الأنصار يحافظون على شعبية “الصام” في الأقسام السفلى
عرفت عديد الأندية الجزائرية كيف تخطف الأضواء جماهيريا رغم معاناتها في جحيم الأقسام السفلى، حيث لم يمنع مغادرتها لحظيرة الكبار من الحفاظ على قاعدتها الشعبية، من خلال اللوحات الجميلة التي تشهدها المدرجات، وهذا رغم أن هذه الأندية تلعب في القسم الجهوي ، على غرار ما يصنعه سريع المحمدية هذا الموسم و الذي يقترب من حسم الصعود لو يواصل بنفس نسق مرحلة الذهاب.
و أثبت أنصار “الصام” على شعبيتها مهما كانت الظروف والمصاعب، بدليل أن الفريق يعاني في الأقسام السفلى، إلا أن ذلك لم ينقص من شعبيته، بالنظر للأجواء التي يصنعها جمهور المحمدية هذا الموسم، موازاة مع تحقيق زملاء فلاح قادة مشوارا مميزا توج بالتربع على عرش بطولة الجهوي الثاني رابطة سعيدة طيلة مرحلة الذهاب ما مكنه من إنتزاع لقب البطل الشتوي بجدارة و استحقاق، حيث كان اللاعب رقم 12 في الموعد، بدليل الحضور القياسي في مدرجات ملعب والي محمد بالمحمدية ، والذي أوشك على الإمتلاء في بعض المباريات ، ناهيك عن التنقلات في مجمل المباريات المبرمجة خارج القواعد، بشكل يوحي بأن أنصار “الصامية” يبقون أوفياء للون البرتقالي، بدليل عودتهم بقوة هذا الموسم، موازاة مع ضخ دماء جديدة في الفريق من طرف الإدارة التي يقودها الرئيس بن شريف محمد الحبيب.
و لا شك أنه مع إنطلاق مرحلة العودة و تزايد إرتفاع حمى الصعود سيزداد الحضور الجماهيري لمعايشة لحظة الصعود من المدرجات و عدم الإكتفاء بمتابعة الفريق من على منصات التواصل الاجتماعي و صفحات الجرائد ، فإن كان اللاعبون يستحقون الدعم في أوج أوقات البطولة فالانصار يستحقون الفرح في النهاية.
“الصام” والدعم المالي الغائب
قد لا نختلف في أن الدعم المادي و المعنوي لنادي سريع المحمدية من بين الأساسيات والأولويات و قد لا نختلف في أن الدعم الجماهيري للنادي هو من بين مؤشرات الصعود والارتقاء نحو الأقسام العليا. كل شيء هذا الموسم يُنادي بالصعود وهو اتفاق عام بين إدارة الفريق و الأنصار ، ولا نقاش و لا خلاف عليه. لكن هنالك شروط ضمنية ارتكازية تُلزم الجميع بالالتحام والاتحاد لأجل تحقيق مطمح الصعود خاصة مسألة الدعم المالي للفريق.
إرادة الإدارة…الشجرة التي تغطي الغابة
في هذه السنة لا يختلف إثنان أن هنالك اعتدال في تسيير الفريق من طرف المكتب المسير، حيث أعطى توجها و رؤية واضحة المعالم تجاه النادي و هو الأمر الذي يدفع بالفريق نحو الاستقرار في الأداء والنتائج. إلا أن التناقض في كل هذا يكمن في غياب الدعم المالي في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ الفريق . ففي غياب الدعم المالي المساند والمتابع للنتائج التصاعدية من طرف المقاولين و أصحاب المال ، الذي يبقى موقفهم محيرا و البطء الحاصل في أخذ زمام المبادرة و الدفع بالفريق للبقاء في الصدارة يبقى مؤجلا الى أجل غير مسمى ما يبقي هدف الصعود مؤجلا أيضا ،
فرصة الصعود مواتية و لا يجب تضييعها
مؤشرات صعود الصام نقولها من حدود نهاية مرحلة الذهاب تفتقر إلى الدعم المالي للفريق، ولا زالت أمام الفريق (14) مباراة. تفتقر إلى وقفة ليست رمزية بالكلام الفضفاض، بل بموقف جماعي داعم للفريق بالاستعجال. فالفريق و من خلفه المكتب المسير يكابد المشاكل و النقص المالي في صمت، وبلا مفرقعات مدوية ، والرئيس أعياه تدبير الأزمة المالية بلا نهايات داعمة، فإلى متى؟ حتى يضيع موسم الصعود !! لحظتها لا ينفع الندم. حضور الجماهير كقوة في مبارايات السريع في “الحوش” ، ما هو إلا دليل على تصالح المدينة مع فريقها العريق،و ما هو إلا عربون وفاء بين التشجيع واللعب على الصعود، ومساعدة و تدعيم خزينة الفريق بالموارد المالية. فحين سألنا الانصار عن هذا الموسم و اللعب على الصعود قالوا: “يكفينا… يكفينا ثمانية سنوات في قسم الجحيم، خص الصام تطلع… خص أصحاب المال والمؤسسات العمومية والمقاولين و المستثمرين يدعموا هاذ المكتب لأن الصعود يْبَانْ قْرِيب…”.
سنينة مختار