أولمبي أقبو يتجه لتحقيق صعود خامس على التوالي
حقق فريق أولمبي آقبو المنتمي للقسم الثاني وسط شرق نتائج مميزة هذا الموسم والتي جعلته يحتل صدارة الترتيب لحد الجولة العشرون برصيد 51 نقطة على متقدما على الوصيف مولودية باتنة بعشرة نقاط كاملة وهو ما يرشح الأزرق السماوي للصعود لحضيرة المحترف الأول في إنجاز غير مسبوق لأبناء ولاية بجاية ومدينة آقبو، هاته النتائج لم تكن بالصدفة بل بالعمل المتواصل والإحترافي مع عامل الإستقرار في الإدارة، وبفضل كل هذا فإن النادي القبائلي كان له مشوار طيلة الخمس مواسم صعود وراء صعود، مع السيطرة الكلية على البطولات في كل الأقسام.
ولعل ما يفعله الفريق هذا الموسم جعل كل المتتبعين يرشحونه لحسم الأمور مبكرا نظرا للأداء الجيد في كل المواجهات حيث لم ينهزم الفريق إلا في مباراة واحد منذ بداية البطولة وحقق 16 فوز وثلاثة تعادلات وهي حصيلة جد إيجابية في إنتظار تأكيد ذلك في باقي المباريات والتي من دون شك سيقوم أبناء المدرب مراد كعروف بتسييرها كما ينبغي وتلعب بضغط أقل، بل سيعيشها الجمهور على وقع الفرحة والإحتفالات لأن الطريق مفتوح أمام الأولمبي للوصول للهدف المسطر من طرف الإدارة والطاقم الفني، أما الشيء المميز في النادي هو طريقة التسيير الإحترافية بما تعنيه الكلمة من معنى حيث أصبح الأولمبي مثال يحتذى به رغم قلة الخبرة في القسم الثاني لكنهم تمكنوا من مسايرة الريتم وفرضوا إيقاعهم وهو ما جعلهم يعمقون الفارق ويتجهون للعب الموسم القادم في المحترف الأول.
هذا وكان أصحاب اللونين الأزرق والأبيض قد تفوقوا على أندية لها خبرة كبيرة في مجموعتهم كقطبي باتنة المولودية والشباب بالإضافة لمولودية قسنطينة وإتحاد الحراش وإتحاد عنابة والبقية، ومع هذا الأولمبي لم يترك لهم الفرصة للمنافسة وبدأت الأمور تتضح جولة بعد الجولة بالرغم من أن الفريق لحد الأن لم يضمن شيء حسابيا لكن الطريق مفتوح أمامهم.
أصحاب الخبرة كان لهم دور مهم في الفريق
كما كان للتعداد الحالي دور كبير في كل النتائج ومن بين اللاعبين الذين تركوا بصمتهم نجد القائد زيدان ميباراكو والمهاجم زواري عبدالكريم بالإضافة لعبد الصمد بنوة، حيث إستفاد النادي من خبرتهم الطويلة في القسم الثاني والمحترف وإستطاعوا تسيير المجموعة بكل ذكاء مع إعطاء التوجيهات للاعبين الشباب، خاصة وأن الفريق كانت له عدة منعرجات صعبة لكن تمكنوا من تجاوزها بسلام مما يعطي صورة واضحة بأن الأولمبي بفضل مزيج من التشكيلة أصحاب الخبرة والشباب هم حاليا يسيرون البطولة كما ينبغي وسيدخلون التاريخ من أوسع أبوابه وذلك بالتواجد ضمن فرق النخبة الموسم القادم خاصة بعد النكسة السابقة في بجاية بسقوط الشبيبة والمولودية للقسم الثالث وهما الفريقان اللذان كانا أحد أهم الأندية في القسم المحترف في السنوات الماضية، ليأتي الأولمبي ليرد الإعتبار للكرة في الولاية رقم 6.
كعروف نجح في مهمته بإمتياز
لعل العمل الذي يقوم به المدرب مراد كعروف في نادي أولمبي آقبو يستحق الإشادة وهو الذي يقود الفريق لصعود تاريخي رغم أن البطولة لم تحسم بعد، لكن ونظرا لمشوار النادي فإن كل الترشيحات تصب في صالحهم، كعروف وطاقمه آمنوا بقدرات اللاعبين والتعداد وعملوا في صمت فلا أحد في البداية كان يراهن عليهم لكن مع مرور الوقت والجولات إتضح أن للفريق كامل الإمكانيات للمنافسة على ورقة الصعود وهاهم حاليا في أفضل رواق لذلك وبكل أريحية بقي فقط تسيير ما تبقي من مباريات بذكاء وعدم التراخي لأن البطولة في مرحلة حساسة وصعبة والفارق في النقاط يعطيهم دافع معنوي كبير ويخفف عليهم الضغط، ليكون بذلك كعروف المدرب الذي سيسجل إسمه بأحرف من ذهب مع نادي أولمبي آقبو في أول موسم له في القسم الثاني.
جمهور من ذهب
مما لا شك فيه أن أنصار الفريق لهم نصيب كبير في كل النتائج التي حققها الفريق أو بالأحرى كل النتائج منذ سنوات والتي تكللت بصعود الأولمبي أربع مرات متتالية من القسم الجهوي في إنتظار إكتمال الإنجاز بالصعود الخامس للمحترف، حيث دائما ماتكون المدرجات مكتضة عن آخرها لمؤازرة اللاعبين وتشجيعهم بالإضافة كذلك لتنقلاتهم لمختلف الملاعب وصنعوا أجواء مميزة بألوان الفريق الأزرق السماوي والأبيض، لأن الحلم كان رؤية الأولمبي يلعب في القسم الأول وهم يتجهون بخطى ثابتة لتحقيق ذلك وكل هذا بفضل تكاتف الجميع وأولهم الأنصار الأوفياء الذين آمنوا بلاعبيهم وكذا الإدارة التي كانت عند حسن ظنهم.
الملعب الجديد سيكون تحفة
سيكون لتجديد ملعب الشهداء الذي تجري به الأشغال حاليا حتى يكون جاهز المواسم المقبلة حيث يتسع لأكثر من 10 متفرج ويتم تغطية جزء كبير منه وبعد إطلاعنا على مجسم الملعب فإنه يشبه إلى حد كبير الملاعب الإنجليزية مما يؤكد بأن الفريق يسير نحو الإحتراف من أوسع أبوابه ولن يجد صعوبات في حال صعوده خاصة وأن الإمكانيات المادية متوفرة وهي أحد أسباب النجاح والإستقرار، كل هذا كان بفضل مجهودات القائمين على المدينة ككل والفريق بصفة خاصة، ونظرا لكل ما ذكرناه سابقا فإن نادي أولمبي آقبو سيكون معادلة صعبة في كرة القدم الجزائرية مستقبلا عكس العديد من الأندية العريقة التي بالرغم من تاريخها الكبير إلا أنها تعاني حاليا في الأقسام السفلى بسبب المشاكل والصرعات وعدم التخطيط للمدى البعيد كما هو الشأن الحالي لألمبي آقبو الذي بفضل العمل المتواصل المدروس وصل لما هو علبيه الآن.
علاوي شيخ