بداية كيف تسير يومياتك في ظل الوباء المتفشي؟
“شكراً لكم أولاً على هذه الفرصة المتاحة لي عبر جريدتكم المحترمة، كما هو معلوم في ظل هذا الوباء فرض علينا منطق جديد في العمل، وفي الحياة العامة نحن ملتزمون تماما بما فرضته قطر من إجراءات بتقليل الخروج إلا للضرورة والذهاب للعمل وفق شروط صحية صارمة، والحمد لله الأمور تسير بطريقة آمنة لحد الآن.”
الوباء فرض طُرق جديدة للعمل، كالتسجيل عن بعد وغيرها، هل ترى أن هذا الأمر سيبقى ساري المفعول لاحقاً؟
” صحيح فيروس كورونا حتم على الشركات ابتكار طرق جديدة للعمل، وفي مجال الإعلام التلفزيوني تحديداً اتضح أن هناك بعض الأمور يمكن إنجازها من البيت، وهذا ما تقوم به قناة الجزيرة حالياً لكن بالنسبة لنا كمقدمين لابد من الحضور للأستوديو. من وجهة نظري بعد القضاء على الفيروس بحول الله أعتقد أن بعض الشركات، من الممكن أن تستمر في العمل عن بعد لتقليل نفقاتها، لأن هذه الجائحة أثبت أن بعض الأعمال يمكن إنجازها من البيت.”
كيف ترى عودة المنافسة في معظم الدوريات الأوروبية؟
“عودة المنافسة في الدوريات الكبرى خاصة عدا فرنسا أراه أمراً ايجابياً جداً برفع معنويات للجميع، و أكيد الحياة لابد أن تستمر والفضل يعود لشجاعة الألمان لأن مجرد العودة هو بداية التغلب على فيروس كورونا بحول الله.”
ما رأيك في تألق النجوم الجزائريين في أوروبا في صورة محرز، بن ناصر، بن رحمة وغيرهم؟
” تألق اللاعبين الجزائريين في أوروبا هو امتداد للتاريخ، لأن الملاعب العالمية كانت شاهدة على تألق كوكبة من النجوم انطلاقا من فريق جبهة التحرير أيام مخلوفي وزيتوني إلى دحلب وتلمساني، إلى ماجر بن عربية، بلماضي وصايب، وصولاً لجيل زياني وبوقرة وعنتر يحي، إلى محرز، فيغولي وبن ناصر وسعيد بن رحمة اليوم، وأكيد مستقبلا سيكون تألقا لنجوم آخرين، باختصار الجزائر بلد المواهب على مر التاريخ.”
هل تعتقد بأن محرز ورفاقه قادرون على التتويج برابطة الأبطال؟
“شخصيا، ورغم أنني مشجع لريال مدريد إلا أنني أتمنى أن يتوج رياض محرز بلقب دوري أبطال أوروبا ، بإمكانهم ذلك خاصة إذا اعتمد الفيلسوف على محرز أساسياً، و إلا سيدفع الثمن لأن الريال هو عملاق أوروبا بإمكانه أن يعود و يستدرك خسارته ذهابا، خاصة أن لقاء العودة يلعب دون جمهور.”
العروض تتهاطل على بن ناصر، هل ترى أن بقائه في ميلان أنسب له؟
” إسماعيل بن ناصر موهبة أكيدة (ربي يحفظه من العين) أولا أعتقد من وجهة نظري، أن يواصل في إيطاليا لأنه في فريق كبير، صحيح أن ميلان تراجع مستواه في السنوات الاخيرة، لكن بإمكانه العودة وسيكون لبن ناصر دور كبير في ذلك، لاعبنا الوطني نعرف أنه لاعب استرجاع في وسط الميدان، لذلك البطولة الإيطالية هي الأفضل له لتطوير مستواه، لأنها معروفة بالقوة وإذا كان لابد للاعب تغيير الأجواء أتمنى أن أراه بألوان ريال مدريد.”
بن رحمة سيلعب بنسبة كبيرة في البريميرليغ الموسم المقبل، أي فريق تراه أنسب له؟
” سعيد بن رحمة أثبت أن مستواه كبير جداً، ويستحق اللعب في البريميرليغ بسهولة، ربما مانشستر يونايتد الأنسب له، وفي الحقيقة أي فريق يضمه إلى صفوفه سيكون هو الرابح، لأن بن رحمة مازال بإمكانه أن يقدم الكثير نظرا لإمكانياته الفنية الرائعة، وأكيد أن بلماضي سيجعل منه ركيزة أساسية لمنتخبنا الوطني بحول الله.”
هل ترى بأن الجيل الحالي للخضر بقيادة بلماضي قادر على السيطرة قارياً لسنوات؟
“نعم، مقتنع تماماً أن الجيل الحالي مع بلماضي بإمكانه أن يُسعد الشعب الجزائري في السنوات القادمة، بشرط أن يبقى بلماضي لأنه هو مهندس النجاح بكفاءته وصرامته. والحمد لله كنت ربما الصحفي الأول الذي طالب بمنحه الفرصة لتدريب المنتخب مباشرة بعد ذهاب البوسني وحيد خاليلوزيتش، والأمر موثق عند بعض القنوات التي تحدثت إليها سابقا.”
هل ترى بأن عوار سيختار اللعب للجزائر رفقة شرقي؟
“بالنسبة للاعب عوار أو غيره لا أعتقد أن بلماضي سيترجاه إذا قرر اللعب لمنتخبنا وكان قادراً على ضمان مكان له أهلاً وسهلاً، وإذا قرر اللعب لفرنسا شخصيا لن أعتبر ذلك خسارة لنا.”
ما رأيك في قرار زطشي بعدم الترشح لعهدة ثانية على رأس الفاف؟
“قرار زطشي يخصه هو وحده، ومتأكد أن نجاح المنتخب لا علاقة له برئيس الاتحاد الجزائري، بل باللاعبين والمدرب بلماضي فقط، بدليل أن الكرة الجزائرية مازالت تعاني محلياً وعلى صعيد مشاركات الأندية قارياً وبالتالي ذهابه لن يكون خسارة للكرة الجزائرية من وجهة نظري.”
كيف تعلق على تعيين بوڨرة على رأس المنتخب المحلي؟
” نعم خبر رائع ويصب في مصلحة مستقبل الكرة الجزائرية، لأن مجيد بوقرة قدم الكثير لمنتخبنا الوطني أولاً، ثم هو كان لاعب محترف كبير، وبدأ عالم التدريب أكيد سيكون هناك تفاهم كبير بينه وبين بلماضي وكل ذلك سيعود بالفائدة لكرة القدم الجزائرية.”
كيف تقيم الإعلام الرياضي الجزائري حاليا؟
“في الحقيقة لست مؤهلاً لتقييم الإعلام الرياضي في الجزائر، لكن ممكن أن أقدم وجهة نظري فقط، لأقول إنه لدينا مواهب وكفاءات كبيرة تحتاج للصقل والتوجيه الصحيح، وتحتاج لتنظيم قطاع الإعلام بصفة عامة حتى نرى الدور الحقيقي للإعلام الرياضي الوطني، وليس مثل ما هو عليه اليوم فوضى في كل شيء للأسف.”
بعد 19 سنة من مغادرتك الجزائر، ماذا أكسبتك القنوات العربية مهنياً؟، وماذا غيرت تجارب دبي الرياضية والجزيرة في شخصك؟
“الحمد لله أولاً أن الله وفقني في هذه المسيرة المهنية التي بدأت عام 1994، وأعتبر نفسي أنني محظوظ، لأني تعلمت وعملت مع أسماء كبيرة في الجزيرة وخارجها، استفدت منهم جميعا وقدمت ما أمكن كشاب جزائري طموح، أما عن التجارب في دبي الرياضية والجزيرة فقد أضافت لي أن الانضباط والصمود هو عنوان النجاح، والتحلي بالأخلاق عامل مهم للاستمرار أيضاً وطبعاً الكفاءة وتطوير ذاتك يوميا.”
كيف تعلق على تألق الإعلاميين الجزائريين في كبرى القنوات العربية؟
” تألق الإعلاميين الجزائريين في كبرى القنوات الإعلامية فضل من الله أولاً، وثانيا أن الجزائر عندها كفاءات رائعة، ولا يخفى عليكم أن الجزائريين مع الأردنيين يعتبرون الأكثر اتقانا للغة العربية، أقصد لغتهم سليمة خالية من اللكنة الموجودة عند بعض الدول الأخرى، وبالتالي سهل من نجاحهم وهذا ليس قولي أنا فقط بل دراسة موجودة وموثقة.”
ما هي نصيحتك للإعلاميين الشباب؟
“نصيحتي للإعلاميين الشباب هي الصبر أولاً، وتطوير مستواهم ثانياً بأخذ دورات والاستفادة من نصائح الآخرين، التكوين الجيد وتطوير المهارات وعدم حرق المراحل والابتعاد عن الغرور والتحلي بالأخلاق الحميدة، والنجاح سيكون حليفهم بحول الله.”
كلمة أخيرة تفضل.
” أشكركم أنتم أولاً في الجريدة على منحي هذه الفرصة، وأشكر كل من يقرأ هذا الحوار، وأتمنى أن تتغلب الجزائر على جائحة كورونا، ونخرج بأخف الأضرار، وأمنيتي أن يعيش الشعب في هدوء وينال كل فرد حقه في الحياة الكريمة، وألا تتكرر الأخطاء السابقة في التسيير، لأن الجزائر لديها كل الخبرات، وشكراً لكم.”
خليفاوي مصطفى