أشرف عبيد (مدرب اللياقة البدنية وكمال الأجسام): “الجدية في التدريبات والصبر هما مفتاح النجاح في الرياضة”
في هذا الحوار، يكشف المدرب الشخصي،أشرف عبيد، الذي يتمتع بخبرة في رياضة كمال الأجسام واللياقة البدنية، عن رؤيته لهذه الرياضة، دور المكملات الغذائية، وأهمية التغذية السليمة والتدريب الجاد.
بداية، كيف كانت رحلتك مع رياضة كمال الأجسام؟ ومتى بدأت في هذا المجال؟
“أنا مدرب شخصي في رياضة كمال الأجسام ولياقة بدنية، وأعمل أيضًا في رياضة الكروسفيت. عمري 33 سنة، وبدأت رحلتي مع كمال الأجسام منذ سنوات الصغر أحببتها من قلبي . بالنسبة لي، كمال الأجسام رياضة ثانوية تُكمل باقي الرياضات مثل كرة القدم، السباحة، وكرة اليد. ومع ذلك، هناك العديد من الرياضيين الذين يتعاملون معها كرياضتهم الأساسية. لقد أحببت هذه الرياضة منذ البداية وأصبحت شغوفًا بها أكثر من أي رياضة أخرى لأنها تعزز اللياقة البدنية وتساهم في تعزيز صحة القلب بشكل عام.”
المكملات الغذائية موضوع مثير للجدل، ما هو رأيك في دورها في كمال الأجسام؟
“نتحدث عن جانب المكملات الغذائية، وهو موضوع مهم. للأسف، هناك العديد من الرياضيين والهواة الذين يعتقدون أن المكملات عنصر أساسي في هذه الرياضة، وهذا مفهوم خاطئ. المكملات فقط ثانوية، إذ يجب على الشخص أن يعمل بجدية داخل القاعة ويعتمد على المأكولات الطبيعية. بعد ذلك، يمكن للمكملات أن تلعب دورًا داعمًا. على سبيل المثال، الجسم يحتاج إلى 5 غرامات من الكرياتين قبل وبعد التدريب، ولكن من الصعب الحصول على تلك الكمية من الطعام وحده. 100 غرام من اللحم تحتوي على 0.4 إلى 0.5 غرام كرياتين، وهذا يعني أنه من غير المنطقي أن يتناول شخص ما كيلوغرامين من اللحم يوميًا.”
هل ترى أن هناك مشاكل تتعلق باستخدام المكملات الغذائية بشكل غير صحيح؟
“نعم، واحدة من أكبر المشاكل التي أواجهها كمدرب هي أن بعض الأشخاص يبدأون في استخدام المكملات حتى قبل دخولهم لعالم كمال الأجسام بشكل جدي. وللأسف، يقومون بذلك دون استشارة مدرب مختص أو حتى البائع في المتجر، ويتناولون المكملات بطريقة عشوائية قد تكون خطيرة جدًا على صحتهم. كثير منهم وجدوا أنفسهم في المستشفى نتيجة لهذا التصرف. هناك جانب كبير من الغش في عالم المكملات، لذا من المهم جدًا أن يستشير الرياضي مدربًا مؤهلاً وأن يشتري من محلات موثوقة لتجنب المشكلات الصحية.”
ما هي النصائح التي تقدمها للشباب والرياضيين الجدد في رياضة كمال الأجسام؟
“نصيحتي الأهم هي أن يعملوا بجدية ويعتمدوا على التغذية الطبيعية. لا داعي للقلق أو الاستعجال لرؤية النتائج. الكثير من الشباب اليوم يلجأ إلى طرق غير صحية وغير شرعية فقط للحصول على نتائج سريعة، وهذا خطر كبير على صحتهم. من الضروري أن يركزوا على العمل الدؤوب، الاستمرارية، والتدريبات الصحيحة.”
كيف يمكن للرياضي أن يوازن بين الرياضة وحياته الشخصية والمهنية؟
“الرياضة تحتاج إلى التزام، ولكن من المهم جدًا أن يحافظ الرياضي على توازن بين مختلف جوانب حياته. الصلاة، العمل بجد، الدراسة، والالتزام بالتمارين، كلها عوامل مهمة. التوفيق في الحياة يحتاج إلى تنظيم جيد، ويجب أن يكون الرياضي ملتزمًا في كل شيء يقوم به.”
ما هي رؤيتك لمستقبل رياضة كمال الأجسام في الجزائر؟
“كمال الأجسام في الجزائر يشهد تطورًا ملحوظًا، وهناك اهتمام متزايد من الشباب بهذه الرياضة. أرى مستقبلاً واعدًا لها، خاصة إذا استمر الاهتمام بالتدريب الصحيح والتغذية السليمة. التوعية بأهمية التدريبات الصحيحة والابتعاد عن المكملات غير الموثوقة سيشكل جزءًا كبيرًا من نجاح هذه الرياضة في المستقبل.”
ما هي رسالتك لكل شاب طموح يسعى للنجاح في رياضة كمال الأجسام؟
“رسالتي لكل شاب هي أن النجاح في كمال الأجسام لا يأتي بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى صبر، انضباط، وتفانٍ. عليك أن تحب ما تفعله، وأن تلتزم بروتين تدريبي صارم مع تغذية سليمة. لا تنسَ أن تهتم بصحتك أولاً وأن تتجنب الطرق غير الشرعية للحصول على نتائج سريعة. النجاح الحقيقي هو أن تحقق أهدافك بطريقة صحية وآمنة، وفي الوقت نفسه توازن بين حياتك الشخصية والمهنية. اجعل الرياضة جزءًا من حياتك، لكن لا تدعها تسيطر على كل جوانبها. بالتوفيق للجميع.”
حاوره: نبيل شيخي