الأولىحوارات

فتح قلبه لجريدة بولا في حوار حصري … مسلوب مصطفى ( عضو الطاقم الفني لنادي سالسبورغ النمساوي): ” سأكون سعيدا لو تتصل بي الفاف و قد أنضم إلى نادي إنجليزي كبير نهاية الموسم”

فتح مصطفى مسلوب، المدرب الجزائري لنادي سالسبورغ النمساوي قلبه لجريدة بولا، و هو الذي انتشرت صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر عقب مباراة ناديه ضد بايرن ميونخ في مباراة ثمن نهائي رابطة أبطال أوروبا. و قدم مسلوب نفسه للجماهير الجزائرية، ممنيا النفس بالعمل مع الفاف مستقبلا، كما كشف أنه على إتصال مع نادي إنجليزي كبير قد ينضم إليه نهاية هذا الموسم، في حين تحدث عن يومياته في مهامه في ناديه، معرجا عن الحديث عن أبرز النجوم الذين تعامل معهم، كما تحدث عن المنتخب الوطني الجزائري و بلماضي و مباراة الكاميرون الفاصلة في هذا الحوار.

بداية نُريد أن تقدم نفسك للجمهور الجزائري؟

” أنا مسلوب مصطفى مدرب بنادي سالسبورغ النمساوي منذ قرابة 30 سنة، أنا أقدم عنصر في هذا الفريق و مررت على كل الفئات الشبانية قبل الوصول إلى الفريق الأول المحترف.”

حدثنا عن وصولك من الجزائر إلى سالسبورغ؟

” دراستي كانت في المركز الوطني للرياضة بالجزائر العاصمة، ثم مررت لسنتين بالمعهد الوطني العالي لتكوين إطارات الشباب و الرياضة بعين الترك بوهران، ثم خضت تكوينا متخصصا في تدريب كرة القدم، قبل أن أقرر العودة إلى مدينتي الأصلية تيزي وزو و العمل في نادي شبيبة القبائل لغاية شهر جوان 1990، ثم هاجرت نحو النمسا بعدها لأشرع في تدريب الفئات الشبانية لنادي سالسبورغ بمسماه السابق ( كازينو سالسبورغ)، و وصلنا إلى نهائي رابطة الأبطال في نسختها السابقة سنة 1994، و دربت الفئات الشبانية من 12 إلى 18 سنة، ثم إنضممت للفريق الأول المحترف قبل 11 سنة من الآن.”

حدثنا عن مهامك في الفريق؟

” أنا أشغل منصب يسمى intégration spécial manager، و أنا مكلف ، فاللاعبون الذين يتحدثون اللغة الفرنسية بما أنني أتحدث عديد اللغات، هناك لاعبين أفارقة و فرنسيين كما أني أشتغل مع لاعبين آخرين أيضا، و كل موسم تقريبا لنا ما بين 15 أو 16 جنسية مختلفة، و أنا مكلف بإندماج الجميع داخل الفريق و داخل الملعب خاصة، وأساهم في إندماج اللاعبين في الخطط التكتيكية، ثم نقوم بِحصص فيديو يوميا من أجل شرح كل الأمور الفنية للاعبين.”

هذا عن الجانب الرياضي، ماذا عن الجوانب الأخرى؟

” صحيح، لي مهام أخرى على مستوى الجانب الإنساني والاجتماعي، حيث أنا مقيم بهذه المدينة منذ 30 سنة ، و أصبحت معروفا في كل مكان فيها، و أساهم في مساعدة اللاعبين في مختلف الأمور كالمستشفى مثلا، و كل الأمور الإدارية الأخرى،لا أقوم شخصيا بِحلها و لكن أتصل بكل الجهات من أجل توفير كل سبل الراحة للاعبين، أما الجانب الآخر المكلف به فهو mentale coaching، و يتعلق بالأمر النفسي و البسيكولوجي، خاصة في الأوقات الأولى بعد الإنضمام للنادي حيث يكونون في بعد عن عائلاتهم و بلدانهم، و هنا أعمل على مساعدتهم لتجاوز ذلك الوضع، بالإضافة إلى التدخل في الأوقات عندما يمر بفترات صعبة.”

نعلم أنك عملت مع لاعبين أصبحوا نجوما، هل لك أن تذكر لنا بعض الأسماء؟

” تشرفت بالعمل مع عديد الأسماء و هناك من أصبحوا نجوما عالميين، في صورة ساديو ماني و الذي تربطني علاقة جد خاصة معه حيث كان يعتبرني مثل والده و كان يناديني بأبي رغم أني كنت أرفض ذلك لأن الأب أمر مقدس ، و لا يمكن لأي أحد أن يحل مكان الوالد، هناك أيضا نابي كايتا لاعب ليفربول، أوبيميكانو الذي يلعب في منتخب فرنسا الآن و هناك لاعبين آخرين مثل محمد كامارا رجل المباراة الأخيرة التي لعبناها ضد نادي بايرن ميونخ في رابطة الأبطال. كل هؤلاء اللاعبين تجمعني بهم علاقة طيبة للغاية، يحبوني و أحبهم كثيرا، دون نسيان هالاند نجم بروسيا دورتموند، و الزامبي باتسون داكا نجم ليستر سيتي الإنجليزي.”

كيف تفسر المردود القوي الذي ظهر به سالسبورغ في دوري الأبطال هذا الموسم؟

” سر قوتنا تكمن في روح المجموعة و الرغبة الكبيرة على التألق ، خاصة و نحن الفريق الأصغر سنا في رابطة أبطال أوروبا هذا الموسم ، و نملك لاعبين بأعمار من 18 إلى 23 سنة، لنا لاعب واحد يبلغ 35 سنة، قوتنا تكمن أيضا في الفلسفة التي نلعب بها و طريقة لعبنا على سواء، حيث أننا نعمد على الضغط على الخصم في أعلى منطقة ممكنة، حيث لدينا لاعبين يمتازون بسرعة كبيرة و هذه الطريقة ساهمت كثيرا في تألقنا و المدرب الحالي لمانشستر يونايتد رالف رانجيك الذي كان مديرا لي في وقت سابق و لمدة 7 سنوات، و تعلمت على يديه الكثير، و تمكنا من الفوز أو إحراج أكبر الأندية التي واجهتنا في رابطة الأبطال و التي وجدت صعوبات كبيرة ضدنا في صورة بايرن ميونخ، ليفربول، دورتموند، لاتسيو، إشبيلية، ريال مدريد.”

هل كنت تنتظر ذلك الأداء الكبير ضد بايرين ميونخ في ثمن نهائي التشابينزليغ؟

” نعم، بالتأكيد و حتى البايرن يعرف طريقة لعبنا و يعلم أنه سيجد صعوبات بالغة ضدنا، حيث عملنا على الفوز بأكبر عدد ممكن من الإلتحامات، و غلق المنافذ في وجه لاعبي البايرن من خلال الركض دون توقف لغلق أي مساحة، و لعلمك فإن لاعبينا يركضون لما يقارب 13 كم في المباراة الواحدة، و أي لاعب يجد صعوبات في الركض أو لا يركض بشكل متواصل لا يمكن أن نستقدمه في فريقنا ،فهذه هي فلسفة النادي و هي التي مكنتنا من الوقوف في وجه أكبر الفرق، فنحن نعمل على صيد المنافس في منطقته و تحين فرصة إضاعته للكرة حتى نكون أقرب إلى مرماه.”

و كيف ترى مباراة العودة ضد البايرن في أليانز أرينا؟

” ستكون مباراة صعبة دون شك، لن يكون لدينا ما نخسره، و لكن لن تكون سهلة على البايرن رغم ما يملكه من مؤهلات كبيرة و لاعبين من أعلى مستوى، سنلعب بطريقتنا المعتادة و سنجعل المباراة في غاية الصعوبة بالنسبة لهم، هم يحترموننا كثيرا و لكن البايرن يبقى البايرن بلاعبيه الكبار ليفاندوفسكي و غنابري و الآخرين. ”

كيف رأيت تفاعل الجزائريين مع صورك عبر مواقع التواصل الإجتماعي عقب مباراة البايرن؟

“خرجت من الجزائر قبل 32 سنة من الآن، و قليلا ما أعود للبلاد، خاصة خلال مرحلة الكوفيد، كما أننا في كرة القدم الجميع يعلم أننا نسافر كثيرا، و لنا في الموسم عطلتين قصيرتين فقط، أشتاق كثيرا للجزائر، وهران، تيزي وزو و العاصمة، و من المؤكد أنني غير معروف في الجزائر كوني عملت في شبيبة القبائل و أنا صغير السن و هاجرت قبل 30 سنة، و تشرفت بعد مباراة البايرن بحديث مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر عن وجود جزائري في طاقم سالسبورغ، و سعيد أنني أشرف الجزائر بعملي خاصة و أنني كنت في طاقم فني لعديد المدربين الذين يدربون الآن كبار الأندية الأوروبية، و لا أزال في إتصال دائم.”

هل تملك هدف العمل للمنتخب الوطني الجزائري مستقبلا أو رفقة الفاف؟

” من لا يريد خدمة بلاده؟ سأكون سعيدا للغاية و ستكون فائدة للبلاد بالدرجة الأولى، حيث أنني أتقن عدة لغات و لي علاقات كبيرة في الدوريات الأوروبية، أحمل فلسفة كرة القدم الحديثة، أعمل على إيصال الرسائل التكتيكية للاعبين و تحضيرهم، و كذا العمل على الفيديو و تصحيح الأخطاء، سأكون سعيدا لو يتم الإتصال بي للعمل رفقة المنتخب الوطني في السنوات المقبلة، حيث أنني مرتبط بعقد مع سالسبورغ في الوقت الراهن و لا يمكنني المجيئ  للجزائر في هذه الفترة.”

هل لك عروض من أندية أوروبية؟

” نعم، وصلتني عديد العروض من أندية أوروبية و من مدربين سبق لي العمل معهم، و لكن لم أرد مغادرة سالسبورغ لأنني مرتاح للغاية، حيث وصلني هذا الموسم عرض من لايبزيغ الألماني، لوكوموتيف موسكو، و هناك عرض مرتقب من نادي إنجليزي كبير شهر جوان المقبل، و لو سارت الأمور في الطريق الصحيح سأقول نعم لأنني أرغب في العمل البريمرليغ في السنوات المقبلة.”

كيف تقيم مردود المنتخب الوطني في كأس إفريقيا الماضية؟

” كل الفرق تمر عبر تلك المغامرة السيئة، الجزائر لم تنهزم طيلة 36 مباراة و فازت على منتخبات كبيرة و كانت الأفضل في القارة الإفريقية، و الناخب الوطني جمال بلماضي قام بعمل كبير للغاية، و يجب التنويه بالظروف المحيطة بهذه المنافسة، حيث تحدثت مع لاعبين أفارفة يلعبون في سالسبورغ هناك من الكاميرون، مالي و غينيا و كلهم إشتكوا من الظروف و سوء أرضيات الميادين، و الجزائر منتخب تقنو تكتيكي و ليس من يلعب على الدفاع و سوء الأرضية ستؤثر بشكل كبير على مستواه دون شك، كما أن سوء الحظ رافق المنتخب في الكاميرون للأسف، و العديد من المنتخبات تعرف هذه الخيبة بعد الوصول إلى القمة.”

هل ترى أن المنتخب قادر على تجاوز عقبة الكاميرون و الوصول إلى المونديال؟

” بالتأكيد، فالمنتخب الكاميروني ليس المنتخب الذي لا يقهر أو لا ينهزم، لدي لاعب من منتخب الكاميرون في فريقي، و عرفت الكثير عن منتخب بلاده من خلاله، و أؤكد لك أنهم متخوفون من الجزائر كثيرا و يعلمون أنهم سيواجهون المنتخب الجزائري الحقيقي و ليس ذلك الذي كان في كأس إفريقيا.”

ما هي الأمور التي يجب على بلماضي العمل عليها قبل المباراة الفاصلة في رأيك؟

” لا يمكنني تقديم نصيحة لمدرب مثل جمال بلماضي، قدم الكثير لهذا المنتخب و أنا أعلم أنه بدعم الجماهير سيظهر المنتخب الوطني  لوجه مغاير تماما، كما أقدم نداء للأنصار بأن يقدموا أجل صور الروح الرياضية و يقدموا صورة جميلة عن بلادنا، و عن بلماضي، أعرف أنه سيجهز الخطة التكتيكية للإطاحة بالمنتخب الكاميروني و الفوز في المباراتين إن شاء الله.”

كلمة أخيرة الجماهير؟

” أوجه كلمة للإتحادية الجزائرية لكرة القدم بالإستثمار في الفئات الشبانية، مثلما يعمل باقي المنتخبات، و يجب توفير المنشآت لأنها أساس التكوين الحقيقي، لم أذهب للجزائر منذ مدة ، لكن من خلال زملائي و أصدقائي أعلم أنه يوجد الكثير من الأمور التي يجب تصحيحها و العمل عليها، و ندائي الأخير هو ساعدوا الشباب ساعدوا أبناء بلدنا.”

حاوره : خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P