الأولىحوارات

في حوار خصّ به جريدة بولا .. صالقية مجدوب حارس دولي سابق: حرمت من المشاركة في مونديال 1982 لأنني رفضت اللعب في الفرق العاصمية وأمضيت في أولمبي الشلف”

صالقية مجدوب اسم من ذهب في المحمدية ارتبط بسريع المحمدية وأولمبي الشلف في السبعينات وحمل الألوان الوطنية مع الخضر، لكن بسبب سياسة الإهمال وغياب الاحترافية في الفريق البرتقالي جعلت بعض الوجوه تختفي عن الأنظار وغيابها رسالة واضحة للسلطات المحلية ولإدارة السريع أن الأسماء الثقيلة ستبقى راسخة في التاريخ لأنها أسماء من ذهب ولن يتكرر عصر صالقية أبدا في المحمدية.  صالقية مجدوب فتح قلبه لجريدة “بولا” وتطرق في حديثه معنا عن أمور كثيرة تخص مشواره الدولي وتجربته مع أولمبي الشلف وفريقه سريع المحمدية وعما حدث له مع المرحوم رشيد مخلوفي في المنتخب الوطني، وعديد القضايا التي تخص الكرة الجزائرية في هذا الحوار الشيق مع أسطورة في حراسة المرمى بمعنى الكلمة عانى الكثير، حقق الأهم ويحتفظ بسجل ذهبي من الذكريات بمرها وحلوها.

الجيل الجديد لا يتذكر لاعبي السبعينات، من هو مجدوب صالقية؟

“أنا من مواليد 30 جوان 1954 بالمحمدية وترعرعت في جميع أصناف “الصام” وكنت من المتفوقين للوصول للمنتخب الوطني في صنف الأواسط والأكابر وكنت بجوار لاعبين من ترجي مستغانم كحشلاف ، مورتيط بن ذهيبة وآخرين .وبالمناسبة أترحم على جميع اللاعبين السابقين للمنتخب الوطني الذين وافتهم المنية .وأنا حاضر في كل جوبيلي يقام في مختلف ولايات الوطن”.

هل تتذكر متى تحصلت على أول إجازة لك في الصام؟

“أول إجازة أكابر لي في سريع المحمدية كانت موسم 1971/1972 وكنت بجوار حراس كبار وجاءتني الفرصة بعد تنقل الحارس حشوطي لمولودية وهران والحارس بوجرة تنقل لاتحاد بلعباس ، مع العلم كنت ضمن تشكيلة الأواسط وتم ترقيتي مباشرة للأكابر لأكون الحارس الاول في الصام”.

إذن لعبت صغيرا في صنف الأكابر؟

“في عهدي لم تكن هنالك سياسة في الصام تعتمد على انتداب لاعبين من خارج المحمدية، الأولوية لأبناء المنطقة وكنت ضمن سبعة لاعبين عمرنا 18 سنة ،تم ترقيتنا مباشرة للأكابر وهم علو جيلان ،علو خالد ،عبد الرحمن سياري ، قادة جلول وآخرين وهنالك من توفوا رحمهم الله”.

من كان المدرب آنذاك؟

“المدرب خليل عبد القادر هو الذي أعطانا فرصة اللعب ضمن فريق الأكابر وكان يتمتع بسياسة التكوين المستمر ويمنح دائما فرصة للشبان في المباريات الرسمية”.

حققت حلمك أن تصبح الحارس رقم واحد في الصام؟

“كنا صغارا ونتمتع بحب كرة القدم وحتى المدربين الذين أشرفوا علينا في الفرق الصغرى لا يتمتعون بشهادات بل بخبرة اكتسبوها من الملاعب ، ومنهم لاعبين سابقين في الصامية ،والتدريبات كانت شاقة جدا مع الأكابر لكن كافحت شخصيا حتى أحقق حلمي في أن أصبح الحارس رقم واحد للسريع”.

هل تتذكر أول مباراة لك مع سريع المحمدية؟

“أول مباراة لي مع سريع المحمدية في صنف الأكابر كانت أمام وداد تلمسان وفزنا بنتيجة 3-0 في ملعب المحمدية وكان الموسم الذي سقط فيه “الوات” من بطولة الدرجة الثانية التي كانت تضم فرقا كبيرة أمثال مولودية سعيدة ،ترجي مستغانم ،شبيبة تيارت والمستوى كان عالي جدا و المنافسة كانت حادة بين الفرق”.

صالقية مجدوب حارس دولي سابق
صالقية مجدوب حارس دولي سابق

هل شعرت بالخوف في أول مقابلة لك مع الأكابر نظرا لصغر سنك؟

“بالطبع دخلت أول مباراة لي في مشواري مع الأكابر و أنا خائف لكن جمهور باريقو زاد في ثقتي بتشجيعاته المستمرة ، وشهادة مني عبر العقود الماضية جمهور المحمدية يعتبر حلقة مهمة في كيان الصامية ولا نستطيع فصل هذا الجمهور الرائع أبدا عن فريقه لأنه يتنفس منه و هو جمهور رياضي مائة بالمائة”.

متى شعرت أنك بالفعل الحارس رقم واحد في السريع؟

“لا أتذكر جيدا لكن أتذكر رابع مباراة لي أمام الجار ترجي مستغانم بملعب بن سليمان وكان يضم في صفوفه ولد موسى رحمه الله ،زيدان ،بن مخلوف ،أتذكرها جيدا وكأنني ألعبها في هذه اللحظة. كنت رجل المقابلة وتألقت أمام كل محاولات المحليين وانتهت المقابلة بنتيجة التعادل السلبي. حينها صفق علي جمهور مستغانم بحرارة وبدأ البعض يشعر أن مستقبلي كبير في حراسة المرمى”.

التحقت باكرا بالمنتخب الوطني؟

“مباراة مستغانم كانت سببا مباشرا لاستدعائي أولا للمنتخب الوطني للأواسط سنة 1973 ثم بعدها بسنة التحقت بالمنتخب الوطني أكابر”.

كيف تقارن مستوى الكرة المحلية في السبعينات وحاليا في عالم الاحتراف؟

“لما نلتقي نحن اللاعبين من جيل السبعينات نتكلم بلغة واحدة “كنا نلعب من أجل القميص وفقط” كرة نظيفة ولا تعلو لغة “الدراهم” فوق لعبة كرة القدم ،بل بكل صراحة هنالك لاعبين كانوا يلعبون في مستوى عالي ولا يملكون حتى البقشيش من أجل الاستحمام بعد المباراة. وقليل منا كان يسمع بالمطاعم ماعدا تناول سندويتش قبل المباراة وفقط”.

صالقية مجدوب حارس دولي سابق
صالقية مجدوب حارس دولي سابق

هل كانت الملاعب في السبعينات كارثية؟

“أغلبية الملاعب لم تكن مزودة بمرشاة أو وجود مياه ساخنة وباردة حتى الأرضية كنا نلعب في “التيف”.ورغم ذلك المستوى كان عالي جدا ،وحتى الفرق كنا نتقاتل كالأعداء داخل الميدان من أجل انتزاع الفوز لكن بعد انتهاء 90 دقيقة نصبح إخوة بمعنى الكلمة ومازالت علاقات تربطنا بعدة لاعبين منذ ذلك العهد”.

هناك لغط كبير فيما يخص اسم «SAM»، ماهي التسمية الحقيقية لسريع المحمدية؟

“الاسم الحقيقي “للصام” هو “ستاد أتليتك محمدية” وبعدها شاعت وسط الساحة الرياضية سريع المحمدية مع العلم قبل تسميته ملعب المحمدية كان يطلق على الصام “بي جي آس” وكانت تظم لاعبين كبارا صنعوا تاريخا لا ينسى”.

هل تتذكر بعض الأسماء من ذلك العهد؟

“أتذكر بعض الأسماء التي لعبت في الفريق ومنها الإخوة تيمزار ،لارجا ،العيد ساسي وكان يشرف على الفريق بتاج “الله يرحمه” كان لديهم حب كبير لا مثيل له لفريقهم ،لا ينتظرون دعم البلدية أو تهاطل الأموال من ناحية أخرى بل البعض منهم كان يساعد الفريق من ماله الخاص”.

هل كان السريع يجسد ثقافة التكوين في تلك الفترة؟

“سياسة التكوين كانت ثقافة في المحمدية وفي كل حي يمكنك أن تجلب لاعبين أو ثلاثة يقدمون مستوى عالي في المباريات الرسمية. والثقة في النفس كانت موجودة عند كل اللاعبين فاللاعب الأساسي واثق من مستواه ولا يخاف من كرسي الاحتياط”.

لماذا اختار السريع اللون البرتقالي كلون خاص به؟

“لمعلوماتك الفريق كان لونه في السابق أبيض وأخضر وفي السنوات الأخيرة أصبح برتقالي باعتبار المحمدية مدينة بساتين البرتقال ، لكن الآن عاصمة البرتقال تبخرت وبساتين البرتقال في خبر كان فتحولت المحمدية إلى عمران وهنا يمكن التنبؤ بلون جديد”.

كم مرة حقق السريع الصعود؟

“الصام في السبعينات لعب كل مواسمه من أجل البقاء ولم يستطع تحقيق الصعود بسبب وجود فرق كبيرة تصادف السريع في مشواره وتخلق له صعوبات مثل لازمو ،سعيدة ،تلمسان ، تيارت وبلعباس وحتى السريع لم يكن يملك الإمكانيات الكافية لمجاراة ريتم البطولة”.

لكن وصلتم للدور النصف النهائي من تصفيات كأس الجمهورية سنة 1976؟

” لعبت ثلاثة مواسم كاملة في صفوف الصامية وفي موسم 1975/1976 وصلنا للدور النصف النهائي من تصفيات كأس الجمهورية رفقة اللاعبين صغير ،الإخوة بن فطة ،فيسبا داري، سياري ، قادة جلول وآخرين .لعبنا أمام سعيدة في ملعب بلعباس وفزنا عليها .وفزنا في الدور الثاني على سكيكدة في سطيف ثم فريق الحجوط ،ثم بوفاريك في ملعب 19 جوان بوهران وفي الدور النصف النهائي واجهنا مولودية العاصمة ذهابا وايابا وكان من بين الفرق الكبيرة في ذلك العهد .واستطاعوا في نفس السنة الحصول على لقب البطولة ،كأس الجمهورية وكأس رابطة إفريقيا”.

هل صحيح مدرسة الشلف طلبت خدماتك مباشرة بعد هذه المباراة؟

“في مباراة الصام أمام مولودية الجزائر في الدور النصف النهائي من تصفيات كأس الجمهورية كانت المباراة منقولة على شاشة التلفزيون ومسيري أولمبي الشلف آنذاك أعجبوا بالمستوى الذي قدمته واتصلوا بالوالد لطلب خدماتي في الموسم الموالي”.

ما قضيتك مع المرحوم رشيد مخلوفي؟

“آنذاك كنت ألعب لصالح المنتخب الوطني “أ” ورشيد مخلوفي-رحمة الله عليه هو الآن في دار الحق-رفض تنقلي لأولمبي الشلف حيث طلب مني الإمضاء لصالح مولودية الجزائر ،اتحاد العاصمة أو نصر حسين داي وفقط وهددني في حالة إمضائي لصالح فريق الشلف سيقصيني مدى الحياة من المنتخب الوطني”.

سمعنا أن القضية ربطت أيضا بموضوع الخدمة الوطنية؟

“كانوا يبحثون عن وجودي بالعاصمة لأداء الخدمة الوطنية وبعثوا لي عدة مرات رسائل رسمية من الجيش تجبرني على أداء الخدمة الوطنية بالعاصمة لكن كنت أعرف القوانين جيدا”.

ماذا كان قرارك النهائي؟

“القرار الذي اتخذته كنت أعرف جيدا العاصمة وشعرت أنني غير قادر على العيش في مدينة كبيرة فقررت الإمضاء في فريق الشلف حيث اتصل بي المسيرون ومنهم موسى وأقنعوني بالإمضاء”.

بجانب من لعبت في أولمبي الشلف؟

“المدرب أحمد أراب كانت له علاقة جيدة مع مسيري الشلف ،أول مرة يحققون الصعود جلبوا اللاعب جلي من مولودية وهران ،بن مخطار مصطفى وسط ميدان من لازمو ، بكاكشة ،مكسي مصطفى ،دربال بوهادي ،عبدي ،جومادي ،أسماء لامعة والبطولة كانت صعبة جدا”.

لكنك لم تستطع اللعب مع فريقك الجديد إلى غاية الجولة الرابعة من عمر البطولة؟

“وقع لي مشكل في أول مباراة لي مع الفريق بسبب عدم قدرة الإدارة على تأهيلي إلا بعد مرور أربعة جولات .القانون كان ينص على مادة غير واضحة بخصوص تأهيل اللاعبين الجدد وبفضل علاقات مسيري الشلف استطاعوا تأهيلي في الفريق”.

هل تتذكر أول مباراة لك بألوان أولمبي الشلف؟

“أول مباراة لي كانت أمام فريق وفاق سطيف وكان في صفوفه عدة لاعبين ممتازين وهم قريش ،فلاحي ،صالحي ، شنيتي حارس مرمى وانتهت المباراة بالتعادل السلبي 0-0 في سطيف ، وثاني مباراة كانت أمام السياربي في الشلف وكانت خسارتهم الأولى بعد مرور سِت جولات بنتيجة 1-0”.

سمعنا أنك تعرصت لإصابة خطيرة في تلك الفترة؟

“أجريت عملية جراحية في نصف الموسم بإحدى المستشفيات في العاصمة بعد تعرضي لإصابة خطيرة في مباراة أولمبي الشلف أمام السياربي سنة 1978 وانتهت بنتيجة 1-0 لصالح الأولمبي .وكانت الإصابة جد خطيرة لهذا قررت إجراء العملية الجراحية والحمد لله كانت ناجحة ولعبت بعدها مباشرة بعد فترة النقاهة”.

كم موسما لعبت في صفوف أولمبي الشلف؟

“لعبت خمسة مواسم كاملة في الشلف في القسم الأول إلى غاية سنة 1981.وبعد الزلزال لم يلعبوا موسما واحدا ثم عادوا بشكل متذبذب في تحقيق الصعود والسقوط إلى غاية وصول أولمبي الشلف لإحدى الفرق الكبيرة في البطولة الجزائرية وحتى إفريقيا”.

هل ما زلت تتابع أخبار فريقك السابق؟

“ما زلت أتابع أخبار أولمبي الشلف باهتمام وحتى الآن أنا على اتصال بعدد كبير من المسيرين ولاعبين سابقين في الشلف وحتى الرئيس مدوار اتصل بي  ،  وهذا ما ربحت من لعبة كرة القدم كسبت الرجال وكلما ذهبت لإحدى المناطق بولايات الوطن ألقى ترحابا كبيرا من أبناء جيل السبعينات”.

نعود لقضيتك مع المنتخب الوطني، كيف غادرت الخضر؟

“كنت أتوقع آخر تنقل لي مع المنتخب فبعد إمضائي في الشلف تنقلت مرة واحدة لطرابس وبن غازي ولعبنا مقابلتين لكن خلال العودة كان الطلاق بيني وبين المنتخب الوطني بسبب كثرة الكلام داخل أروقة الرابطة الوطنية على لماذا لم أختر إحدى الفرق العاصمية والسبب الرئيسي كان رشيد مخلوفي”.

كيف شعرت بعدما حرمت من المشاركة في مونديال 1982؟

“حرمت من المشاركة في تصفيات كأس العالم سنة 1982، فالمنتخب الوطني في السبعينات كان شابا وقبل الثمانينات كانت فترة تحضير لاعبين في المستوى أمثال بلومي ،بن سحاولة ،علي مسعود ،بن شيخ ،جمال زيدان وكنت أنا في قائمة أفضل حراس النخبة الوطنية لكن بسبب تعسف المسؤولين والمدرب مخلوفي رحمه الله حرمت من تحقيق حلمي. ولن أنسى أبدا تلك اللحظة”.

صالقية مجدوب حارس دولي سابق
صالقية مجدوب حارس دولي سابق

متى رجعت لسريع المحمدية؟

“رجعت للمحمدية بعد قضاء خمسة سنوات مع أولمبي الشلف لكن لم أحبذ مغادرة المنتخب الوطني واللعب في بطولة فيها الكثير من المشاكل والمستوى ضعيف مقارنة بمواجهات الخضر وقررت الاعتزال مباشرة بعد سنة مع سريع المحمدية”.

يقول البعض إن السريع مدرسة حراس المرمى؟

“بالطبع مدرسة السريع أنجبت أسماء من ذهب في ما يخص حراس المرمى أمثال حشوطي ،بوجرة ،حميدة قدور وآخرين وكلهم لعبوا في المنتخب الوطني. ولهذا نريد مواصلة حمل المشعل وإنجاب قائمة أخرى بالتكوين المستمر”.

لم تستطع أيضا تحقيق الصعود مع فريقك بعد عودتك لمدرسة الصام؟

“الموسم الذي عدت فيه للسريع كان من بين الفرق الساقطة واستطعت رفقة أبناء باريقو خطف المرتبة الأولى ولعب المباراة الفاصلة أمام شبيبة تيارت بملعب 19 جوان بوهران ، وللأسف خسرنا نقاط المباراة حينها قررت الاعتزال وأنا في أوج العطاء”.

ما هي الحادثة الطريفة التي حدثت لك مع الحكم بن جحان قبل اعتزالك؟

“في تلك المقابلة حدثت لي مشكلة مع الحكم بن جحان “الله يرحمه” .ففي لحظة كان يشهر بطاقة حمراء لأحد اللاعبين من السريع دافعت عن حق فريقي فمنحني مباشرة بطاقة حمراء فخطفت له البطاقة من يده ومزقتها بنرفزة كبيرة وقلت له :” الآن ما عندك ما تخرج بطاقات حمراء”. طرحت القضية على مستوى الجهات الوصية لكني قررت الاعتزال وعدم الطعن في العقوبة التي سلطت على شخصي”.

كيف تقيم مشوارك الكروي؟

“الحمد لله لعبنا كرة قدم نظيفة وكما قلت في البداية ثقافتها لا تعلو فوق “الدراهم” وبها أصبح لنا قيمة في المجتمع بالمحمدية وحتى في الشلف وحتى بالغرب الجزائري وأتأسف لمعاناة عدد كبير من اللاعبين القدامى هم الآن يعيشون في ظروف مزية”.

وكيف هي حالتك المعيشية أنت؟

” الحمد لله أخطف لقمة العيش ومازالت موجودا وأشارك في مباريات اللاعبين القدامى والمشاركة أيضا في كل جوبيلي تقدم لي دعوة فيه. وأتمنى من كل قلبي أن نجد الدواء النافع لتعفن الوضع في أنديتنا، والكرة الجزائرية تراجعت كثيرا للخلف لأن المرض الذي أصابها مزمن ولا دواء له إلا بمعالجة المشكل من جذوره”.

كيف تقيم الاحتراف في بطولتنا؟

“لا يمكن بهذه الثقافة السائدة في أنديتنا أن ينجح الاحتراف ،ومن غير المعقول أن يطبق الاحتراف في الجزائر دون وجود دراسة معمقة لطبيعة تركيبة أنديتنا ولاعبينا ،يجب توفير دفتر شروط صالح للاستهلاك ثم الحديث عن الاحتراف .فالهياكل الرياضية والملاعب قبل تطبيق سياسة جديدة لم نقرأ عليها ولا نعرفها جيدا و الدليل على فشله هو التخلي عن الاحتراف في القسم و الثاني و اعتماده في القسم الأول فقط”.

إذن أنت ضد الاحتراف؟

“أنا ضد خطوة الفاف في تطبيق الاحتراف على فئران تجارب وبعض الدول رفضت تطبيق سياسة الاحتراف في بطولاتها وطلبت مهلة لأربعة سنوات بشرط تتكفل الفيفا بتهيئة ملاعبها وغرس ثقافة الاحتراف في أنديتها ، أما نحن في الجزائر كلام فقط اليوم يصبح حقيقة غدا دون النظر للمدى المتوسط والبعيد وهذه إحدى النقاط السلبية في هيكل الرياضة بوطننا”.

لكن رؤساء الأندية سارعوا بقبول الدخول في عالم الاحتراف؟

“من غير المعقول أن يصبح رؤساء الأندية الهاوية هم نفسهم رؤساء الفرق المحترفة أي بسياق آخر حولوا بعض رؤساء الجمعيات الذين لا يأكلون إلا من أموال الدولة إلى رجال أعمال في صيغة جديدة. وهذا ما وصلنا إليه حكم في إحدى المباريات في الدرجة الأولى يمنح ثلاثة ضربات ترجيح لاتحاد العاصمة في سيناريو “مبهدل” لكرتنا ويتحدثون عن الاحتراف إنه الانحراف الحقيقي”.

هل ما زلت تتابع أخبار سريع المحمدية وما رأيك فيما آل إليه وضع الصام؟

“ما زلت أتابع أخبار سريع المحمدية و متحسر لما وصل إليه من تدهور كبير و المسؤولين على الفريق هم سبب تدهور حالة الصام بالدرجة الأولى و المحيط المتعفن و كذلك اللاعبين أصبح من هب و دب يلعب في الفريق و أصحاب المعارف، مثلا أنا لدي ابن أخي لديه كل المؤهلات للعب في الفريق و لم أتدخل بشأنه و هو يلعب الآن خارج المدينة و في نفس المستوى و في فرق أحسن من الصام تنظيما و ماديا يجب ان يحفظ أبناء باريقو الدروس جيدا”.

البعض في المحمدية يقول صالقية مجدوب نصفه باريقو والنصف الآخر شلفاوي؟

“إن قضاء خمس سنوات في الشلف كان بمثابة حلم رائع لا ترغب أن ينتهي للأبد ولهذا أنا أحن كثيرا للشلف وبطبيعة الحال نصفي الآخر في المحمدية.”

كيف هي علاقتك مع الحاج صافا والرئيس بن فطة؟

“ليست لي أي علاقة مباشرة مع الرجلين .بل خير الأمور أوسطها و همي الوحيد سريع المحمدية وفقط أما الأشخاص فلا أحبذ الدخول في مشاكل فارغة بالنسبة لي”.

الصام عرفت معنى الاحتراف الحقيقي في عهد الرئيس نور الدين بن فطة، هل أنت مع عودة هذا الأخير لبيت الصام؟

“التكوين الهدف الأول لكل سياسة رياضية ناجحة والسبب الرئيسي لمغادرة نور الدين بن فطة بيت الصام غياب إطارات في التركيبة الإدارية يتمتعون بحس كرة القدم ، لأن استعمال مسيرين ليس لهم علاقة بالرياضة كان السبب الأول لتدهور السريع. حدث مع نور الدين والآن مع عمه الحبيب وحتى في عهد صافا. يجب أن يكون هيكل الفريق يضم أشخاص من أصحاب المهنة، والرياضة مثل الطب، وللأسف الشديد مشروع نور الدين بن فطة لم يدم طويلا”.

إذن مشكل تدهور الصام غياب مسيرين أكفاء على حد قولك؟

“الطامة الكبرى في تدهور السريع كانت أيضا بسبب سياسة “التخلاط” خارج البيت البرتقالي وتوالي المؤامرات داخله .لأن حملة التشويش أصبحت اللغة الأقوى في المحمدية وبعض الأشخاص سامحهم الله لا يفقهون إلا الفتنة وبهذا المحيط الجد متعفن لا يمكن للسريع أن يخرج من النفق المظلم”.

ماهي الحلول في رأيك؟

“السريع بحاجة للرجال و أصحاب المال، ومناصرين في المستوى المطلوب ويجب أن تكون الإنتدابات في المستوى ولا نقصي اللاعبين السابقين من بيت الصام لأن لهم دور فعال في فريقهم”.

كيف كانت الأجواء لما ترأست السريع سنة 1992؟

“ترأست سريع المحمدية في ظروف صعبة جدا خاصة أن الدولة كانت تمر بظروف خاصة والصام كان من بين الفرق النازلة للأقسام السفلى .فسطرت هدفا واحدا وهو إعادة أبناء باريقو لفريقهم ومن بينهم العربي العربي الذي كان يلعب في سيق ،يوسف، نور الدين بن فطة وآخرين والحمد لله نجحت في موسمي الأول”.

لأول مرة في عهدك السريع لعب بقمصان تحمل شعار سبونسور؟

“هذه الثقافة اكتسبتها في الفرق الكبيرة ولما ترأست السريع طبقتها ووقف بجانبي رجل الأعمال بلعود الذي كان يتكفل بمنح اللاعبين طيلة موسمين منحة 9 آلاف دينار بعد كل مباراة يفوزون فيها. وبالمناسبة أقدم شكري الكبير لبلعود لأن وقفته في تلك الفترة كانت إيجابية كثيرا على السريع”.

لماذا غادرت رئاسة السريع سنة 1995؟

“كما قلت لك في البداية السريع معروف طيلة السنوات الماضية بتوغل أشخاص لا ثقافة لهم في لعبة كرة القدم هدفهم الأول سرقة الأموال و”كروشهم” ،ونظرا للوضع المتعفن في تلك الفترة قررت الانسحاب من بيت الصام .ومنذ ذلك الحين أتأسف كثيرا لسياسة إقصاء اللاعبين القدامى من بيت الفريق البرتقالي”.

ما رأي مجدوب صالقية في تغيير نمط المنافسة؟

“قسم أول ب 20 فريقا أظنه كثير جدا في ظل الظروف الراهنة و تأخر انطلاق التحضيرات و حتى القسم الثاني بفوجين أظنه كثير ، و لكن نتمنى أن يكون هذا التغيير في نظام المنافسة عند حسن التطلعات و يساهم في تطور الكرة المحلية و يرتفع مستوى الفرق الجزائرية التي تشارك في المنافسات الخارجية، نتمنى تطور الكرة الجزائرية”.

يقول بعض مقربيك أن مجدوب صالقية لم يدخل الملعب منذ سنوات طويلة؟

“هذا الأمر صحيح، وحدث هذا في شهر رمضان من سنة 2002 كنت بصدد دخول الملعب لمشاهدة مباراة سريع المحمدية فإذا بي أتفاجأ بملاحقة أعوان الشرطة للأنصار بالعصي وحاول شرطي الاعتداء علي، حينها قررت عدم العودة أبدا للملعب لأن كل الطواقم الإدارية التي أشرفت على السريع لم تعطي للاعبين السابقين قيمتهم الحقيقية على الأقل يخصصون لنا بابا خاصا بنا لدخول الملعب باحترام كبير وتكون لنا بطاقات خاصة، لكن للأسف نحن مهمشين في بيت السريع”.

هل صحيح ندمت على ممارسة لعبة كرة القدم كما يقول البعض؟

“لست نادما أبدا لأنني لعبت في عهد الرجال والرياضة آنذاك كانت عذراء بعيدة كل البعد عن الفساد والتلاعبات في الكواليس والحمد لله معرفة الرجال كنوز، واليوم أنا أجني ثمار العمل الذي قمت به وفخور بما قدمته للكرة المحلية”.

أسوء ذكرى لك؟

“غيابي عن مونديال 1982 بسبب قرار غير صائب من المسؤولين لكن لم أندم لعدم التحاقي بإحدى الأندية العاصمية كما كانوا يرغبون”.

أحسن ذكرى لك؟

“مشاركة الفريق الوطني أواسط في السبعينات في دورة ببلجيكا واخترت كأحسن حارس مرمى في الدورة وهذه أفضل ذكرى لي”.

أحسن فريق لك في البطولة الجزائرية؟

“أولمبي الشلف .رغم بعض المواسم الصعبة إلا أنها مدرسة مازالت تحتفظ بتقاليدها ولديها أهداف احترافية بمعنى الكلمة وسر نجاحها الاستقرار الداخلي”.

ما هو الفريق الذي تناصره عالميا؟

“برشلونة، أناصره في طريقة لعبه الفريدة عالميا ومعجب أيضا باستثماره في لاعبين من خريجي مدرسة برشلونة وهذه السياسة نأمل أن نجدها في فرقنا بكثرة لأنها محض الاحتراف الحقيقي”.

كلمة أخيرة؟

“كرة القدم في المحمدية يجب أن ترقى للمستوى المطلوب والصام مدرسة عريقة أنجبت الكثير، لكن في السنوات الأخيرة أصبح المناصر يتذكر أرقام اللاعبين دون أسمائهم وبهذا لن يكون للسريع تاريخ منذ عهد الستينات والسبعينات .يجب أن نلمس التكوين في الفرق الصغرى ويرقى الشارع الرياضي لدرجة الاحترافية والإدارة مطالبة باستدعاء اللاعبين القدامى في تسيير الفريق لأن السريع كبير ولا يقدر عليه إلا أبناؤه”.

حاوره: سنينة مختار

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P