إبراهيم محمد (مدرب أولمبيك سيدي بن عدة): “الجانب الذهني هو مفتاح النجاح في كرة القدم”
![إبراهيم محمد](https://bola.dz/wp-content/uploads/إبراهيم-محمد.jpg)
يعد المدرب إبراهيم محمد من الأسماء الشابة الصاعدة في عالم التدريب، حيث بدأ مشواره مع الفئات الشبانية في فرق ولاية عين تموشنت، قبل أن يخوض تجارب مهمة مع الأندية الأكابر، كان أبرزها في زيدورية عين تموشنت كمساعد مدرب لموسمين، ثم كمدرب رئيسي لفريق وفاق حمام بوحجر، والآن يشغل منصب المدرب المساعد في نادي سيدي بن عدة، أحد الفرق الطموحة في القسم الثالث. في هذا الحوار، يتحدث المدرب إبراهيم محمد عن تجربته التدريبية، العوامل التي ساهمت في تحقيق فريقه لنتائج إيجابية، إضافة إلى رؤيته لمستقبل التدريب في الجزائر وطموحاته المستقبلية.
في البداية، حدثنا عن مسيرتك في عالم التدريب وكيف بدأت رحلتك في كرة القدم؟
“معكم المدرب والمحضّر البدني إبراهيم محمد. بدأت التدريب مع الفئات الشبانية لفرق عين تموشنت، ثم خضت أول تجربة مع الأكابر كمساعد مدرب لفريق زيدورية عين تموشنت لموسمين. بعدها، انتقلت إلى فريق وفاق حمام بوحجر كمدرب رئيسي، ثم التحقت بنادي سيدي بن عدة كمساعد مدرب، وأسعى لتقديم الإضافة للفريق والمساهمة في تحقيق أهدافه.”
فريق سيدي بن عدة يحقق نتائج جيدة هذا الموسم، ما السر وراء هذا التألق؟ وما هي العوامل التي ساعدتكم على تحقيق هذه النتائج؟
“حققنا نتائج لا بأس بها في مرحلة الذهاب، وأود من هذا المنبر أن أشكر المدربين بن يحي ولخضاري جيلالي على العمل الذي قاما به. توليت مسؤولية الفريق في ثلاث مباريات فقط بعد مغادرة المدربين السابقين، وحققنا نتائج إيجابية أمام وداد تلمسان، سيدي سعيد، واتحاد بوهني. عرفنا كيف نبعث الروح في الفريق ونعزز ثقة اللاعبين بأنفسهم، كما ركزنا على تصحيح الأخطاء التكتيكية والفنية. استخدمنا حصص الفيديو لتحليل المباريات ورفع المستوى التكتيكي، ونشكر اللاعبين على ثقتهم فينا والمجهودات التي بذلوها.”
أنت مدرب طموح وتحمل شهادات تدريبية معترف بها، كيف ساهمت هذه التكوينات في تطوير منهجك التدريبي؟ وما هي الشهادات التي حصلت عليها؟
“بدايتي في المجال الدراسي والتكويني كانت في جامعة مستغانم، حيث تلقيت تأطيرًا بيداغوجيًا، بالإضافة إلى تربصات نظمتها الفاف ووزارة الشباب والرياضة. كما شاركت في ندوات عبر تطبيق Zoom مع محضرين بدنيين ومدربين ومحللي فيديو من الفرق الفرنسية والإيطالية، واستفدت كثيرًا من هذه التجارب. أما عن الشهادات، فقد حصلت على:ليسانس في التدريب الرياضي، ماستر في التحضير البدني، درجة ثالثة تخصص كرة القدم.”
النجاح في التدريب يتطلب الكثير من التضحيات، ما أبرز الصعوبات التي واجهتها؟ وكيف تغلبت عليها؟
“يواجه المدرب الشاب عدة صعوبات، أبرزها التهميش الذي تعاني منه الفئات الشبانية من طرف بعض الإدارات، بالإضافة إلى نقص الوسائل البيداغوجية وضعف الإمكانيات المادية. رغم هذه العقبات، كنت دائمًا مؤمنًا بأن النجاح يتطلب الصبر والعمل المستمر. لم أهتم كثيرًا بالجانب المادي في بداياتي، بل ركزت على التعلم وكسب ثقة اللاعبين والمحيط الرياضي من خلال جودة العمل الذي أقدمه، والحمد لله نجحت في ذلك.”
كرة القدم اليوم تعتمد بشكل كبير على الجوانب النفسية والبدنية، كيف تعمل على تحفيز لاعبيك؟ وما مدى أهمية الجانب الذهني في تحقيق النتائج الإيجابية؟
“الجانب النفسي يلعب دورًا كبيرًا في كرة القدم، حيث يساعد على بناء الثقة بالنفس، وتحفيز الإرادة لدى اللاعبين. الجانب الذهني مهم أيضًا، فهو يعزز التركيز والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة داخل الملعب. نحن نعمل على تحفيز اللاعبين من خلال تحليل أدائهم، وتصحيح أخطائهم بأسلوب إيجابي، كما نعتمد على بعض التمارين الذهنية التي تساعدهم على التركيز والتفاعل بشكل أفضل خلال المباريات.”
ما هي طموحاتك المستقبلية في عالم التدريب؟ وهل لديك أهداف معينة مع فريق سيدي بن عدة أو على المستوى الشخصي؟
“طموحاتي المستقبلية تتماشى مع رغبتي في تطوير مستواي العلمي والتكويني، خاصة مع التطور الكبير الذي يشهده عالم التدريب. أسعى دائمًا لاكتساب المزيد من الخبرات لمواكبة هذه التغيرات. أما بالنسبة لفريقي، فإن هدفنا الحالي هو احتلال مركز مشرف بين فرق المقدمة، والعمل على تحسين نتائجنا في كل مباراة.”
المنافسة في القسم الثالث ليست سهلة، كيف ترى مستوى الفرق هذا الموسم؟ وما هي حظوظ فريقك في المنافسة على الصعود؟
“المستوى متقارب جدًا بين الفرق، وهناك أندية تتمتع بإمكانيات مالية كبيرة، وهو ما يصنع الفارق في بعض الأحيان. من الناحية الفنية، هناك تكافؤ بين معظم الفرق. هدفنا هو جمع أكبر عدد ممكن من النقاط وتحسين ترتيب الفريق، وإذا أتيحت لنا فرصة المنافسة على الصعود، سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك.”
أخيرًا، ما رسالتك للشباب الطموح الذين يحلمون بأن يصبحوا مدربين في المستقبل؟ وما نصيحتك لكل من يرغب في خوض هذا المجال؟
“الكثير من الشباب لديهم الرغبة في دخول عالم التدريب، لكنهم يصطدمون بعراقيل عديدة مثل قلة الفرص وضعف الدعم. للأسف، بعضهم يفقد الأمل سريعًا ويقرر التوقف عن المحاولة. نصيحتي لهم هي أن يتحلوا بالصبر والإرادة، وأن يسعوا لاكتساب المعرفة والخبرة دون انتظار الفرص الجاهزة. عليهم أن يعملوا بجد ويبذلوا مجهودًا مستمرًا ليصنعوا لأنفسهم مكانًا في المجال الرياضي. أتمنى التوفيق لجميع المدربين الشباب الذين يسعون لتطوير أنفسهم.”
حاوره: نبيل شيخي