الأولىحوارات

الإعلامي بودي عمر:” نهدف للوصول للعالمية و تقديم مادة إعلامية راقية و احترافية”

يعتبر عمر بودي، من أبرز الإعلاميين الشباب في الجزائر على الإطلاق، و هذا نظير المواد الإعلامية الراقية والهادفة ،التي يقدمها للمشاهد، جعلته يحظى بالعديد من الجوائز الوطنية و القارية و العالمية، كما يعرض وثائقي خطف كل الأنظار من البرامج الرياضية في القنوات الجزائرية، و نعني بالذكر هنا وثائقي ” لا كازا ديال سبور” الذي يبث على قناة الشروق، و الذي يعتبر سابقة في الإعلام الرياضي الجزائري.

بداية نشكرك على قبول إجراء هذا الحوار رغم الانشغالات الكبيرة.

“رمضان كريم أخي و زميلي مصطفى، أشكرك أصالة عن نفسي و عن كل الفريق العامل معي على هذه الدعوة الكريمة و أغتنم الفرصة لأحيي كل القراء الأوفياء لجريدة بولا.”

أود الحديث عن السلسلة الوثائقية التي تصنع الحدث ” لاكازا ديال السبور”، كيف جاءت فكرة هذا البرنامج و لماذا هذا الإسم بالذات؟

“شكرا على الاهتمام، بالفعل هي تجربة جديدة ارتأيت أن أخوضها بعد مسار مهني في الإعلام بدأ سنة 2009 من الصحافة المكتوبة مرورا بالعديد من القنوات الإعلامية (الأطلس،الجزائرية وان، الشروق تيفي) كلل بحصولي على العديد من التتويجات المحلية، القارية و حتى العالمية، قررت برفقة أخي زهير و زوجتي صونية بربارة إنشاء وكالة إنتاج خاصة ترتكز أساسا على إنتاج الأفلام الوثائقية، ميدان غير موجود بكثرة عندنا ،و من هنا جاءت فكرة إنتاج السلسلة الوثائقية الرياضية الشهرية لاكازا ديال السبور التي تبث على قناة الشروق و التي يعود اسمها إلى طبيعة فريق العمل أي من عائلة واحدة و عليه قررنا تسمية البرنامج « منزل الرياضة » و الحمد لله السلسلة لاقت نجاحا باهرا بعد بث الأعداد الستة الأولى.”

كيف يتم اختيار مواضيع الحلقات؟

“نقوم دوريا أنا، أخي زهير و زوجتي صونية بعقد جلسات عمل نناقش من خلالها طبيعة المواضيع التي سنعالجها حيث نركز على العديد من النقاط أبرزها : الأصالة (أن يكون الموضوع و زواية معالجته جديدة) ، الإعلام الهادف ( عنصر مهم نوليه أهمية كبيرة و هو تجسيد فعلي لمبدأ الإعلام الهادف حيث نحاول الابتعاد قدر المستطاع عن كل ما يمكن أن يخلق فتنة أو مشاكل في مجال الرياضة) و أخيرا تقديم محتوى إعلامي راقي يشرف الإعلام الرياضي الجزائري نسعى من خلاله أن نرفع راية الجزائر عاليا في مختلف المحافل الدولية و المسابقات العالمية، و من هذا المنطلق نهتم كثيرا بجمالية الصورة و التركيب المتقن للوثائقي و هنا استغل الفرصة لاشكر كل الفريق التقني الذي يسهر على هذا الجانب المهم : إبراهيم مجاني، نبيل قرفي، محمد بوهنيبة، حمزة زيتوني و السيد عبد الهادي بربارة.”

هل كنت تتوقع الوصول لنسبة المشاهدة المحققة مؤخراً؟

” قد أفاجئك لو أخبرك أننا لا نركز كثيرا على عدد المشاهدات بقدر ما نركز على نوعية ما نقدمه، الحمد لله لقيت الأعداد السابقة قبولا واسعا لدى الجمهور و كذا تجاوبا من قبل السلطات المعنية (على سبيل المثال وثائقي مواهب تحت المجهر) ،و هذا ما يبين الذوق العالي للمشاهد الجزائري و رغبته في مشاهدة مادة إعلامية في مستوى تطلعاته.”

العديد من المتابعين تساءلوا، كيف تمكن طاقمكم من الوصول لكوفي كوجيا؟

” وثائقي قصة حكم كان من أبرز الأعداد التي قمنا بإنتاجها، حيث كان لنا حوار حصري مع الحكم الشهير كوفي كوجيا، هذا الأخير تواصلنا معه بصعوبة و تمكنا من إقناعه بالظهور إعلاميا لأول مرة منذ حادثته الشهيرة . أما فيما يخص التصوير اعتمدنا على فريق صحفي محترف من البنين نظرا لاستحالة تنقلنا بسبب غلق الحدود و الحمد لله لقي العمل نسب مشاهدة مميزة و صدى إيجابي.”

ما هو الهدف الذي جعلكم تنتجون هذا البرنامج الوثائقي؟  و هل اختيار هذا الإسم لكسب صبغة عالمية؟

” الطموح هو أمر مشروع و العالمية هو هدف نصبو لتحقيقه على المدى القريب و المتوسط. الحمد لله بعد أشهر قليلة من خوضنا لهذه التجربة تمكن البرنامج من حجز مكان له ضمن قائمة أفضل الأفلام الوثائقية الرياضية لسنة 2020 ضمن جوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية ،و التي شاركنا فيها بوثائقي سفراء الكرة حول فريق جبهة التحرير الوطني. نفس العمل تمكن من احتلال المرتبة الثانية في جوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية قارة إفريقيا خلف قناة البي بي سي العالمية، نتيجة جد مشجعة تدفعنا للمضي قدما نحو الأفضل و الحمد لله لقي تتويجنا تجاوبا إيجابيا و تشجيعا منقطع النظير من قبل وزارة الشباب والرياضة ،وزارة الاتصال ممثلة في شخص الوزير عمار بلحيمر و أخيرا كاتبة الدولة المكلفة برياضة النخبة السيدة سليمة سواكري ،دون أن ننسى مديرة قناة الشروق السيدة سلسبيل فضيل و التي آمنت بالمشروع و لطالما شجعتنا بعد بث كل عدد . أمور جد مشجعة و إن شاء الله كما أقول دوما القادم أفضل بحول الله.”

لماذا لا نرى برامج مماثلة في المشهد الإعلامي الرياضي الجزائري؟

” للأسف أغلب القنوات الجزائرية إن لم أقل كلها تعتمد على الحصص الحوارية (بلاطوهات للنقاش) ،و من هذا المنطلق فكرنا أن نكون السباقين لخوض هذا التحدي المميز، أما عن سؤالكم فيرجع ذلك لصعوبة هذا النوع من الأعمال الصحفية التي تعتمد على البحث، التدقيق و السيناريو ، أمور ضرورية و مهمة لنجاح هذا النوع من الأعمال الصحفية.”

نعلم أنك تستهدف الجوائز العالمية من خلال أعمالك الإعلامية، ما هي الجائزة التي تنوي الظفر بها في المستقبل القريب؟

“أهم جائزة نستهدفها كفريق عمل هي كسب ثقة المشاهد و أن نتمكن من تقديم أعمال راقية و إحترافية تجعله يفتخر بنا و من ثم يمكننا أن نصدر صورة إيجابية للإعلام الرياضي، صدقني لو تتحقق هذه الأمور سيكون التتويج العالمي أمرا ممكنا و متاحا لنا في المستقبل القريب.”

ما هي المواضيع التي ستعمل على معالجتها في الحلقات المقبلة؟

“سنحاول التنويع بين الأعمال الوثائقية، التحقيقات الصحفية و كذا السرد القصصي اعتمادا على مواضيع تهم المشاهد. صراحة هناك العديد من المواضيع التي نرغب في التعمق فيها خصوصا و نحن على أبواب العديد من الأحداث الرياضية المحلية، القارية و العالمية أبرزها الألعاب الأولمبية في طوكيو، ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران و كذا مونديال قطر 2022.”

ماذا ينقص الإعلام الرياضي الجزائري للوصول للعالمية؟

“الإعلام الرياضي الجزائري شهد في السنوات الأخيرة طفرة من حيث البرامج الرياضية ،غير أنه ينبغي التنويع في مضامينها و عدم الاكتفاء بالبرامج الحوارية . حبذا لو تكون فيه منافسة شريفة في تقديم ريبورتاجات ، تحقيقات، وثائقيات و بورتريهات في مختلف الرياضات. أمر إن حدث سيساهم بطريقة أو بأخرى في تطوير الرياضة الجزائرية لأن الإعلام له دور كبير في مرافقة الرياضيين و تثمين ما يقومون به و ما يحققونه من إنجازات.”

ما هي نصيحتك للإعلاميين الرياضيين الشباب؟

“أن يؤمنوا بقدراتهم، أن لا يملوا من المحاولة و طرق كل الأبواب، أن يتدرجوا في مسيرتهم المهنية لأن ذلك سيعود بالفائدة عليهم في المستقبل.”

من هو الإعلامي الذي تعتبره قدوتك أو ملهمك؟

“صراحة أنا بطبعي شخص يسعى جاهدا إلى أن يتعلم و يطور من مهاراته خاصة و أنني أشعر بأنه مازال أمامي هامش كبير للتطور. من هذا المنطلق أنا من أشد المتابعين للأعمال الوثائقية الأجنبية (الفرنسية، الإنجليزية و العربية)، و عليه لن أذكر اسما معينا ،لكن قدوتي هم كل من يسعون إلى تقديم محتوى إعلامي راقي و احترافي شكلا و مضمونا ، الحمد لله أظن أننا في الطريق الصحيح و نعدكم من هذا المنبر الإعلامي المميز بتقديم أعمال صحفية تليق بالإعلام الجزائري.”

كلمة أخيرة… تفضل.

“نشكركم جزيل الشكر على هذا الحوار المميز، تشجيعكم لنا و مرافقتكم لمثل هكذا مبادرات أمر يهمنا و يعني لنا الكثير، إن شاء الله لن نكتفي بالسلسلة الوثائقية الرياضية الشهرية لاكازا ديال السبور بل مباشرة بعد شهر رمضان نعد المشاهد الوفي ببرامج جديدة . و في الختام رمضان مبارك لكل القراء الأوفياء، كل عام وأنتم بخير.”

حاوره : خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى