا قويًا دام لأكثر من شهر كامل، سمح بظهور أسماء شابة لفتت الانتباه وربما فتحت لنفسها أبواب الاحتراف أو الانضمام إلى أندية أكبر.ومع ذلك، لم تخل الدورة من مفاجآت غير متوقعة، أبرزها انسحاب فريق الشلالة في الأدوار الأخيرة، رغم أنه كان أحد أبرز المرشحين للوصول إلى النهائي.

تنظيم محكم وروح تطوعية عالية

النجاح الذي عرفته الدورة لم يكن ليتحقق لولا التنظيم المحكم والتنسيق المستمر بين المشرفين. فقد كان للمنظم زواوي محمد حضور دائم في تسيير الجانب التقني، إلى جانب الممول الرئيسي للدورة مولاي فيصل، إضافة إلى جهود كل من فدول مختار، فدول بشير، المسعف فاتح، وكذا المشرف على الجانب الصحي شوبان محمد. هؤلاء جميعًا شكلوا فريق عمل متكاملًا جسد الروح التطوعية في أبهى صورها، وساهموا في إعطاء صورة مشرّفة عن شباب تيارت.

نحو آفاق أوسع للدورة في المستقبل

في ختام المنافسة، أكد المنظم فدول أن الطموح المستقبلي يتمثل في جعل الكأس الذهبية محطة وطنية، تجمع بين فرق من مختلف ولايات الوطن أو على الأقل من الولايات المجاورة. وهو مشروع طموح يحتاج إلى دعم السلطات المحلية لولاية تيارت سواء من الجانب المادي أو المعنوي، حتى تتوسع دائرة هذا العرس الكروي الشعبي وتصبح “الكأس الذهبية” علامة رياضية بارزة في الأجندة الوطنية. تتويج فريق الطيب شيبي لم يكن استثناءً بقدر ما كان استمرارًا لعادة أبناء السوقر الذين تعودوا على اعتلاء منصة التتويج في أكثر من مناسبة ضمن هذه الدورة. الأمر الذي يعكس تقاليد كروية راسخة في المدينة، ويمنح لمنافسة الكأس الذهبية نكهة خاصة حين تزينها أسماء من السوقر، المدينة التي لا تتوقف عن إنجاب المواهب وصناعة الفرجة في المستطيل الأخضر.

الطيب شيبي (قائد الفريق):فوزنا هدية لأنصار السوقر

الطيب شيبي
الطيب شيبي

“حققنا اللقب بفضل روح المجموعة وتضحيات اللاعبين. لم تكن المباراة سهلة أمام أحباب فلسطين، لكن الإصرار والرغبة في الفوز رجّحت كفتنا. هذه الكأس نهديها لكل أنصارنا في السوقر.”

ساحة سفيان (مهاجم فريق أحباب فلسطين):الفرص الضائعة كلفتنا غاليًا

ساحة سفيان
ساحة سفيان

“خلقنا فرصًا كثيرة لكننا لم نحسن استغلالها، خاصة في الشوط الأول، وهذا ما صعّب علينا العودة. رغم الخسارة نحن فخورون بالوصول للنهائي، وسنعمل على التتويج في الطبعة القادمة.”

عدة عبد الإله (حكم الدورة):أبناء السوقر رفعوا التحدي

عدة عبد الإله
عدة عبد الإله

“المباراة كانت قوية بين فريقين من نفس المدينة، ورغم الحماس الكبير ساد الانضباط داخل الميدان. نهائي مثل هذا يعكس التطور الكبير لدورة الكأس الذهبية.”

فدول مختار (منظم الدورة):الدورة ستأخذ بعدًا وطنيًا

فدول مختار
فدول مختار

“نجاح الطبعة الرابعة شجعنا على التفكير في جعل الكأس الذهبية محطة وطنية مستقبلاً، لكننا نحتاج دعم السلطات المحلية. هدفنا هو جمع أكبر عدد ممكن من الفرق ومنح الفرصة للشباب للتألق.”

سنينة. م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى