إحياء اليوم الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية في وهران … تظاهرة تاريخية تربط الماضي بالحاضر…

في 27 ماي 2025 وتحت إشراف والي ولاية وهران السيد سمير شيباني نظّمت محافظة وهران للكشافة الإسلامية بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام فعاليات ضخمة احتفاءً بالذكرى 84 لليوم الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية. شكلت هذه المناسبة فرصة لتكريم إرث محمد بوراس مؤسس الكشافة الجزائرية، وإحياء دوره الريادي في غرس روح الوطنية والتضحية، خاصة أن هذا اليوم يصادف ذكرى استشهاده في 27 ماي 1941
افتتاح الاحتفالية وتأكيد المكانة الوطنية للكشافة
افتُتح الحفل بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى المحافظ الولائي القائد عمر قاسمي كلمة رحب فيها بالحضور، مشيدًا بالدور الذي تلعبه الكشافة الإسلامية الجزائرية في مرافقة المؤسسات الوطنية وتعزيز القيم الوطنية. كما توجه بالشكر إلى السيد الوالي لدعمه إنشاء مقر دائم للكشافة بوهران، ما يعكس الالتزام بتطوير هذه المدرسة التربوية التي شكلت عبر العقود ركيزة أساسية في بناء الأجيال.
إرث الكشافة في النضال الوطني والتنشئة الاجتماعية
ألقى السيد الوالي سمير شيباني كلمة أكد خلالها فخره بإحياء هذه الذكرى، مشددًا على الدور الكبير الذي لعبته الكشافة منذ تأسيسها، حيث ساهمت في بناء الوعي الوطني وغرس قيم الهوية والانتماء، بل كانت مدرسة لتكوين الشخصيات الوطنية التي قادت الثورة التحريرية، وأشار إلى أن الكشافة لم تقتصر على مرحلة النضال ضد الاستعمار، بل استمرت بعد الاستقلال كمنبر لتأطير الشباب، وتوجيههم نحو خدمة الوطن من خلال التطوع ومواجهة الآفات الاجتماعية، مثل المخدرات والانحراف، إضافة إلى دورها الحيوي في العمل الإنساني والتضامني خلال الكوارث الوطنية.
إدراج اليوم الوطني للكشافة ضمن ذاكرة الجزائر الرسمية
بفضل الإرث التاريخي الكبير للكشافة الإسلامية الجزائرية، أقر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في 28 أفريل 2021 ترسيم 27 ماي كيوم وطني، لضمان استمرار الرسالة التربوية لهذه المنظمة العريقة. وأشار السيد الوالي إلى أن المدرسة الكشفية كانت مصدرًا لصقل الشخصيات الوطنية التي ساهمت في تحرير الوطن، حيث شكلت قاعدة مهمة للثوار، إذ ينتمي أغلبية أعضاء مجموعة 22 التي فجرت الثورة إلى الحركة الكشفية، وهو دليل قاطع على تأثيرها العميق في مسار الكفاح الوطني.
برنامج الاحتفالية
تاريخ، فن وريادة كشفية
ضمن الفعاليات، عرض فيديو تاريخي حول أبرز أنشطة الكشافة منذ نشأتها، كما شهدت الاحتفالية تقديم أوبريت الشهيد حمو بوتليليس، الذي يعكس إرث النضال الوطني المرتبط بالكشافة. كما تم تكريم مجموعة من الشخصيات الوطنية التي ساهمت في دعم الحركة الكشفية، من بينهم والي وهران، رئيس المجلس الشعبي الولائي، اللجنة الأمنية، والعميد مكي بوفلجة، بالإضافة إلى عائلة شرفاوي تقديرًا لمساهمتها في تطوير الكشافة.
أنشطة الأفواج الكشفية
تواصل الإرث التاريخي والتربوي
إحياءً لهذه المناسبة، نظّم فوج الشهامة للكشافة الإسلامية الجزائرية ندوة تاريخية أطرها الأستاذ طاهر بلحيا، تناول فيها الدور الكبير الذي لعبته الكشافة قبل وأثناء وبعد الثورة التحريرية، إضافة إلى عرض من القائد سلام مخطار حول تأسيس الفوج بعد مؤتمر الانبعاث 1989، وهو الذي ساهم في إنشاء عدة أفواج كشفية، وشملت الندوة إنشاد الأهازيج الكشفية وتكريم المشاركين في دورات كشفية ومسابقات رياضية، حيث تم اختتامها بجو من التفاعل الإيجابي بين الحاضرين.
المنافسات الرياضية تكريسًا للقيم الكشفية
ضمن الفعاليات الرياضية، نظّمت محافظة وهران نهائي دورة كرة القدم محمد بوراس، حيث احتضن المركب الرياضي بالسانيا مباراة جمعت بين وحدة فوج الإخلاص و وحدة فوج العصر، وانتهت بتتويج فوج الإخلاص بالبطولة، مما يعكس أهمية الرياضة في النشاط الكشفي. كما تخلل البرنامج مباراة استعراضية جمعت إطارات مديرية الشباب والرياضة بقادة محافظة وهران، في إطار تعزيز العمل المشترك بين المؤسسات الرسمية والكشافة الإسلامية الجزائرية.
ختام الاحتفالية
بين الاعتراف بالإنجازات وتجديد العهد للكشافة
في نهاية التظاهرة، تم التأكيد على أن الكشافة الإسلامية الجزائرية ستواصل لعب دورها الريادي في ترسيخ القيم الوطنية، دعم الشباب، والمساهمة في بناء مجتمع أكثر وعيًا وانتماءً لوطنه، متجسدة في شعارها الأزلي “كن مستعدًا”
مصطفى خليفاوي