حوارات

إبراهيم بلوطي (مصارع المنتخب الوطني للجيدو): “أنا فخور بالتتويج بالبطولة العربية”

خطف البطل إبراهيم بلوطي الأضواء بعد تألقه اللافت في البطولة العربية للأندية البطلة والمنتخبات، اختصاص الكاتا. بلوطي، المصارع المتوّج بالذهب والبرونز، رفع الراية الوطنية عالياً وكتب اسمه بأحرف من فخر في سجل الأبطال العرب. في هذا الحوار الخاص مع جريدة بولا ، يتحدث بلوطي بصراحة عن مشواره، الألقاب، الصعوبات، نادي شرطة وهران، والرسائل التي يود إيصالها للجمهور والمسؤولين.

إبراهيم بلوطي، بداية نبارك لكم هذا التتويج العربي، كيف تصف لنا شعورك وأنت تصعد منصة التتويج؟

” في البداية أشكركم على التهنئة وعلى متابعتكم لنا، ويسرنا جداً مشاركتكم هذا التتويج. أكيد أنه شعور لا يوصف، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي حضرنا فيها لمشروع المشاركة في البطولة العربية للأندية البطلة والمنتخبات. الشيء الأجمل والذي ينسيك كل التعب هو أن ترى الراية الوطنية ترفرف خارج التراب الوطني، وهو الشعور الذي لا يمكن أن يقارن بأي فرحة أخرى ” .

حدثنا عن تفاصيل مشاركتكم في البطولة العربية بالأردن، كيف كانت الأجواء داخل المنافسة؟

” بعد الإعداد الجيد لهذه المنافسة وتدريبات مكثفة، توجهنا إلى المملكة الأردنية لنشارك في البطولة العربية للأندية البطلة والمنتخبات اختصاص الكاتا. كانت المنافسة في أجواء جد ممتازة، أين قام الأشقاء من الاتحاد الأردني والاتحاد العربي من هيئة التنظيم بالواجب الكامل من استقبال، توجيه وتوفير كل المستلزمات والإجابة عن جميع الانشغالات لضمان مشاركتنا في ظروف جيدة.”

ما هو التحدي الأكبر الذي واجهتموه خلال هذه الدورة؟ وكيف تمكنت رفقة زميلك محمد عقيل من تجاوزه؟

“بكل صراحة التحدي الأكبر كان هو إيجاد راعٍ رسمي للمشاركة في البطولة العربية، والذي يمكنه أخذ كل مصاريف مشاركتنا. والحمد لله، بعد تدخل الرئيس المدير العام للشركة الصيدلانية الجزائرية الذي تكفل بالمصاريف، كانت هذه سابقة رائعة من هذه المؤسسة التي دعمتنا في عديد المحافل الدولية. في كل مرة نثبت للجميع أن هذه الأتعاب لا تذهب هباءً، بل نعود بأفضل النتائج إلى الوطن.”

ماذا تعني لك هذه الألقاب؟

“رياضة الجودو معروفة بأنها نوعان: النوع الأول هو اختصاص المنافسة بالمبارزة، والنوع الثاني هو اختصاص الكاتا، الذي يضم خمسة أصناف يتم فيها استعراض التقنيات المتقدمة للجودو وكان لي الشرف بتحقيق عدة ألقاب في هذه الاختصاصات: ذهبية البطولة الأفريقية 2019، ذهبية البطولة العربية 2019، ذهبية البطولة الأفريقية 2022، فضية البطولة العربية 2024. هذه النتائج تعكس الثراء الكبير الذي تتمتع به رياضة الجودو”.

متى بدأت رحلتك مع رياضة الجودو؟ ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك وصقلها؟

” أنا من مواليد 1993، وأولى خطواتي في هذه الرياضة كانت في سبتمبر 2007 في نادي النور بئر الجير، على يد المدرب الحاج محمد الطلحاوي وابنه عبد القادر الطلحاوي. كان لهما الفضل في التكوين والتربية والتعليم طيلة مساري الرياضي، حيث تشبعت بقيم الجودو ومبادئه على أيديهما. رئيس النادي الطلحاوي ساعدني كثيراً في مشواري الدراسي والرياضي وحتى المهني، ولا يزال حاضراً في حياتي. أما بالنسبة لاختصاص الكاتا، فالفضل يعود دائماً للمدرب الطلحاوي الذي قدمني لأستاذتي في الاختصاص محمد عقيل بن ناصر ولحسن اللبني، واللذان كان لهما الدور الكبير في تطوير كفاءاتي وتحقيق عديد الألقاب الوطنية والدولية.”

كيف كان تأثير نادي شرطة وهران على مستواك الفني؟

“نادي شرطة وهران يمثل لي الكثير، خاصة وأن أفضل النتائج التي حققتها كانت تحت ألوانه. ويكفيني شرفاً أني أنتمي لهذا النادي الذي أصبح حاضراً في مختلف المنافسات الوطنية والدولية. كما أن النتائج الأخيرة التي حققها بقيادة المستشار محمد عقيل تثبت العمل الكبير الذي يقوم به هذا النادي في تطوير الكفاءات وتشريف الراية الوطنية.”

من هم الأشخاص الذين تود شكرهم بعد هذا التتويج؟

“الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات، وفي المقام الثاني أشكر عائلتي التي ساندتني معنوياً، وعلى رأسهم الوالدين وزوجتي الغالية. كما أتقدم بالشكر لمسؤولي المؤسسة الصيدلانية الجزائرية “صوفال” على دعمهم الخالص، وزملائي وأصدقائي في العمل. ولا أنسى مسؤولي الاتحادية الجزائرية للجودو وعلى رأسهم ياسين سليني، والطاقم الفني لنادي أمل البرية وخاصة السيد الكحلي ربيع.”

هل سبق لك تمثيل الجزائر في منافسات دولية أخرى؟ وهل هناك لحظة خاصة لا تزال محفورة في ذاكرتك؟

“الحمد لله مثلت الجزائر في عدة محافل دولية، منها البطولة العربية 2019 في المغرب، البطولة الأفريقية 2019 في جنوب أفريقيا، البطولة الأفريقية 2022 في وهران، البطولة العالمية 2023، والبطولة العربية 2024 في الجزائر. اللحظة التي لا يمكن أن تُنسى هي تلك الدموع التي تنزل عند كل تتويج خارج أرض الوطن.”

كيف ترى مستقبل الجودو في الجزائر خاصة على مستوى الكاتا؟

“الجزائر تملك خبراء في اختصاص الكاتا، ويستطيعون تقديم لوحات فنية عالمية. لكن هذا الاختصاص لا يحظى بالدعم الكافي رغم نتائجه. صراحة، الوضع صعب في ظل غياب الإمكانيات والدعم، لكن عزيمة الممتهنين تبقي شعلة الكاتا مشتعلة. ومبادرة الاتحاد الدولي بفصل منافسة الكاتا عن المنافسة القتالية دليل على أهمية هذا التخصص.”

ما هي طموحاتك القادمة بعد هذا التتويج؟ هل هناك مشاركات دولية مرتقبة؟

“الخطوة القادمة هي الحفاظ على اللقب الأفريقي في نفس الاختصاص. المشاركة المقبلة ستكون في البطولة الأفريقية للكاتا.”

كيف توفق بين حياتك اليومية والتدريبات والمشاركات الدولية؟

“هذا التوازن حساس جداً في حياة رياضي النخبة، خصوصاً بسبب التضحيات التي نقدمها. أواجه صعوبات في التوفيق بين العمل، العائلة، والتدريبات، بالإضافة إلى التحديات المالية لتغطية مصاريف المشاركات الدولية. لكن بالإرادة والإصرار نحاول دائماً البقاء في القمة.”

ما هي نصيحتك للشباب الجزائري الذي يطمح لبلوغ مثل هذه المستويات؟

“العزيمة هي الأساس. الشباب الجزائري معروف بإرادته العالية وهمته، وما دامت العزيمة موجودة فلا مستحيل. نحن لا نقعد إلا وفينا، ولا نعزم إلا وأثبتنا أن بإمكاننا رفع التحدي.”

أخيراً، كلمة توجهها للجمهور الرياضي…

“أشكر كل من تابعنا وشجعنا وكان لنا سنداً في هذه البطولات وخلال مساري الرياضي. أتمنى من السلطات والهيئات الرياضية أن تساندنا وتساعدنا على المشاركة في المحافل الدولية مستقبلاً. نحن قادرون على الكثير، فقط نحتاج إلى الدعم.”

حاوره: نبيل شيخي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى