أحاسيس إيمانية .. الكذب..
من أبشع الأخلاق على الاطلاق، خلق الكذب.. زيف الحقائق ومحاولة طمسها ليس بالأمر الهين كما يعتقده بعض الناس. قد تنجر عن الكذب عدة أخلاق أخرى أكثر بشاعة مثل النصب و الاحتيال و السرقة و الخداع.. في المعاملات الإدارية بين شركة وأخرى قد لا يتعامل المسؤولين فيها بالعقود أكثر ما يتعاملون بالعهود. الكذب في العهود قد تنجر عنه مشاكل عويصة في السير الحسن لأي عمل. للأسف، معظم الناس أصبحوا يلجؤون للكذب لعقدة ما في أنفسهم أو لغاية ما في صدورهم. حتى أصبح البعض لا يكتفي بإخفاء الحقيقة بل بخلق أحداث لا تمت للواقع بصلة. على العموم الشخصية الادارية الفذة تمتاز بالقوة في جميع المواقف، القوة في الصراحة، القوة في الصدق، القوة في المواجهة والقوة في العهد. هي المروءة بكل تفاصيلها و مختصر مفيد للرجولة الحقّة. و العكس بالعكس، فإن الشخص الكذاب، دليل قاطع على ضعف في الشخصية و في الأداء الإداري.. ولم يدع ديننا الحنيف موضعا إلا تكلم عنه حيث يقول النبي ﷺ: “عليكم بالصدق! فإن الصدق يهدي إلى البرّ، وإن البرّ يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب! فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار”. ويقول الله جل وعلا: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ “. ويقول سبحانه: “هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ”. فلنتحرى الصدق لأنه ان لم ينفعك الآن سينفعك في اللحظة المناسبة.
بركاش سعاد