الجزائر أصبحت رائدة إفريقيا في المنشآت الكروية … ملاعب جديدة تساهم في رفع مستوى البطولة
تشهد البطولة الوطنية للموسم الجديد 2024/2025 نقلة نوعية مميزة من حيث البنية التحتية والتطويرات الملحوظة في الملاعب الرياضية التي أصبحت رمزًا للتطور والاحترافية في كرة القدم الجزائرية. تطور البنية التحتية لم يقتصر على المستوى الفني فقط، بل امتد ليشمل تحسين تجربة الجمهور واللاعبين، مما ساهم في رفع جاذبية البطولة الوطنية وزيادة إثارتها. يأتي على رأس هذه الملاعب ملعب “ميلود هدفي” في وهران، الذي أصبح رمزًا لمباريات مولودية وهران، وملعب “حسين أيت أحمد” في تيزي وزو، الذي بات معقل شبيبة القبائل، إلى جانب ملعب “علي عمار بالدويرة” الذي يستضيف مولودية الجزائر، إضافة إلى ملاعب نيلسون مانديلا ببراقي و19 ماي بعنابة التي تشكل تحفًا فنية وهندسية.
ومع تهيئة ملعب 5 جويلية وتشاكر. بفضل هذه الملاعب، تحولت البطولة الوطنية إلى حدث رياضي أكثر تشويقًا وإثارة، حيث أصبحت هذه الملاعب الجديدة تضفي لمسة جمالية لا مثيل لها، فتُعتبر ليس فقط مجرد منشآت رياضية، بل أيقونات تمثل التطور الرياضي في البلاد. هذه الملاعب، رغم أنها لا تغطي جميع الفرق، إلا أنها قدمت إضافات ملموسة جعلت البطولة تتألق بمستوى لم نشهده في السنوات الماضية. من خلال هذه الملاعب، تغيرت تجربة الجمهور بشكل كبير، حيث بات بإمكانهم الاستمتاع بمرافق متطورة وخدمات متميزة، ما ينعكس إيجابًا على الحضور الجماهيري الذي بات أكثر تنظيمًا وحيوية.
البنية التحتية ستؤثر إيجابا على أداء الفرق و اللاعبين
إلى جانب التأثير الواضح على تجربة الجمهور، فإن تحسين الملاعب ترك أثرًا كبيرًا على الأداء الفني للفرق. فالملاعب الجديدة المزودة بأحدث التجهيزات والبنية التحتية المتطورة، تمنح اللاعبين فرصة للتطور وتقديم أداء أفضل، ما ينعكس على المستوى الفني للبطولة ككل. الفرق التي تحظى باللعب في هذه الملاعب تجد نفسها أمام فرصة لتطبيق استراتيجيات متقدمة بفضل جودة الأرضيات والمرافق الحديثة، وهو ما يعزز من فرص اللاعبين في تحسين مهاراتهم الفنية وتقديم عروض رياضية متميزة. هذا التحديث في البنية التحتية ليس مجرد عامل مساعد، بل هو عنصر أساسي في تطوير كرة القدم الجزائرية على المدى الطويل. فمن خلال توفير بيئة تنافسية مناسبة وملائمة، سيتمكن اللاعبون من التركيز بشكل أكبر على أدائهم الفني، ما سيؤدي حتمًا إلى رفع مستوى المنافسة وزيادة جاذبية البطولة.
الرقمنة تحدي آخر لتسهيل عمليات شراء التذاكر
رغم كل هذه الإيجابيات، إلا أن هناك بعض التحديات التي لا تزال تواجه البطولة الوطنية. من أبرز هذه التحديات هي عملية بيع التذاكر. رغم أن بعض المباريات الكبرى، مثل تلك الخاصة بالمنتخب الوطني، أصبحت تعتمد على أنظمة بيع التذاكر عبر الإنترنت، إلا أن هذه الخطوة لم تُعمم بعد على جميع المباريات في البطولة الوطنية. الرقمنة وتسهيل عملية شراء التذاكر عبر الإنترنت يجب أن يكونا من الأولويات في المستقبل، لما لهما من أثر إيجابي في تنظيم الدخول إلى الملاعب وتقليل الضغط على شبابيك التذاكر. تجربة شراء التذاكر الرقمية تسهم بشكل كبير في تحسين تجربة الجماهير، حيث تقلل من الازدحام وتوفر للجمهور الراحة من عناء الانتظار الطويل. ومع التحسن الملحوظ في مستوى التنظيم، أصبحت الجماهير تصل إلى الملاعب لحظات قبل انطلاق المباراة وتتمكن من دخول المدرجات بسلاسة، ما يضيف إلى المتعة الجماهيرية ويخلق أجواءً رياضية مثالية. كما لا يجب أن يكون قطاع الإعلام والاتصال استثناءً من هذه الخطوة .
لتسهيل مهمة الصحفيين والمصورين من خلال الرقمنة هو الحل الأمثل لتجاوز هذه العقبات. يمكن للجهات المختصة في تنظيم البطولات الوطنية التفكير بجدية في إنشاء منصات إلكترونية ورابطات رقمية مخصصة لإصدار الاعتمادات بشكل سلس وسريع. هذه الخطوة ستتيح للصحفيين الحصول على تراخيصهم لتغطية المباريات بسهولة، ودون الحاجة للتنقل والانتظار لتأكيد الاعتماد . حيث ستعود الرقمنة في عملية الاعتماد بفائدة كبيرة للعاملين في هذا القطاع. من خلال توفير الوقت والجهد حيث لا يحتاج الصحفي أو المصور للتنقل من مكان إلى آخر لتأكيد اعتماده. عبر منصة رقمية، يمكن تقديم الوثائق المطلوبة والتأكد منها إلكترونيًا، مما يختصر الوقت ويوفر الجهد.
نحو مستقبل مشرق للكرة الجزائرية
البطولة الوطنية للموسم 2024/2025 تشهد نقلة نوعية تعزز من تطور كرة القدم الجزائرية. بفضل هذه الملاعب الحديثة، أصبح بإمكان الجماهير واللاعبين التمتع بتجربة رياضية متكاملة. إضافة إلى ذلك، أصبح الرعاة والمستثمرون يرون في هذه الملاعب فرصة لتعزيز حضورهم الاقتصادي في مشهد الكرة الجزائرية. الاستثمار في البنية التحتية الرياضية لم يكن مجرد تحسين للملاعب، بل هو استثمار في مستقبل كرة القدم الجزائرية بأكملها. وإذا ما استمرت هذه الجهود في التطور، فإن البطولة الوطنية قد تصبح قريبًا إحدى البطولات الأكثر تنافسية في القارة الإفريقية، وربما تفتح الأبواب أمام الكرة الجزائرية لمزيد من النجاحات على المستوى الإقليمي والدولي.
الحفاظ على هذه المنشآت مسؤولية الجميع
إلى جانب النقلة النوعية التي شهدتها الملاعب الجزائرية الحديثة، يبرز تحدٍ مهم يتمثل في ضرورة الحفاظ على هذه المنشآت الفخمة. فهي ليست فقط استثمارات مالية كبيرة، بل أيضًا رموز للتقدم الرياضي الذي تسعى البلاد لتحقيقه. المحافظة على هذه الملاعب وضمان استمراريتها في أفضل حالاتها لا يجب أن يكون مسؤولية الجهات الرسمية وحدها، بل هو واجب يشترك فيه الجميع. فالملاعب الحديثة تمثل فرصًا حقيقية لتطوير كرة القدم الجزائرية، لكن سوء الاستخدام أو عدم الصيانة قد يؤدي إلى تدهور هذه المنشآت وفقدان جماليتها ووظيفتها. لذلك، يتعين على جميع الأطراف تحمل مسؤولياتهم، سواء من خلال الحفاظ على نظافة الملاعب أو الالتزام بالقواعد التنظيمية لضمان سلامة المنشآت. إن التحدي الحقيقي الآن يكمن في كيفية الحفاظ على هذا الإرث الرياضي للأجيال القادمة. فالاستثمار في البنية التحتية وحده لا يكفي، بل يتطلب استمرارية في العناية والصيانة، ومشاركة فعالة من الجمهور والمسؤولين على حد سواء. بهذه الطريقة فقط، يمكننا أن نضمن استمرار هذه الملاعب كمنارات رياضية تنير مستقبل كرة القدم في الجزائر، وتساهم في المضي قدمًا نحو تحقيق النجاحات الرياضية الكبرى.
عادل خلو (معلق شبكة قنوات بين سبورت):“الجزائر بإمكانها إستضافة أكبر التظاهرات الكروية”
في تصريح خاص لجريدة “بولا”، أعرب المعلق الرياضي الجزائري عادل خلو عن سعادته الكبيرة بما وصلت اليه الجزائر، مشيدًا بالتطور الملحوظ في البنية التحتية الرياضية والملاعب الفخمة التي باتت تمتلكها البلاد. وأكد خلو أن الجزائر تستحق أن تكون في مصاف الدول الكبرى من حيث المنشآت الرياضية، معربًا عن فخره بما حققته الملاعب الجديدة في تعزيز مستوى البطولة الوطنية وجذب اللاعبين المحترفين.
كما أشار إلى الدور الكبير الذي يلعبه الجمهور الجزائري في إثراء التجربة الرياضية داخل هذه الملاعب المتطورة. حيث قال : “أنا سعيد جدًا بوجودي هنا اليوم معكم وأتوجه بتحية خالصة للجمهور الرياضي الجزائري والعربي بشكل عام. الجزائر اليوم تفخر بالبنية التحتية الفخمة التي أصبحت تمتلكها، لا سيما بعض ملاعب كرة القدم الخاصة بالأندية الكبيرة. هذا ليس مفاجئًا بالنسبة لبلد بحجم قارة مثل الجزائر، التي تستحق مئة ملعب وليس عشرة فقط، وتستحق استضافة آلاف الفعاليات الرياضية سنويًا ” كما تحدث خلو عن مباراة الكلاسيكو بين الشبيبة والمولودية الأخيرة قائلا: ” الصور التي تصلنا مؤخرًا عن هذه الملاعب مشرفة حقًا لإفريقيا والجزائر، خصوصًا بعد الكلاسيكو الأخير بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر.
شخصيًا، شعرت أني أشاهد مباراة على مستوى عالمي. الجزائر اليوم أصبحت تقارع الكبار مثل قطر والسعودية من حيث امتلاك ملاعب فخمة وحديثة، وهي الآن قادرة على استضافة أكبر التظاهرات الرياضية العالمية. الكلاسيكو الأخير كان مثالًا رائعًا لما يمكن أن تفعله هذه الملاعب، حيث تألق الجمهور بأصواته وتشجيعه وتيفوهاته المذهلة. كما أن الأداء على أرض الملعب شهد تحسنًا ملحوظًا بفضل وجود ملاعب عالمية إلى جانب قدوم لاعبين محترفين بارزين مثل أندي ديلور، رياض بودبوز، وإسلام سليماني. هذه العناصر ستساهم بلا شك في رفع مستوى البطولة الوطنية بشكل عام.” وأضاف قائلا : ” أتمنى أن يمتد هذا الجهد الرائع ليشمل جميع ولايات الوطن، لا سيما ولايات الجنوب البعيدة، للتعريف بجمال الجزائر القارة وثقافتها عبر استضافة الأحداث الكبرى. كما أتمنى أن أرى الأندية الكبيرة في الجزائر، مثل نصر حسين داي، رائد القبة، غالي معسكر، سريع غليزان، مولودية قسنطينة، مولودية سعيدة، وجمعية وهران التي قدمت الكثير لكرة القدم الجزائرية، تملك ملاعبًا حديثة على غرار ما نشهده الآن.
ولا ننسى أندية الجنوب الكبيرة مثل شباب بني ثور وشبيبة المشرية، التي تستحق بدورها مثل هذه المنشآت الرياضية الفخمة. في الختام قال ” أتمنى كل التوفيق للكرة الجزائرية في هذه الخطوة الاحترافية نحو الأمام، وأيضًا للجماهير الجزائرية التي أبدعت في المدرجات، والتي بلا شك بإمكانها أن تقدم المزيد من الإبداع عندما تتاح لها الفرصة في مثل هذه المنشآت. كما نتمنى أن تتم إدارة هذه الملاعب بشكل احترافي كما يتم في الملاعب الأوروبية. شكرًا لكم.”
عبد الرؤوف زرابي (لاعب دولي سابق):“الملاعب الجديدة سترفع مستوى البطولة”
خلال تصريح خاص خص به جريدة بولا عبد الرؤوف زرابي يشيد بالملاعب الفخمة ويؤكد على تأثيرها في رفع مستوى البطولة حيث صرح لنا قائلا : “لا شك أن وجود هذه الملاعب الفخمة داخل الجزائر سيساهم بشكل كبير في رفع المستوى الكروي، خاصة مع التعاقدات التي قامت بها العديد من الأندية الجزائرية مؤخرًا مع لاعبين دوليين بارزين تألقوا في أندية كبيرة. هؤلاء اللاعبين سيضيفون قيمة كبيرة للبطولة الوطنية، وسيشكلون مصدر إلهام للشباب الجزائري الطموح.
أعتقد أننا سنشهد نسخة مميزة من البطولة الوطنية، أفضل بكثير مما كانت عليه في السنوات الماضية، خاصة مع تطور أداء الجمهور الذي أصبح يبدع في المدرجات، إلى جانب الارتفاع الملحوظ في المستوى الفني للفرق. أتمنى أن تستمر هذه التحسينات ليس فقط في توفير الملاعب، بل أيضًا في فتح مراكز تكوين داخل هذه المنشآت الفخمة، مما سيمكن الأندية الجزائرية من تطوير المواهب محليًا. إذا تم دمج هذه المرافق مع مراكز تكوين على مستوى عالمي، ستصبح البطولة المحلية خزانًا حقيقيًا للمواهب، وستساهم في رفع مستوى كرة القدم الجزائرية بشكل عام. بالتوفيق للجزائر في هذه الخطوة نحو الاحترافية والتطور.”
نبيل شيخي