تحقيقات وروبورتاجات

الجمعية الوطنية لأنصار المنتخب الوطني … “روح واحدة وقلب واحد من أجل الجزائر”

في زمنٍ أصبحت فيه كرة القدم لغة الشعوب ووسيلة لترسيخ الوحدة الوطنية، برزت الجمعية الوطنية لأنصار المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم كواحدة من أبرز المبادرات المدنية الهادفة إلى تنظيم التشجيع ودعم الخضـر بروح حضارية ومسؤولة. فمنذ تأسيسها بتاريخ 17 مارس 2022 تحت رئاسة بوكرنوس كمال وبحضور 29 عضوًا مؤسسًا يمثلون 19 ولاية، حملت الجمعية على عاتقها رسالة نبيلة، أن يكون صوت المناصر الجزائري مصدر قوة للمنتخب، لا يعلو إلا بالروح الرياضية والانضباط وحب الوطن.

دعم المنتخب الوطني قلب المهمة وروح المبادرة

ترتكز الجمعية على قناعة مفادها أن المنتخب الوطني ليس مجرد فريق رياضي، بل رمز للهوية الجزائرية وعنوان للفرح الجماعي. لذلك تعمل بكل طاقتها على دعم “الخضـر” في جميع الظروف، سواء في لحظات الانتصار التي توحد القلوب أو في فترات التراجع حين يحتاج اللاعبون لأكبر سند معنوي.ويرافق هذا الدعم حضورٌ مسؤول في المدرجات، قائم على الاحترام والانضباط وتشجيع اللاعبين بروح وطنية صادقة، بعيدًا عن أي مظاهر قد تسيء لصورة الجزائر في المحافل الدولية.

توعية الجمهور لأچل مدرجات حضارية ومسؤولة

من بين أهم أولويات الجمعية، نشر ثقافة الوعي لدى الأنصار، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على المنشآت الرياضية والمرافق العمومية التي هي ملكٌ للجميع. هذا الوعي يشمل أيضًا محاربة العنف داخل الملاعب وخارجها، ووضع حدٍّ لتصرفات قد تخرج التشجيع عن إطار الحضارة.وتؤمن الجمعية أن المناصر الواعي هو الذي يرفع صورة بلاده عاليًا، وأن تحضّر الشعوب يُقاس أيضًا بسلوك جماهيرها الرياضية.

تعزيز روابط الأخوّة بين المناصرين داخل الوطن وخارجه

تسعى الجمعية إلى بناء شبكة قوية من العلاقات بين المناصرين، ليس فقط داخل الجزائر، بل أيضًا بين الجالية المقيمة في الخارج. فالمناصر الجزائري أينما كان يحمل نفس الحب ونفس الرسالة، والجمعية تعمل على توحيد هذا المشهد الجماهيري تحت راية واحدة.ومن خلال مبادرات التضامن والتشبيك الحضاري، تحرص الجمعية على ترسيخ روح الجماعة داخل المدرجات وخارجها، لتصبح قوة جماهيرية منظمة قادرة على التأثير الإيجابي. تعمل الجمعية الوطنية لأنصار المنتخب الوطني على نقل التشجيع في الملاعب من العشوائية إلى الاحتراف، عبر إعداد تيفوهات وطنية ورياضية فقط، بعيدًا تمامًا عن أي رسائل سياسية.كما تهدف إلى تنظيم دخول المناصرين وتنقلاتهم بطريقة حضارية، تحاكي التجارب المتقدمة عالميًا، بما يضمن صورة مشرفة للجزائر خلال المنافسات الكبرى.هذه المقاربة الجديدة تُعد خطوة أساسية لترسيخ ثقافة المناصرة المنظمة، وجعل الجمهور شريكًا فعليًا في نجاح المنتخب الوطني.

التطوع والحملات التوعوية انتماء يتجسد في الواقع

لم تكتفِ الجمعية بالجانب المعنوي داخل الملاعب، بل خرجت إلى الميدان من خلال حملات تطوعية واسعة تشمل تنظيف الملاعب والمرافق العمومية، وتنظيم أيام تحسيسية حول أهمية احترام الفضاءات العامة.هذه المبادرات ليست مجرد أنشطة، بل تعبير عملي عن حب الوطن، ورسالة بأن المناصر الحقيقي هو الذي يعتز ببلاده عبر الفعل، وليس فقط عبر الهتاف في المدرجات. من الركائز الأساسية لعمل الجمعية تنظيم أيام تكوينية للمناصرين، تشمل مجالات مثل الإسعافات الأولية، إدارة الحشود، وثقافة التشجيع الحضاري.كما تُنظم ندوات وملتقيات تهدف إلى رفع مستوى الوعي الجماهيري وإعداد قاعدة من الأنصار القادرين على تمثيل الجزائر بأفضل صورة في المنافسات الدولية.هذه الرؤية الاستشرافية تؤكد أن الجمعية لا تعمل لليوم فقط، بل ترسم مستقبلًا حضاريًا للتشجيع في الجزائر.

قيم ومبادئ لا حياد عنها

ترتكز الجمعية على مجموعة من القيم الثابتة، أهمها الاحترام المتبادل بين الأنصار وبعضهم، وبينهم وبين أنصار الفرق المنافسة.احترام النشيد الوطني الجزائري وكل الأناشيد الخاصة بالمنتخبات الأخرى.التحلي بالروح الرياضية مهما كانت نتيجة المباريات.إنها قيم تسعى الجمعية إلى ترسيخها في سلوك المناصر الجزائري، حتى يكون سفيرًا حقيقيًا لبلده.

رسالة الجمعية..كرة القدم منبر للوحدة الوطنية

تعكف الجمعية على مرافقة المنتخب الوطني ليس فقط من خلال الهتاف في الملاعب، بل أيضًا عبر زيارات تحفيزية للاعبين كلما سمحت الظروف بذلك، وخلق جسر تواصل بين الأنصار والمنتخب يعزز المعنويات ويقوي الثقة. تؤكد الجمعية الوطنية لأنصار المنتخب الوطني أن كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل وسيلة لترسيخ الوحدة الوطنية وتكريس الانتماء.وتطمح إلى بناء ثقافة جماهيرية متحضرة تُظهر للعالم أن الجزائريين قادرون على تقديم صورة راقية لوطنهم، صورة تُشبه تاريخهم وتضحيات شهدائهم الأبرار.

سنينة. م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى