إعلامي شبكة بي إن سبورتس ومدير مكتبها بباريس .. محمد الوضاحي:” تصريح لوباز منطقي وعوار ينتظر دعوة المنتخب الفرنسي “
كيف ترى عودة البطولات الأوروبية من جديد بعد جائحة كوفيد 19؟
” أعتقد أن قرار عودة البطولات الأوروبية الكبرى للنشاط قرار صائب، مهم وضروري أيضا للأندية خصوصا بعد الأزمة الصحية الأخيرة، وما ترتب عنها من خسائر مادية فادحة على الأندية حتى الكبيرة منها، وإنهاء الموسم الكروي يعتبر أمراً أساسياً أيضا لمنح الألقاب، وتحديد الأندية التي تستحق المشاركة في مختلف المسابقات القارية. هو أيضا قرار شجاع يتحدى هذه الأوضاع ويظهر مدى تمسك بعض الأمم بالكرة وعشقها للمستديرة.”
هل ترى بأن قرار إلغاء الدوري الفرنسي كان صائباً؟
” قرار توقيف الدوري الفرنسي كان سياسيا بامتياز ومتسرعاً، وهذا دليل آخر على أن الفرنسيين ليسوا أمة كروية، فعوض التريث ومراقبة تطور الأوضاع خصوصا عند الجيران على المستوى الكروي، فضّل الساسة التفكير في مستقبلهم السياسي وإرضاء بعض ناخبيهم على حساب عشاق الكرة، وعلى حساب الأندية الكروية التي ستتكبد خسائر فادحة، وأعتقد أن تبعات هذا القرار ستلاحق الأندية الفرنسية لأعوام عدة، وسيكون له تأثير بالغ أيضا بعد أربع سنوات عندما تعود حقوق الدوري التلفزيونية الى السوق، حيث سيتم فقدان أرقام كبيرة، و سيتهاوى سعر حقوق بث الدوري إلى مستويات غير عادية بعد الطفرة التي شهدها في آخر مناقصة، حيث تجاوز سعر هذه الحقوق المليار يورو لأول مرة في تاريخ الليغ1.”
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن سعي البياسجي لضم بن ناصر وعطال بدرجة أقل، ما تعليقك؟
” هذا دليل على مدى تطور هذين اللاعبين الموسم الماضي و تكليلاً لجهودهما مع نادييهما، وعملهما الثابت والدؤوب من أجل تحسين مستويهما وتطوير إمكانيتهما، بن ناصر بات رقما أساسياً في السوق الأوروبية للاعبين، وأعتقد أن انتقاله إلى باريس سان جرمان سيكون مفيدا له على عدة مستويات خصوصا وأن اللاعب ترعرع وكبر في هذا البلد، وتكوّن فيه وبالتالي فهو على دراية بعالم الكرة فيه، إضافة إلى العامل الثقافي واللغة، وبالتأكيد أن اللاعب سيكون حاملاً روحا قتالية عالية لإظهار إمكانياته وإثبات الذات في بطولة تركته يذهب صغيرا ولم تكن واعية بإمكانياته الحقيقة، ضف إلى ذلك أن النادي الباريسي يبحث فعلا عن لاعب من طراز بن ناصر، ما سيضمن له بدرجة كبيرة مكانة أساسية في التشكيلة وهو ربما وضع لن يكون مضمونا في أندية أوروبية أخرى كمانشستر سيتي. أما عطال فيعتبر فعلاً اكتشاف الليغ1 ومفاجأتها السارة، وبات رقما أساسياً في خطط المدرب فييرا الذي لا أعتقد أنه سيفرط فيه هذا الموسم على الأقل.”
ألا ترى بأن الأزمة المالية للنوادي ستعيق تنقلات نجوم المنتخب؟
” بالتأكيد أن هذه الازمة سيكون لها مخلفاتها على سوق التنقلات الصيفية المقبلة، وتأثيرها لن يكون فقط على انتقال لاعبينا المحترفين بل سيكون تأثيراً عاماً ومهماً، والأندية التي كانت تضاعف الأسعار وتسعى لجلب لاعبين حتى بأسعار تتجاوز بكثير السعر الحقيقي ستتراجع هذه المرة، وتحاول أولاً تعويض خسائرها، وأي انتقال في الفترة المقبلة سيكون للضرورة القصوى ولن يكون هناك أي بذخ في صرف الأموال.”
ما تعليقك على تصريحات ماكسيم لوباز الأخيرة بشأن خياره الدولي؟
” أعتقد أن كلام لوبيز كان معقولا ومنطقيا وهو ما يفكر فيه وفكر فيه الغالبية العظمى من اللاعبين الذين يتواجدون حاليا في المنتخب أو المرشحين للالتحاق بالخضر. اللاعب ما زال يأمل في الالتحاق بديوك فرنسا ولكنه لم يغلق الباب أمام احتمال تقمص ألوان الخضر وهو الوضع الذي مرّ به أغلب اللاعبين الحاليين للمنتخب الجزائري كإبراهيمي وفيغولي وغيرهما، أكرر أغلب اللاعبين الحاليين وليسوا كلهم حتى لا يفهم كلامي خطأ.”
هل ترى أن عوار سيختار اللعب للمنتخب الجزائري؟
” باعتقادي أن وضع عوار متطور على وضع لوبيز، وهو أقرب إلى المنتخب الفرنسي من لاعب مرسيليا، ولذلك فإن حسام عوار بانتظار دعوة من مدرب المنتخب الفرنسي وهو ينتظرها منذ مدة، خصوصا أن العام المقبل سيشهد إقامة اليورو المؤجل، يجب أن نكون منطقيين وواقعيين، فعوار إذا كان فعلاً راغباً رغبة حقيقية وجامحة في الالتحاق بالخضر كان قد أعلن عن ذلك وحسم الأمر، وهذا التردد يعني أن الحسم هو بيد مدرب المنتخب الفرنسي وليس بيد بلماضي.”
كيف ترى مستوى الإعلام الرياضي في الجزائر؟
” مستوى الإعلام الرياضي في الجزائر لن يكون أفضل حالا من الرياضة في بلادنا، وأعرف جيدا الظروف الصعبة التي يعمل فيها الزملاء، فما دامت الرياضة في بلادنا تعاني والوسط الرياضي مرتعاً لمن هب ودب فإن مستوى الإعلام الرياضي لن يرتفع والمعاناة ستتواصل.”
نرى تألق الإعلاميين الجزائريين في القنوات العربية، ولكن الإعلام في الجزائر لا يزال بعيداً عن المستوى المطلوب، ما السبب في رأيك؟
” الطاقات والإطارات الجزائرية عندما تجد الوسط النظيف، وتنال الثقة اللازمة ويمنح لها هامش العمل الحقيقي بتجرد وبعيدا عن أي حسابات ضيقة، تبدع وتتفجر وتعطي النتائج التي نلاحظها الآن، السبب إذن باختصار هو تلوث هذا المحيط وطنيا وعدم وجود إرادة سياسية حقيقية لتطهير هذا الوسط من الدخلاء سواء الإعلاميين أو المسؤولين الرياضيين، إضافة إلى ضرورة تنظيف المشهد الإعلامي وتنظيمه أيضا حتى نتمكن من تجاوز الترهات والمواضيع الهامشية التي يتم مناقشتها يوميا للتفرغ للأساسيات التي تخدم الرياضة الجزائرية والمجال الإعلامي الجزائري.”
ما هي نصيحتك للإعلاميين الشباب؟
” التحلي بالثقة في النفس وفي الإمكانيات الذاتية، وعدم الاستسلام لبلوغ الهدف لأن الطريق للوصول إلى المبتغى ليس مفروشا بالورود، وخصوصا التحلي بالأمانة والإخلاص والتواضع وأنا متأكد أن الجميع سيحقق هدفه لأن المجال واسع ويتسع للجميع.”
هل تنصح بالبقاء في الجزائر لمواصلة التعلم أو الهجرة في أول فرصة؟
” ليس لدي خيار بين الوضعين، لأننا عموما لا نتحكم في هذا السيناريو، وعادة يكون مفروضا علينا وليس اختياريا، لذلك فإن العمل في الجزائر والتكوين الجيد بالاعتماد على النفس لتحضير أي مغامرة خارجية يعتبر مفيدا، والاستفادة من أول فرصة تتاح للاستفادة المهنية والمادية هو أمر جيد أيضا وقد يختصر مسافات كبيرة لتحقيق الطموح والهدف المنشودين.”
ماذا تغيّر في الأستاذ محمد بعد انضمامه لباقة بي إن سبورتس؟
” بي ان سبورتس مدرسة إعلامية عالمية، من يدخلها تتاح له فرصة الاحتكاك بأكبر الأسماء الإعلامية العربية والعالمية، فيها تعلمت معنى العمل الصحافي المحترف واكتشفت مختلف الآفاق واستفدت كثيرا من كوادر هذه المؤسسة في تطوير نفسي والغرف من محيط هذا المجال المترامي الأطراف، هي فعلا تجربة استثنائية ورائعة.”
هل لديك مشاريع مهنية مستقبلية؟
“أنا شخص لا يحب الترحال المهني كثيرا ووفي عادة للمؤسسات التي أعمل لها، لذلك أشعر أنني في أفضل مكان يمكن أن يحلم به أقراني، لذلك فإن الاستقرار ومحاولة تطوير نفسي داخل هذه المؤسسة العملاق يعتبر في حد ذاته هدفا كبيرا.”
كلمة أخيرة لختام الحوار…
” أشكرك جزيل الشكر أخي مصطفى على إتاحة هذه الفرصة للتواصل مع إخوتي في الجزائر، أشد على يدك وأتمنى لك التوفيق، كما أدعو الله ان يرفع عنا هذا البلاء وهذا الوباء ويحفظ الجزائر والجزائريين من أي مكروه.”
حاوره: خليفاوي مصطفى
