بطولة العالم لكرة اليد (مصر 2021) “الدور الرئيسي (الجولة الثالثة) ” سويسرا 27 الجزائر 24 …الخضر يودّعون المونديال بهزيمة جديدة
ودّع المنتخب الوطني الجزائري لكرة اليد البطولة العالمية لمصر 2021، بهزيمة جديدة على يد المنتخب السويسري بفارق ثلاث أهداف فقط، حيث دخل الخضر هذه المباراة بإيمان أنهم سينهزمون في هذا اللقاء، و بدا التراجع الذهني الكبير مؤثراً في هذه المباراة، حيث استسلم الخضر مبكراً أمام منافسهم في هذا اللقاء، بالموازاة مع تضييع اللاعبين للعديد من الكرات السهلة و التي كانت بسبب التسرع و الارتباك و نقص التركيز، و هم الذين منحوا الفرصة لحارس سويسرا نيكولا بوتنر من أجل التألق و هو الذي اختير رجلاً للمباراة، كما أن اللاعبين بدوا منهكين بدنياً بسبب توالي المباريات و ارتفاع النسق كثيراً خاصة و أن رفقاء غضبان خليفة قدموا كل ما لديهم في المباريات السابقة، و خاصة في مباراة فرنسا التي جعلت الخضر يستنفذون كل مخزونهم البدني.
التسرع والارتباك السمات البارزة
هذا وقد كان التسرع والارتباك أبرز ما ميّز أداء رفقاء بركوس في هذه المباراة، حيث ضيع اللاعبون عديد الفرص الهامة مع بداية المباراة، والتي جعلت المنتخب السويسري يتحكم في زمام الأمور، كما افتقد اللاعبون التركيز اللازم في هذه المباراة، وهو ما كلفهم تلقي عدد من الأهداف بالتوازي مع إهدار فرص حقيقية وكرات سهلة أثرت كثيراً على معنويات الخضر الذين كانوا قادرين على تحقيق نتيجة أفضل لو أحسنوا التعامل مع هذه المباراة بالشكل اللازم.
الجميع ينتظر تحرك عبدي
و يبقى اللاعب أيوب عبدي نقطة النور الوحيدة بالنسبة للمنتخب الوطني و الشجرة التي تغطي غابة إخفاق المنتخب الوطني في هذا المونديال، و واصل لاعب ناي فينكس تولوز الفرنسي التألق، و رغم صغر سنه إلا أنه أخذ بزمام الأمور و تحمل الكثير من المسؤولية، بل حتى اللاعبين أصبحوا ينتظرون ما سيفعله ابن واد سلي بالكرة، حيث أنهى المشاركة المونديالية للخضر كهداف للمنتخب و أبرز لاعب على الإطلاق في هذه الدورة دون منازع ،و أكد ذلك أمام المنتخب السويسري، حيث كان السم القاتل في دفاعه، و أجبر المدرب على إجراء عديد التغييرات في ذلك المنصب من أجل إيقاف تحركاته، و هذا ما يؤكد الدور الكبير الذي كان يقوم به في الميدان.
الأجنحة خارج الخدمة من جديد
النقطة السوداء التي ميزت مباراة اليوم وباقي المباريات، هي عدم اللعب على الأجنحة من طرف لاعبي المنتخب الوطني الجزائري، حيث ظل الخضر مركزين هجماتهم على محور دفاع المنتخب السويسري و الذي أبان عن صلابة كبيرة، مع إهمال تام لمنصب الجناحين سواء الأيمن أو الأيسر، و بهذا ضيّع المنتخب الوطني فرصة تكثيف هجماته و قوته على دفاع الخصم، تاركاً أحد أبرز نقاط قوته في السنوات السابقة، و رغم أن اللاعبين كانوا يسجلون في العديد من المرات، سواء رضوان ساكر أو رضا عريب في الجهة اليمنى، و داود هشام و أسامة بوجناح في الجهة اليسرى، و مع هذا لم تصل كرات كثيرة للمنصبين ما جعل هجوم المنتخب الوطني يتركز على وسط دفاع السويسريين الذين وجدوا الحلول اللازمة لإيقاف الثلاثي عبدي، حاج صدوق، بركوس أو نعيم زهير.
غضبان خارج الإطار والتقدير لزموشي
رغم أن الآمال كانت معلقة على حامي عرين المنتخب الوطني الجزائري خليفة غضبان في هذا المونديال، إلا أنه خيّب الجميع و مرّ جانباً في هذه المباراة الدورة ككل، حيث لم يظهر بنفس المستوى الذي يظهر به في البطولة الإسبانية و ناديه أديمار ليون في الدوري الأوروبي،و رغم أن الناخب الوطني أعفاه من مباراة النرويج الماضية من أجل التحضير و الجاهزية في مباراة سويسرا التي كانت تبدو أكثر أهمية من أجل تحسين الترتيب العام، إلا أن الحارس السابق لنادي المجمع البترولي مرّ جانباً و كان خارج الإطار في مباراة أمس، حيث سجل معدل تصدي جد ضعيف، ما جعل الطاقم الفني يستنجد بزموشي الذي قدم أداءا محترما بالنظر لافتقاره التجربة الدولية، بعد أن شارك لأول مرة رفقة المنتخب و قدم مستوى جيد، خلافاً لكل التوقعات التي كانت تؤكد بأن زموشي سيمر جانباً، إلا أنه نال الثناء من بين الحراس الثلاثة، خاصة و أن بن مني كان خارج الإطار تماماً.
كعباش ضيّع العديد من الكرات
لم يستغل لاعب الدائرة هشام كعباش الفرص التي حصل عليها، و التمريرات الدقيقة من حاج صدوق و أيوب عبدي في مباراة أمس، حيث ضيع العديد من الكرات من تسديدات وجه لوجه، ما جعله يتأثر معنويا، قبل أن يتدخل الطاقم الفني بقيادة آلان بورت من أجل اسبتداله بسفيان بن جيلالي الذي قدم مستوى مقبول هو الآخر، سواء في الدفاع أو الهجوم، كما أن الجميع أعاب على عكباش تسببه في أخطاء كثيرة في المباريات السابقة و طرده في العديد المباريات مع تعرضه للإقصاء في كل مرة، مما جعل الخضر يلعبون بناقص لاعب في عديد الفترات من المباريات.
كان بالإمكان الفوز على سويسرا
المتابع لمباراة أمس، يتأكد من أن المنتخب السويسري لكرة اليد، لم يكن بذلك المستوى الكبير الذي يجعل المنتخب الوطني ينهزم أمامه بذلك الشكل الذي يوحي بأن زملاء زهير نعيم قد استسلموا مبكراً في المباراة، حيث أن الأداء المقدم في مباراتي البرتغال و فرنسا كان كفيلاً بتحقيق فوز مريح في مباراة أمس، خاصة و أن المنتخب السويسري لم يكن محضرا بالشكل الكافي لهده الدورة، حيث استدعي للمشاركة يوماً فقط قبل بداية المونديال ليعوض المنتخب الأمريكي الذي انسحب بسبب تزايد عدد الإصابات بالكوفيد 19 في صفوفه، حيث لعبت سويسرا أول مباراة لها بعد أربع ساعات فقط من حلولها في مصر، و مع هذا قدمت أداء كبيار و تمكنت من الفوز على المنتخب الوطني الجزائري في آخر جولات الدور الرئيسي.
الخضر لم يؤمنوا بحظوظهم
هذا ولم يؤمن المنتخب بحظوظه في المباراة، حيث استسلم مبكراً للمنتخب السويسري، وبدى هذا واضحا خلال العشر دقائق الأخيرة من المباراة، ورغم الفارق الضئيل بين المنتخبين إلا أن الخضر بدوا وكأن المباراة قد انتهت وقد خسروا اللقاء لفائدة المنتخب السويسري، وكل هذا يؤكد أن المنتخب الوطني لم يكن محضراً كما ينبغي لهذه المواجهة من الجانب النفسي، وهو الذي لعب دوراً مهماً في هذه المباراة، ومع هذا إلا أن المنافس بدى في قمة التحفيز من أجل تحقيق الفوز في المباراة وهذا ما كان في النهاية.
خليفاوي مصطفى