أندية القسم الولائي بتيارت أشبه بأندية ما بين الأحياء
قبل ان نتطرق الى موضع الأندية التي اختفت من الخارطة الكروية، نتوقف في القسم الولائي، فهذا القسم المنتمي الى رابطة تيارت الولائية والتي يترأسها مسعودي ميلودي، كان يتشكل قبل مواسم قليلة من أكثر من 25 فريق، بات اليوم يحوز على عدد لا يفوق عدد أصابع اليدين. بطولة ولاية تيارت وكما ألفنا في مطلع كل موسم لن يختلف حالها الموسم المقبل عن المواسم الثلاثة الأخيرة، فوج واحد بأقل من 12 فريق.
فرق اندثرت وأخرى في طريق الزوال
لا تزال لعنة اختفاء الأندية من الخارطة الكروية الجزائرية يتواصل، وقد لا يتوقف مطلع الموسم المقبل، خاصة مع تهديد بعض الفرق بالانسحاب من البطولة على غرار-أولمبيك مدريسة-وداد عين كرمس-شاوشاى كرمان- جيلالي بن عمار-شباب الرشايقة- اتحاد الحمادية- وفاق الدحموني-ترجي الدحموني- شبيبة فرندة-اتحاد السوقر-شباب تخمارت-شباب مهدية وغيرهم في القسم الشرفي. وإذا عدنا الى منتصف الألفية الجارية، نجد حوالي 7 فرق اختفت، عدد يثير التساؤل، لكن من يجب عن هذا السؤال، طالما ان الذين أوكلت لهم السهر على كرة القدم على مستوى الولاية، ينظرون الى الفرق الكروية نظرة احتقار، فكان من البديهي ان تختفي أندية لها تاريخ عريق، أما الأندية حديثة النشأة فحدث ولا حرج، فعددها يفوق العشرين.
من المسؤول عن الكارثة المسكوت عنها؟
ذلك هو السؤال الذي قد يطرحه المتتبع لشأن كرة القدم بولاية تيارت، لكن من المسؤول عن هذا الوضع المزري الذي آلت إليه كرة القدم عبر هاته الولاية. فحتى وإن تعددت الأسباب، الا ان أصابع الاتهام توجه صوب الرئيس السابق لمديرية الشبيبة والرياضة لولاية تيارت، فمنذ مجيئه لهاته المديرية مطلع الألفية الجارية، عرفت كرة القدم بولاية تيارت انحدارا كبيرا، ومع مرور الوقت بدأت الأندية في الانسحاب، على اعتبار ان الرجل وعلى عكس رؤساء المديريات الأخرى لم يبذل أي مجهود لتقديم الدعم المادي للأندية التي تنتمي الى الأقسام السفلى فكان اهتمامه منصب على فريق شبيبة تيارت، حيث سخر كل إمكانيات المديرية خدمة لهذا الفريق. النتيجة، في نهاية كل موسم يلعب فريق شبيبة تيارت على البقاء. هذا الموسم تدعمت خزينة الشبيبة 4 مليار ورغم ذلك ستلعب على البقاء وليس الصعود.
الكثير من الأميار لهم ضلع في الكارثة
اضافة الى مديرية الشبيبة والرياضة، هناك من يتحمل الوضع الكارثي الذي آلت إليه كرة القدم عبر ولاية تيارت ويتعلق الأمر بأولئك القابعين على كرسي البلدية، أنهم الأميار. الوجوه التي تم انتخابها بعد ان وعدوا شباب بلدياتهم التكفل بالمجال الكروية ووضع الفرق الكروية في واجهة اهتماماتهم، لكن ما ان تمكنوا من الولوج الى كرسي البلدية تناسوا وعودهم، وباتوا ينظرون الى الفرق الكروية باستهتار، الأمر الذي انجر عنه انسحاب الكثير من النوادي. و بالنظر إلى الجدول التفصيلي للأندية المنسحبة، نجد أنه وضع كارثي ستكون له بدون شك نتائج وخيمة على الوضع الاجتماعي بالمنطقة، فماذا ننتظر على سبيل المثال من قرية عين مريم-قرية الخربة-بلدية توسنينة- بلدية النعيمة- بلدية الفايجة، وهم يفتقرون إلى أدنى إمكانيات الترفيه و الرياضة خاصة وأن نواديهم تعد متنفسا لهم، والتي كانت تزيل الهم والغبن منهم. نجد أيضا الكثير من الشباب غارق في متاهات اجتماعية قد لا يخرجون منها سالمين، مع غياب الملاعب المعشوشبة اصطناعيا.
مهدي عبد القادر