فقدان الثقة وانعدام المنافسة من أسباب تراجع مستوى بونجاح
يمر النجم الدولي الجزائري بغداد بونجاح، مهاجم نادي السد القطري، بأسوأ مرحلة في مشواره الكروي منذ وقت بعيد؛ مع تراجع أرقامه ومردوده على مستوى ناديه و المنتخب الوطني الجزائري، ما جعله عرضة لانتقادات واسعة من طرف الجماهير ووسائل الإعلام. واحتج بونجاح على تغييره من قبل الإسباني خافي غارسيا، مدرب السد، خلال المواجهة التي فاز فيها “الزعيم” على نادي قطر بنتيجة 1-0، في مباراة مؤجلة من المرحلة الـ13 من بطولة دوري نجوم قطر لكرة القدم، وقد جاء اعتراض الدولي الجزائري على قرار استبداله لتتأكد حالته المزاجية غير المُستقرة. عديد الأسباب أدت إلى تراجع مستوى وأرقام بونجاح؛ سواء مع نادي السد أو مع المنتخب الجزائري، وهو الذي كان إلى فترة قريبة آلة تهديفية لا تتعطل، على حد وصف مراقبين. و يُعد عامل غياب المنافسة داخل المنتخب الجزائري، وضمان بونجاح لمكانته الأساسية في حسابات المدير الفني جمال بلماضي، أحد أبرز أسباب تراجع مستويات نجم نادي السد القطري، الذي يكسب مكانه في التشكيل الأساسي للمنتخب الجزائري مهما كان مستواه؛ بحجة الثقة التي يضعها فيه بلماضي. ومنح هذا العامل، حسب العديد من المحللين، الراحة لبونجاح بدل الشعور بالقلق والخطر على مكانته، وهما العاملان اللذان يحفزان أي لاعب لتقديم الأفضل في كل مرة، والقتال من أجل مكانته الأساسية، وهذا ما افتقده بونجاح في الآونة الأخيرة.
الضغط الجماهيري أثر على بغداد كثيرا
تأثر بونجاح بتراجع نتائج المنتخب الجزائري والضغط الجماهيري المفروض عليه، حسب الكثير من المحللين، خاصة أن المدير الفني لـ”محاربي الصحراء” جعله الخيار الأول في خط هجومه منذ توليه تدريب المنتخب صيف عام 2018، وأتى تراجع نتائج المنتخب الجزائري ومشاركته المخيبة للآمال في نهائيات كأس الأمم الإفريقية “الكاميرون 2021” بمثابة الضربة الموجعة للنجم السابق لنادي اتحاد الحراش، ويشعر بونجاح بضغط الجماهير الجزائرية على وجه التحديد؛ على اعتبار أنه لاعب نشأ في الجزائر وكل عائلته تقيم بمدينة وهران، على عكس اللاعبين الجزائريين المحترفين في أوروبا الذين وُلدوا ونشؤوا خارج الجزائر، وبالتالي فهو وأفراد عائلته يحتكّون بالشارع الجزائري أكثر من الأسماء الأخرى، وكل ما يدور حوله يصله دوريا.
العصبية و الإحتجاج أثرا سلبا
الفترة الماضية ظهرت عصبية زائدة للنجم السابق لنادي النجم الساحلي التونسي، فضلا عن احتجاجاته المبالغ فيها على القرارات التحكيمية، الأمر الذي أثر كثيرا في تركيزه، حسب العديد من الملاحظين الذين قالوا إن مهاجم السد بات يهدر الكثير من الطاقة والجهد في الاحتجاج والغضب، عوضا عن البحث عن حلول لاستعادة نجاعته التهديفية.وقد عبرت الجماهير الجزائرية عن امتعاضها من تصرفات بونجاح خلال منافسات كأس الأمم الإفريقية 2021، خاصة ما تعلق منها بالاحتجاج على الحكام والحصول على إنذارات وُصِفت بالمجانية.
كل هذا تسبب في فقدان ثقة اللاعب في نفسه
يعاني بونجاح من فقدان واضح للثقة في قدراته وإحباط نفسي كبير جدا؛ بسبب صيامه التهديفي والانتقادات التي يتعرض لها، وهو ما انعكس سلبا على مردوده في المستطيل الأخضر، حسب الملاحظين الذين يرون أن مهاجم المنتخب الجزائري بحاجة لدعم قوي من داخل أسوار نادي السد القطري أولا ثم مع منتخب الجزائر.ويحتاج هداف نادي السد التاريخي لجهد نفسي كبير للعودة إلى مستواه المعهود، قبل مواجهة الجزائر والكاميرون المزدوجة في تصفيات كأس العالم 2022، والمُقرر إقامتها خلال الأسبوع الأخير من مارس المقبل.
خليفاوي مصطفى