أيوب زروقي (مدرب وداد مستغانم لفئة أقل من 17 سنة): “أسعى لتطوير معارفي و هدفي التدريب في المستوى العالي”

من خلال هذا الحوار، يفتح لنا المدرب أيوب زروقي قلبه للحديث عن تجربته في عالم التدريب، والتحديات التي واجهها، ورؤيته لمستقبل كرة القدم الشبانية في الجزائر، مؤكدًا أن التكوين أهم من النتائج، وأن الوصول إلى الاحتراف يمرّ عبر طريق طويل من الالتزام والانضباط.
كيف كانت بدايتك مع مهنة التدريب؟
“أحببت مهنة التدريب منذ أن كنت صغيرًا، كنت أتابع المباريات وأتخيل نفسي مدربًا، أدوّن الملاحظات وأحلل الأمور بعين فنية. مع الوقت، ازدادت رغبتي، وتلقيت دعمًا كبيرًا من أصدقائي وعائلتي، وهو ما شجعني أكثر على دخول هذا المجال الذي أعتبره رسالة قبل أن يكون وظيفة.”
كيف جاء التحاقك بنادي وداد مستغانم؟
“تلقيت عدة اتصالات من فرق مختلفة، لكن لم أكن مقتنعًا بأي مشروع. وعندما اتصل بي مسؤولو وداد مستغانم وأخبروني عن مشروعهم الجديد لتكوين فريق أقل من 17 سنة، لم أتردد. ذهبت مباشرة، رغم أن الظروف التي وجدتها كانت أصعب مما كنت أتخيل، لكنني أحببت التحدي.”
كيف تقيّم المستوى العام للاعبين الذين تشرف عليهم؟
“بكل واقعية، أقيم المستوى العام تقييمًا متواضعًا. هناك مواهب واعدة ولكنها تحتاج للكثير من العمل والمتابعة. نحن في مرحلة التكوين، وهذه الفترة تتطلب صبرًا كبيرًا من المدرب واللاعب على حد سواء.”
ما هي أهم المبادئ التي تعتمدها في التكوين؟
“الخط العريض في عملي هو التطوير. لا أبحث عن النتائج ولا تعنيني الألقاب في هذه المرحلة. أصبح من الضروري على المدرب أن يركز على بناء اللاعب، تقنيًا وذهنيًا وأخلاقيًا، لا فقط على الفوز في المباريات.”
كيف هي معاملتك للاعبين داخل وخارج الملعب؟
“من البداية، معاملتي مع اللاعبين قائمة على الانضباط. أحرص على احترام المسافات، وفرض نظام واضح للجميع. أحاول أن أكون قدوة لهم، وأعلم أن الشاب يحتاج إلى من يوجهه باستمرار وبحزم واحتواء في نفس الوقت.”
ما رأيك في واقع الإمكانيات المتوفرة للفئات الشبانية؟
“للأسف، هذا الخلل تعاني منه كل الفئات. نقص الإمكانيات يؤثر على العمل، يجعل كل شيء أصعب، ويدفعنا أحيانًا إلى الاجتهاد في أبسط الأمور. ورغم ذلك، نحاول دائمًا أن لا نتخذ هذا العذر للهروب من المسؤولية.”
هل تتعامل مع أولياء اللاعبين؟
“أنا أضع حدًا واضحًا بيني وبين أولياء الأمور. لا أتكلم معهم إلا في حالة واحدة وهي إذا لاحظت تراجعًا في نتائج أبنائهم المدرسية. هذا الجانب بالنسبة لي مهم جدًا. أما الأمور الفنية، فهي من اختصاص الطاقم التقني فقط.”
هل نجحت في تصعيد لاعبين إلى فرق الأكابر؟
“نعم، والحمد لله، تمكنت من تقديم عدة لاعبين إلى صنف الأكابر. بعضهم مازالوا يدعمونني ويشجعونني حتى اليوم، وهذا أكبر وسام بالنسبة لي. نجاحهم هو نجاح للمشروع الذي نعمل عليه جميعًا.”
ما هي طريقتك في اختيار اللاعبين الجدد؟
“طريقتي متعبة نوعًا ما. لا أختار اللاعبين بالاسم أو الشهرة، بل أركز على الجهد والمثابرة والانضباط. هناك معاناة في عملية الانتقاء، لكنها تمر بسلام لأنني أعرف جيدًا ما أبحث عنه في كل لاعب.”
هل تعطي أهمية للنتائج خلال فترة التكوين؟
“أبدًا. عندما نكون في مرحلة التكوين، لا تهمني النتائج إطلاقًا. كل مبارياتنا كانت فرصة لتطوير الأداء الفردي والجماعي، وهذا بشهادة كل من تابع الفريق. الفوز يأتي لاحقًا عندما تكتمل مراحل التكوين.”
كيف ترى كرة القدم الشبانية في الجزائر حاليًا؟
“أصبحت للأسف تجارة، وهناك من يستغلها دون أن يكون له أي دخل فعلي في التكوين أو خدمة المواهب. نحن نحتاج لثورة فكرية في هذا المجال، تعيد الاعتبار للعمل القاعدي النزيه.”
ما هو طموحك المهني على المدى المتوسط والطويل؟
“طموحي الوحيد هو الوصول إلى التدريب في القسم المحترف. أؤمن أن لدي ما أقدمه، وسأواصل العمل والتطوير حتى أحقق هذا الهدف بإذن الله.”
هل استخدمتم الأدوات الحديثة في التدريب هذا الموسم؟
“للأسف، لم نستخدم الأدوات الحديثة طوال الموسم. وهذا ليس تهاونًا منا كطاقم فني، بل يعود لضعف الإمكانيات التي توفّرها الإدارة. التدريب الحديث يتطلب تجهيزات معينة لا يمكننا امتلاكها الآن.”
ما رسالتك للاعبين الشبّان الطامحين للوصول إلى الاحتراف؟
“رسالتي لهم عليكم بالعمل والاستمرارية وعدم الاستسلام. لا تكرهوا شيئًا كنتم تحبونه، فالحلم ممكن إذا اقترنت الإرادة بالعمل. كرة القدم لا تعترف بالموهبة فقط، بل بالجدية والانضباط أيضًا.”
كيف ترى فريق وداد مستغانم وجمهوره؟
“أحب هذا الفريق من كل قلبي، وأحب شعبه الذي يُعتبر جمهورًا رائعًا ومخلصًا للون الأحمر. أتمنى أن يصعد وداد مستغانم إلى القسم المحترف الأول لأنه يستحق ذلك من كل النواحي.”
كيف تقضي وقتك خارج الملعب؟
“أخصص وقتي للتكوين الذاتي، أتابع الندوات التدريبية والمباريات العالمية، وأحاول تطوير أفكاري. كما أجد راحتي بين عائلتي وأصدقائي بعيدًا عن ضغط الميدان.”
من هو قدوتك في التدريب؟
“أحب شخصية زين الدين زيدان، وأعجبني كثيرًا أسلوب يورغن كلوب. كلاهما يمتلك شخصية قوية، وأسلوب تسيير ذكي لغرفة تغيير الملابس، وهذا شيء مهم جدًا في أي فريق.”
كلمة أخيرة…
“شكرًا لكل من ساندني وآمن بمشروعي، وشكرًا لفريق وداد مستغانم الذي منحني الثقة. أتمنى التوفيق لجميع اللاعبين الشباب في رحلتهم، وأن يستعيد قطاع التكوين في الجزائر قيمته الحقيقية.”
حاوره: سنينة. م