حوارات

الإعلامي الموريتاني مصطفى مامون من وكالة الأنباء المستقلة: “العمل القاعدي الرياضي في بلدان شمال إفريقيا منعدم “

أولا مرحبا بك مصطفى على منبر جريدتنا.

“أهلا بكم أخي الفاضل، وشكرا على الاستضافة على هذا المنبر المتميز”.

بعد إجراء قرعة كأس إفريقيا للمنتخبات تحت سن 20 ما تعليقك على مجموعة المنتخب الموريتاني وباقي المجموعات الأخرى؟

 “مجموعة المنتخب الوطني ليست بالصعبة ولا بالضعيفة يمكن القول بأنها متوازنة إذا ما نظرنا إلى مستوى تطور الكرة القاعدية في هذه البلدان،

صحيح الكاميرون من المنتخبات القوية في القارة السمراء لكن على مستوى الفئات السنة ليست بتلك الخطورة. أما منتخبات موزمبيق وأوغندا فأظن بأنهم في متناول المنتخب الوطني خاصة بعد جلبه للاعبين شباب ينشطون في أكاديميات مختلفة من القارة الأوروبية، إضافة لانتداب مدرب يفهم جيدا في خبايا الكرة الإفريقية. المجموعة الثالثة يوجد المنتخب المغربي إلى جانب منتخب غانا إضافة لمنتخب تانزانيا وغامبيا ، ومن المؤكد أن الصراع على تسيد المجموعة سينحصر بين المنتخب المغربي ونظيره الغاني لأنها الأقوى وهم من أبرز المرشحين للفوز بلقب البطولة أو الوصول لمراحل متقدمة وذلك بحكم تطور الكرة القاعدية في البلدين خاصة منتخب غانيا الذي توج قبل سنوات قليلة بمونديال الشباب، أما المجموعة الثانية فأظن بأن المنتخب التونسي قادر على تصدرها بسهولة إذا لم تحصل مفاجأة من المنتخبات الثلاثة الأخرى ، مع أن منتخب بركينا فاسو تم تصنيفه من الفئة الأولى قبل القرعة “.

ذكرت لي تطور الكرة القاعدية في البلدان الإفريقية، هل منتخبات شمال إفريقيا وصلت لمرحلة الإكتفاء بمدارسها؟

“حتى الآن لم تصل لما هو كافي لمسايرة الكرة العالمية لكنها تسير بخطى نحو تحقيق أهدافها، والأمر لا يقاس بمقدار مشاركة فرقها في البطولات الشبابية في القارة لأنه في السنوات الماضية بعض الدول في القارة كانت تشارك بلاعبين فوق السن المطلوبة ما يعني أنها تتلاعب بالأوراق الحقيقية لأعمارهم. أما اليوم فالأمر تقلص نسبيا في ظل وجود فرص معتدة لهذه المسألة وقد يختفي مستقبلا، حينها سيظهر المستوى الحقيقي للكرة القاعدية في كل بلد، وأظن أن الكرة في شمال إفريقيا ستهيمن على الوضع كما هو حال البطولات الخاصة بالأندية.”

المنتخب الوطني الجزائري عرف تألقا في كأس الأمم الإفريقية كيف تابعت الجماهير الموريتانية الحدث؟

“المنتخب الجزائري يحظى بمحبة كبيرة في الشارع الرياضي الموريتاني، وكانت مشاركته في أمم إفريقيا الأخيرة مشرفة لكل عربي وتضاعف ذلك بعد خروج المنتخبات العربية الأخرى التي كانت مشاركة في المسابقة، أتذكر أن نواكشوط خرجت عن بكرة أبيها فور إعلان الحكم تتويج الخضر بأمم إفريقيا ، في مسيرات ضخمة تهتف باسم الجزائر ومنتخب الخضر أبطال إفريقيا ،تزينت الشوارع بالعلم الجزائري الجميل  ،نعم نحن الجزائر لأن شعب الجزائر يحبنا ويجب بلادنا ، لن أنسى أبدا أن بعض الجماهير الجزائرية سافرت من القاهرة إلى السويس لمؤازرة منتخب موريتانيا ضد أنجولا في الجولة الأولى من  المسابقة ، ما زلت أحتفظ بذلك الفيديو الذي يظهر شبابا جزائريين وهم يهتفون بموريتانيا وبمنتخب موريتانيا وهم يحملون العلم الموريتاني إلى جانب العلم الجزائري .”

هل توجد أسماء في البطولة المحلية أو المنتخب الوطني الموريتاني يمكنهم الذهاب بعيدا؟

“موريتانيا حتى الآن لديها عدد كبير من المحترفين خارج البلاد معظمهم تخرج من الدوري المحلي إضافة طبعا لآخرين تربوا في فرنسا والتحقوا بالمنتخب الوطني. حاليا لدينا لاعبين في الدوري الإسباني والدوري الفرنسي وعدد من الدوريات العربية في شمال إفريقيا والخليج، ومن المتوقع أن تعرف الانتقالات الصفية المقبلة خروج آخرين إلى دوريات أخرى، احتراف اللاعبين عندنا لم يعد مسألة غريبة لأنه يوميا نسمع ونرى مواهب موريتانية تنتقل إلى أندية كبيرة، حتى هناك خبر عن لاعب موريتاني بصدد التوقيع مع أحد الأندية التركية.”

على ذكر الدوري التركي الذي يعد وجهة للعديد من اللاعبين الأفارقة، ما رأيك في اللاعبين الجزائريين المحترفين على غرار رياض محرز ومسيرته في نادي مانشستر سيتي؟

“بالتأكيد رياض محرز نجم كبير برزت نجوميته مع أكثر من ناد، وهذا إن دل على شيء يؤكد أنه لاعب من الطراز الرفيع وخير سفير لكرة القدم العربية في أكبر دوريات العالم، وأظن بأن تواجده في المان سيتي تحت إدارة مدرب محنك مثل بيب جوارديولا كان له دور كبير في إبراز مواهبه الكروية التي ظهر بعضها خلال تواجده مع ليستر في موسمه الاستثنائي. لقد استمتع الشارع العربي خلال المواسم الأخيرة كثيرا بتواجده في السيتي تزامنا مع تواجد المصري محمد صلاح في ليفربول، لأن هذا الثنائي مثلا الكرة العربية أحسن تمثيل.”

عرفت الكرة الجزائرية تألق عدة لاعبين موريتانيين أذكر منهم على سبيل المثال الدولي “ولد تقيدي ” الذي تألق بشكل لافت ما تعليقك؟

“بالفعل عدد من اللاعبين الموريتانيين خاضوا تجارب احترافية في الجزائر بحكم أنها قريبة جغرافيا من بلادنا فضلا عن كونها تطبق نظام الاحتراف. من ببن هؤلاء رموقو موسى وإلمامي، تراورى وانجاي وخليل بسام وسوداني ودلاهي، لكن سيد أحمد تكدي هو الذي اشتهر خلال مشواره مع مولودية سعيدة حيث قدم موسما تاريخيا مع الفريق، وكان فعلا أحد اللاعبين الأساسيين الذين يقف عليهم النادي وتوج ذلك بتكريمه كأفضل محترف في الجزائري في موسم 2008، إلى جانب ذلك هناك مدربين من الجزائر عملوا في موريتانيا يتقدمهم عالي فارغاني الذي كان مستشارا فنيا للمنتخب الوطني الأول 2006، إضافة إلى آخرين تولوا تدريب الأندية المحلية خلال المواسم الماضية”.

شكرا جزيلا الأخ مصطفى على الحوار.

“الله يعطيك الصحة أخي الفاضل وسعيد جدا بالتواصل مع أهلنا في الجزائر.”

حاوره: عبد الكريم م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى