أسطورة كرة اليد الجزائرية عبد المالك سلاحجي يفتح قلبه لجريدة بولا: “استرجعت مستواي في قطر وسأعمل على إنشاء مدرسة لتكوين حرّاس المرمى”
– كيف هي أحوالك مع الشهر الفضيل؟
“بداية تحية للشعب الجزائري و صح رمضانكم، أنا متواجد بقطر و من المؤكد أن حلاوة رمضان تختلف كثيراً عن الجزائر، نتفقد كثيراً لأجواء العائلة و الأصدقاء، و رغم أنني في بلد مسلم أن الفرق واضح للعيان، ضف إلى ذلك الحجر الصحي يحرمنا من الخروج، كما أن ليس لي الكثير من الأصدقاء هنا في قطر، كنت ألتقي عادة في نهاية الأسبوع مع بعض الأطباء و المدرب شعيب كافي، و الآن نحن في انتظار فتح المجال الجوي للعودة للجزائر ان شاء الله.”
– هل أنت ملتزم بالحجر الصحي؟
“بالتأكيد، لأن هنا في قطر حالات الوباء في ارتفاع ويبلغ عددها من 800 إلى 1200 لأنهم يقومون بعدد كبير من التحاليل اليومية، ولم أغادر المنزل منذ قرابة شهرين إلا للضرورة القصوى مع احترام تام لمعايير الوقاية من كمامات وقفازات ومعقمات، من أجل اقتناء بعض المستلزمات المنزلية، وحتى إن خرجت فلا تجد أين تذهب لأن كل الأماكن مغلقة، وأنا باقٍ في المنزل رفقة عائلتي الصغيرة، وفي بعض المرات أقوم باصطحاب أطفالي قرب المنزل ليغيروا الجو بعض الشيئ.”
– كيف تجري تدريباتك الفردية؟
” في الأيام الأولى كنت أتدرب خارجاً في الكورنيش، وبعدما تم غلق كل المساحات، أنا أتدرب في المنزل للحفاظ على لياقتي، إلا أن هذا يبقى غير كافٍ وغير مشجّع، خاصة وأن البطولة سيتم إلغائها على ما أعتقد، وحتى أولادي يساعدونني في التدريبات للحفاظ على معالم حراسة المرمى.”
– هل أنت مستعد للعودة للمنافسة؟
” لست مستعداً بنسبة كبيرة، حيث أني لا أركض حتى بسبب غلق كل المساحات، وأخوض تدريبات خفيفة للحفاظ على ‘الفورمة’، وكل اللاعبين مطالبين بإجراء تحضيرات بدنية من جديد، باستثناء من يملك كل الإمكانيات من قاعات تدريب وتقوية العضلات وغيرها.”
– كيف تقيم مردودك مع نادي الدحيل؟
” الحمد لله، شاركت في مسابقة السوبر غلوب و كذا كأس الإتحاد، و كنت في المستوى الحمد لله، حيث أن هنا نعمل بجدية كبيرة، و نتدرب بمعدل مرتين في اليوم، و برفقة مدرب الحراس، حيث أنني استرجعت شبابي، و تخلصت من الوزن الزائد، كنت بحالة جيدة نفسياً خاصة و أن كل التحفيزات هنا متوفرة، و كل عوامل النجاح متوفرة، وصلتني عديد العروض من أجل الإحتراف في أوروبا سابقاً من فرنسا و رومانيا و إسبانيا، إلا أني كنت مرتاحاً في مولودية الجزائر و بعدها المجمع البترولي، و هذا ‘ مكتوب’ ، و عندما قررت الإحتراف اخترت الخليج و الحمد لله استرجعت مستواي.”
– بماذا تختلف البطولة القطرية عن الجزائرية؟
” البطولة القطرية أفضل من الجزائرية بنسبة كبيرة جداً، هنا يتواجد لاعبين محترفين، واللاعبين التونسيين والمصريين، ومدربين أكفاء للغاية، دون الحديث عن اختلاف الامكانيات بين البطولتين.”
– هل متفائل بتحسين أوضاع البطولة الوطنية؟
” متفائل بنسبة 50% بالمئة، المشكل أن كل الفرق أصبحت تركض وراء النتائج و تخلّت عن التكوين، من المفروض تكن هناك مدارس و فرق مكونة، تبيع اللاعبين للفرق التي تلعب على الألقاب و المراتب الأولى، و لكن حاليا حتى اللاعبين تراجع مردودهم، و هذا ما يجعلنا نقول أن بطولة الجزائر ضعيفة للغاية، و لكن نبقى متفائلين بتحسن الأوضاع، خاصة و أن الاتحادية قامت بتعيين مديرية فنية و هي التي ستسطّر خارطة طريق كرة اليد الجزائرية، و أتمنى كل التوفيق للسيد بشكور الذي يملك كفاءة عالية، و أتمنى له النجاح في مهمته، و يجب أن تنقص عدد الفرق لتحمل في صفوفها لاعبين أكفاء و تشتد المنافسة، و نتمنى عودة البطولة لقوتها المعهودة.”
– ما تعليقك على عمل آلان بورت على رأس المنتخب الوطني؟
” لا نستطيع محاسبة و تقييم عمل آلان بورت في وقت وجيز، كما أن بطولة افريقيا الأخيرة في تونس تعتبر من أضعف البطولات التي لُعِبت، لأن المنتخب التونسي تغيّر بالكامل، و تراجع مستواه، و مصر كسبت قوة كبيرة، بفضل لاعبيها الشباب الذين شكلوا فريق لا يستهان به مع قدامى اللاعبين، و أصبحوا يحضرون للمونديال القادم الذي سيلعب على أرضهم و يريدون تحقيق نتائج إيجابية، و عديد الفرق تراجع مستواها على غرار الجزائر التي غيرت عديد اللاعبين و هناك من شارك في الكان لأول مرّة مع مدرب جديد، و تراجع مستوى أنغولا التي كانت تفوز علينا، و الغابون التي لم تشارك، و من غير الممكن مقارنة النسخة الأخيرة من البطولة الإفريقية بالتي سبقتها على الأقل، و أتمنى للخضر كل التوفيق في باقي الاستحقاقات و العودة لمنصات التتويج خاصة و أن كان 2024 سيكون في الجزائر، و نتمنى تكرار سيناريو 2014 ان شاء الله.”
– ماذا ينقص كرة اليد الجزائرية حتى تعود للسيطرة على إفريقيا؟
” المنتخب ليرتفع مستواه، عليه إجراء الكثير من التربصات، مع مباريات ودية من أعلى مستوى، ليس مثلما كان يحدث معنا حيث كنا نواجه نوادي نفوز عليها بنتائج تفوق 16 هدفاً، ولو نلعب مع فرق من البطولة الوطنية، لا نفوز عليها بذلك الفارق، واللاعبين يلزمهم العديد من التربصات التحضيرية، ليس دخول تربص واحد قبل الكان ومقولة المهم المشاركة، وان شاء الله توفر الاتحادية كل الظروف المواتية للتحضير. ”
– ما هي مشاريعك الرياضية بعد نهاية مسيرتك؟
” أبلغ من العمر 35 سنة، ولا يزال أمامي الكثير من الوقت لأواصل اللعب، وأملك الشهادات الحمد لله، وأفكر أن أختار التدريب، سواء مدرب رئيسي أو مدرب الحراس، ولم أفصل بعد، ولكن أميل لأن أكون مدرب حراس، لأنه اختصاصي وأعرفه جيداً وبإمكاني إفادة الكثير من الحراس والحمد لله، وهناك على سبيل المثال خليفة غضبان الذي كان معي منذ أن كان صغيراً، وهناك حراس آخرين من عين طاية، و بعد التوقف سيكون لي مشروع كبير إن شاء الله، و من بينها إنشاء مدرسة لحراس كرة اليد.”
– هل سنرى سلاحجي في كرة اليد الجزائرية مستقبلاً كمدرب أو تقني؟
” أتمنى أن أكون مدرباً للحراس أو ضمن الطاقم التدريبي للمنتخب الأول، هذ من بين أبرز أهدافي، و يجب أن تستحق هذا المنصب و ليس بإسمك فقط، و عندما تعطي النصائح للاعبين و الحراس، يأخذها بعين الإعتبار، خاصة عندما يرى لاعباً أمامه كان يعتبره قدوة.”
– ما هي أحسن ذكرى في مشوارك الرياضي؟
” البطولة الإفريقية كانت حلماً لي والحمد لله حققتها، كما تم اختياري سنة 2010 أحسن حارس في إفريقيا، دون نسيان كأس إفريقيا 2014 و أحسن حارس.”
– ما هي أفضل مباراة لك على الإطلاق؟
” أفضل مباراة كانت ضد المنتخب التونسي، و كذا ضد رومانيا، حيث سجلوا في مرماي 15 هدفاً فقط، و هناك مباريات كثيرة خاصة سنة 2003، و للأسف أن الفيديوهات على الأنترنت لم تكن متوفرة في ذلك الوقت، لكن لا أزال محتفظاً بها.”
– كلمة أخيرة لختام هذا الحوار..
” أشكر جريدة بولا على هذا الحوار، و أتمنى لكم المزيد من التألق و النجاح، أجدد التحية للشعب الجزائري، و أدعوهم لاحترام الإجراءات الوقائية لوزارة الصحة للحفاظ على أنفسنا و المقربين منّا، و نسأل الله أن يرفع عنّا هذا الوباء، و يشفي كل المرضى، و يرحم موتى المسلمين.”
خليفاوي مصطفى