وجهة نظر بولا

أحاسيس إيمانية … الاتقان في العمل.. والغش

لقد أوصى ديننا الجميل على الاتقان في العمل في عديد المواضع، حيث أُمِرَ العامل بأن يتحرّى الدقّة والإتقان في عمله، ومن لم يقم بعمله على الوجه الذي طلبه صاحب العمل اعتبره الدين غاشاً في عمله، ولم يستحق الأجر المدفوع له. قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ). للعمل المتقن فوائد قد لا تظهر عاجلا بل على المدى المتوسط على أقصى تقدير. خلال مشواري مع الصحافة أحببت المهنة كثيرا، لم أكن أتقنها فحسب بل كنت أهيم بهذا العمل الجميل الذي لم أدرس عنه في الجامعة وكان بعيدا عن تخصصي وأحلامي. شاءت الأقدار أن ألج عالم الصحافة من بوابة جريدة صادرة باللغة الفرنسية، واجهت تحديين أحدهما أصعب من الآخر، أن أتعلم كتابة المقالات باللغة الفرنسية وأن أمتهن الصحافة وأتعلم أبجدياتها. لمدة 12 سنة، أعطيت كل ما أملك و ما لا أملك لمهنة التصقت بي و التصقت بها.. كنت أمارسها بصدق وقوة وحب. ثم غيرت المهنة لأكون مكلفة بالإعلام بمؤسسة وطنية. أتقنت عملي وأحببته رغم صعوبته فكنت قاب قوسين أو أدنى من منصب مديرة هذه الشركة، لولا “المكتوب” الذي أراد لي فيه الله أمورا أخرى. فجاءت الجريدة كتعويض لي على حبي لهذا المجال واتقاني العمل فيه، لتمر أكثر من 22 سنة من حياتي في عالم الصحافة. لا أقول بأني الأحسن، ولكني أحب عملي لدرجة أني تحمّلت من الصعاب ما لا يستطيع أحد تحمله لو لم يحبّه. النصيحة التي أقدمها هنا للعامل في أي مجال كان، قدم لعملك كل الحب والاتقان، تبتغي وجه الله، وسوف يجازيك الله خير الجزاء، كن واثقا من ذلك. العكس بالعكس، كن غاشا في عملك غير متقنا له، سوف لن تجد البركة في حياتك..

بركاش سعاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى