الأولىالمحليتحقيقات وروبورتاجات

الإعلام وكورونا… تحت شعار “كفانا استهتارا نحن أمام وباء قاتل” …”بولا” من أبرز المنابر الإعلامية التي جابهت كوفيد-19

لم تترك وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية والإلكترونية شاردةً أو واردةً متعلقة بفيروس كورونا منذ الإفصاح عن اكتشافه وانتشاره ،إلا وأتت عليها بحثاً وتفصيلاً وتحليلاً وتدقيقاً، وقد شكّل هذا الجهد الاستثنائي غير المسبوق في تاريخ الإعلام، من حيث وحدة موضوعه ومن حيث الاهتمام به  قاسماً مشتركاً التقت عنده وسائل الإعلام كلها على اختلاف أصنافها ولغاتها  و اتجاهاتها السياسية ومواقعها الجغرافية واستراتيجياتها، سواء كانت جهات حكومية عامة، أو خاصة حيث حتى عهد قريب أي إلى حين مداهمة الوباء لعالمنا الراهن، كانت وسائل الإعلام تنقسم في تغطياتها لأي حدث تبعاً لانحياز أو انتماء هذا المنبر الإعلامي أو ذاك، لأحد الأطراف المشكّلة للحدث.

استنفار غير مسبوق من وسائل الإعلام

صدمة جائحة كورونا وتهديدها للإنسان ووجوده بلا تمييز، بدت كصرخة مدوّية في عمق الوعي البشري عموماً، وتجلّى صداها في المنابر الإعلامية كأحد أهم وسائل المواجهة مع كورونا بشكل خاص، حيث جنّدت إمكانياتها بمختلف مواقعهم الجغرافية والمهنية، مذيعين، مراسلين، محاورين، كتاب، إلخ، لتحفيز وعي الرأي العام وتنوير العقول وتغذيتها بما ينفع ويساهم في تطوير مهارات الإنسان ومنحه وسائل مواجهة تحديات الطبيعة والتحديات التي تفرضها سيرورة وتطور الوباء، فقدمت الوسائل الإعلامية بين يدي الإنسان آراء كل من أدلى بدلوه من الأخصائيين والعلماء والسياسيين والمفكرين والمحللين من مختلف بلدان العالم. فراحت تخاطب الناس بشفافية ووضوح حول طبيعة الخطر وجديته، والإصابات وتوزعها، وتطرح أمامه الجدل القائم بشأن فيروس كورونا المتعلق بحيثياته وأبعاده ومساراته والتكهنات بشأن مآلاته، وانعكاسات الوباء على المشهد العالمي، وتفاصيل هذا المشهد وتفاعلاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والصحية وما يمكن أن يترتب على ذلك من تبعات وتطورات على كافة الاصعدة. وقد رافقت تغطياتها المفتوحة برامجُ توعيةً ونصائح مباشرة أسهمت بنسب عالية جداً في تجنب كوارث كان يمكن أن تقع في عديد المجتمعات.

اختلاف طرق معالجة الظرف كان له الوقع الإيجابي

ولعل تناول الإعلام لتفشي ودرجة خطورة الأمر بطريقة جعلت الجميع يفكر جديا في التجند لدحر الفيروس، فكان لزاما طرح أسئلة هل كان بإمكان البشر أن يدركوا خطورة الفيروس على حياتهم وكياناتهم العامة لولا وسائلُ الإعلام وجنودها والقائمون عليها؟ من كان يدرك أن الحجر المنزلي، مثلا، أحد أهم وسائل الوقاية من الإصابة بالفيروس؟ هل كان بمقدور الناس على وجه البسيطة كلها أن يعلموا أن عدداً من الدول تمكنت من تجاوز خطر الفيروس بسبب اتباعها إجراءات بعينها ساعدتها على الحد من انتشاره وتقليص عدد الإصابات لولا وسائل الإعلام وجيوشها؟ كيف كان يمكن للشعوب المختلفة لغاتها عن لغات شعوب أخرى أن تدرك أهمية النصائح والإرشادات الضرورية لمواجهة كورونا؟

كيف أمكن للإنسان البسيط في أي مكان من العالم أن يعلم الصعوبات الاقتصادية المترتبة عليه فردا أو جماعة أو دولة جرّاء الوباء وما أحدثه من ضرر لا مثيل له على دورة الحياة الاقتصادية للعالم برمته؟ أسئلة وجدت أجوبتها واضحة في ثنايا محرك الآلة الإعلامية التي لم تتوقف عن الدوران ودورها ومخاطبتها بروح النصح والتوجيه، منتحلة أدوارَ الأطباء حيناً، وأدوار الموجهين والمرشدين الاجتماعيين.

جريدة “بولا” نموذج حي للتصدي للوباء القاتل

لعبت جريدة بولا دورا بارزا في مواجهة أزمة فيروس كورونا (كوفيد ـ 19)، من خلال توعية المواطنين بأهمية وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية المعلنة والمحددة من قبل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة للوقاية والحماية من الإصابة بالفيروس، ولمنع انتشار العدوى بين المواطنين، وهو ما كان له دور مهم ومؤثر في توعية المواطنين وتنويرهم بشأن كيفية حماية أنفسهم والآخرين من العدوى مما ساهم في مواجهة جائحة كورونا وإنجاح جهود الدولة الجزائرية في التعامل مع الأزمة والحد من خطورتها. كما كانت جريدة بولا حاضرة في تغطية الحملات التي قامت بها فعاليات المجتمع المدني ومواكبتها لعمليات التعقيم لمختلف المرافق والمؤسسات العمومية وكذا حضورها في الندوات والملتقيات التحسيسية، وكل هذا من أجل إيصال الرسالة إلى المواطنين في كل مكان وهو ما أعطى ثماره من خلال نسبة انتشار جائحة كورونا في عديد الولايات. و كانت جريدة بولا على قدر وحجم المسؤولية وأدت دورها على أكمل وجه في التوعية بخطورة فيروس كورونا وضرورة التزام كل مواطن بإجراءات الوقاية لحماية نفسه وأسرته والآخرين، ومازالت تقوم بدورها في التوعية حتى الآن، في ظل انخفاض وتراجع معدل الإصابات بشكل كبير جدا والسعي إلى أن تقضى الجزائر على الفيروس والوصول إلى عدد صفر إصابات.

ويمكن القول بأن تمكّن الإعلام وهو يقف إلى جانب المواطن في مواجهة الخطر الكوروني الداهم من الاستثمار في المحنة الكبرى عبر ترسيخ دوره كمنصة لخدمة الإنسان ووعيه ووجوده، ولعلها فرصة لإعادة التموضع وتكريس أخلاقيات مهنية إضافية تُؤصّل مبدأ التفاعل والتأثير بين الوسيلة الإعلامية والمتلقي انطلاقاً من المصداقية والثقة المتبادلة.

سنينة مختار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P