الرياضة المدرسية .. وهران مرشحة لإحتضان هذا الحدث … الجزائر تحتضن الطبعة الأولى للألعاب الإفريقية
أعلن رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية، عبد الحفيظ إيزم، عن اختيار الجزائر لاحتضان النسخة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية المقررة مطلع يوليو 2025، وهو إنجاز كبير يعكس الثقة الدولية في قدرات الجزائر على استضافة هذا النوع من الفعاليات الرياضية. وأكد إيزم أن هناك مدينتين مرشحتين لاستضافة هذا الحدث، وهما وهران وقسنطينة. غير أن التوقعات تميل لصالح مدينة وهران، وذلك نظراً لما تمتلكه من مرافق رياضية متقدمة، إضافة إلى القرية المتوسطية التي تعدّ موقعاً ملائماً لإقامة عدد كبير من المشاركين من مختلف الدول الإفريقية، في انتظار القرار النهائي من وزارة الشباب والرياضة.
الباهية وجهة رياضية مميزة
تعتبر وهران وجهة جذابة بفضل تطورها الرياضي والبنية التحتية الممتازة التي تحتضنها، حيث سبق للمدينة أن استضافت ألعاب البحر الأبيض المتوسط بنجاح، ما جعلها محل ثقة كبيرة في أوساط المسؤولين عن الرياضة المدرسية. ومن المتوقع أن يتم استغلال هذا الحدث لتعزيز صورة الجزائر على المستوى القاري وإبراز قدراتها التنظيمية، خصوصاً مع الجهود المبذولة من قبل السلطات لإنجاح هذه التظاهرة الرياضية التي تعدّ الأولى من نوعها في إفريقيا. أشار إيزم إلى أن احتضان الجزائر لهذه الألعاب يعدّ شرفاً ويعكس الثقة الموضوعة فيها من قبل الهيئات الرياضية الدولية، التي اختارت البلاد كوجهة مناسبة لتنظيم التجربة الأولى للألعاب المدرسية الإفريقية. تندرج هذه الثقة ضمن مساعي الجزائر للعودة بقوة إلى الساحة الرياضية العالمية والإفريقية، ويأمل الجميع أن يفتح هذا الحدث المجال لإقامة المزيد من الفعاليات الرياضية الدولية في الجزائر مستقبلاً.
في سياق آخر، تحدث إيزم عن المشاركة الجزائرية الأخيرة في الألعاب المدرسية العالمية التي أقيمت في البحرين نهاية أكتوبر الماضي، حيث أبدى ارتياحه للنتائج الإيجابية التي حققها الرياضيون الجزائريون في هذه المنافسة، التي شهدت مشاركة 5800 رياضي من 74 بلداً. وأوضح إيزم قائلاً: “لم نتوقع هذه النتائج التي حققناها، إذ تعتبر هذه المشاركة أفضل مشاركة للجزائر في ثلاث طبعات حتى الآن”. وأضاف أن الجزائر حلت في المركز الثاني عشر بمجموع 49 ميدالية، منها 14 ذهبية، و12 فضية، و23 برونزية، وهو ما يعدّ إنجازاً لافتاً. وشاركت الجزائر في هذه الألعاب بـ67 رياضياً تنافسوا في سبعة تخصصات رياضية، من بينها كرة السلة 3×3، التي خاضها المنتخب المدرسي الجزائري لأول مرة.
دور الرياضة المدرسية في تطوير المواهب
تعتبر هذه النتائج دليلاً على تقدم الرياضة المدرسية في الجزائر، وتبرهن على الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها الرياضيون الشباب في البلاد، لا سيما في التخصصات الجماعية التي تعدّ محورية في تطوير المواهب الرياضية. وفي إطار التحضيرات المستقبلية، أكد إيزم أن الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية تعمل على تنظيم أول بطولة وطنية مدرسية في الرياضات الجماعية، المقررة في يناير المقبل، والتي تجري الاستعدادات لإطلاقها بالتعاون مع مختلف القطاعات المعنية، وعلى رأسها وزارة التربية الوطنية. ويهدف هذا الحدث إلى تعزيز الرياضة المدرسية وإعداد جيل من الأبطال يمثل الجزائر على المستويات القارية والدولية.
وتأتي هذه الخطوة تنفيذاً لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي يولى اهتماماً خاصاً للرياضة المدرسية، إدراكاً منه لدورها الأساسي في تشكيل قاعدة رياضية قوية تدعم المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها. تعتبر هذه البطولة الوطنية خطوة مهمة نحو إعادة إحياء الرياضة المدرسية، التي كانت على مدى سنوات ماضية مصدر إمداد للمنتخبات الوطنية بعدد من الأبطال في شتى الرياضات. ويأتي تنظيم هذه البطولة تأكيداً على التزام الدولة بتوفير كافة الإمكانيات الضرورية لإنجاح هذا المشروع، خاصة بعد التوجيهات الرئاسية بضرورة إعطاء الرياضة المدرسية حقها الكامل وتوفير الدعم اللازم لها.
التعاون بين مختلف القطاعات لإنجاح المشروع
أشار إيزم إلى أن هناك وعياً متزايداً بأهمية تطوير الرياضة المدرسية من قبل جميع الجهات المعنية، ويدعم هذا التعاون بين القطاعات المختلفة الجهود المبذولة لإنجاح هذا المشروع الرياضي الطموح. كما نوه بالتنسيق المتين بين مختلف الجهات في سبيل تحقيق هذا الهدف، مشيداً بالدور الكبير لوزارة التربية الوطنية في دعم هذه المبادرة التي تعكس مدى اهتمام الدولة الجزائرية بتطوير الرياضة المدرسية على جميع الأصعدة. بهذا، تسعى الجزائر إلى أن تكون نموذجاً في تنظيم الأحداث الرياضية المدرسية على مستوى القارة، ما يعزز من مكانتها الإقليمية ويعكس مدى اهتمامها بتطوير الرياضة بين الشباب.
نبيل شيخي