حوارات

الحاج الهواري (رئيس النادي الرياضي الهاوي أبطال عدل وهران): “حققنا نتائج جيدة رغم قلة الإمكانيات”

في ظل غياب المرافق الرياضية والثقافية في العديد من الأحياء الشعبية، يبرز نموذج مشرف من أحياء وهران، حيث اجتمع شغف الرياضة مع روح التربية والأخلاق لتأسيس ناد رياضي مميز يحمل اسم أبطال عدل وهران. وللتعرف أكثر على هذا النادي، أجرت جريدة بولا هذا الحوار الخاص مع الحاج الهواري، أحد مؤسسي النادي، الذي حدثنا بشغف عن مسيرة التأسيس، التحديات، والطموحات المستقبلية.

كيف كانت البداية؟ وكيف ولدت فكرة إنشاء النادي ؟

“البداية كانت بسيطة جدا ومليئة بالعزيمة. كنا نذهب بالأطفال إلى ملعب حي 2700 سكن يومي الجمعة والسبت من أجل الترفيه والرياضة، وكان مقرنا المدرسة القرآنية بمصلى الحي. ومع مرور الوقت، شعرنا بحاجة ماسة إلى تأطير هؤلاء الأطفال في إطار منظم، فكانت فكرة إنشاء ناد متعدد الرياضات سنة 2021، يحمل اسم أبطال عدل وهران. بدأنا بفروع: كرة القدم، الجيدو، الكاراتي، الكرة الحديدية، والرمي بالسهم. ومع الجهود والإصرار، تمكنا من تنشيط أربعة منها فعليا.”

ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتكم خلال مسيرة التأسيس؟

“كأي ناد حديث العهد، لم تكن المهمة سهلة. واجهتنا مشاكل مادية وتنظيمية كبيرة، خاصة في ظل غياب الدعم الكافي وندرة المرافق الرياضية في الحي. حتى الملعب الذي فتحناه ودربنا فيه الأطفال أصبح غير متاح لنا لاحقا، ما اضطرنا للتنقل إلى ملعب يغموراسن، وهنا لا يفوتني شكر رئيس نادي يغموراسن السيد أحمد إلواج على وقوفه معنا. كذلك، واجهنا صعوبات بعد منعنا من استخدام قاعة ثانوية الحي التي تدربنا فيها أربع سنوات، دون معرفة الأسباب. واليوم، نضطر إلى التنقل إلى بلدية السانيا بسيارات الأولياء الذين نشكرهم جزيل الشكر رغم مشقة ذلك خاصة في فصل الشتاء.”

رغم الصعوبات، يبدو أنكم حققتم نجاحات . ما أبرزها؟

“الحمد لله، رغم قلة الإمكانيات، استطعنا أن نحقق حضورا طيبا. شاركنا في عدة دورات رياضية بوهران، وأقمنا خرجات ترفيهية للأطفال. كما فتحنا فوجا للجيدو ببلدية المرسى الكبير تحت إشراف المدرب بن عربية عمر، الذي يعمل على تكوين فريق تنافسي. ويشرف على تدريب أبناء الحي نخبة من أفضل مدربي وهران، مثل الإخوة بن توامي محمد، أوكيل مراد، وأمتسيف حميد. هؤلاء هم القلب النابض للنادي.”

حدثنا عن فرع كرة القدم…

“فرع كرة القدم مر بظروف صعبة. بعد أن وصلنا إلى مرحلة متقدمة واستعددنا للانخراط في الرابطة، واجهنا مشاكل حالت دون ذلك، فتم تجميد النشاط لمدة سنة. لكن بفضل الله أعدنا تفعيله هذا العام تحت رئاسة الأخ شكال فهيم، وبقيادة المدرب المعروف عمراني الهواري المدعو “زيماكو”، اللاعب السابق لجمعية وهران. نحن متفائلون بعودة قوية لهذا الفرع.”

ما هي الأهداف التربوية للنادي؟

“أهدافنا تتجاوز الرياضة. نحن نؤمن أن الرياضة وسيلة لتربية النفس وغرس القيم. النادي ليس مجرد مكان للعب، بل مدرسة يتعلم فيها الأطفال القرآن والأخلاق قبل الرياضة. نحن نحاول حمايتهم من الضياع والانحراف، لأننا نرى ما يعانيه شباب الأحياء من فراغ وغياب توجيه. لذلك نسعى لتربية جيل يحب الخير، يحترم الآخر، ويكون إيجابيا في مجتمعه.”

كلمة أخيرة …

رسالتي الأخيرة إلى السلطات بأن النادي الرياضي الهاوي أبطال عدل وهران ليس مجرد نادٍ، بل مدرسة يتعلم فيها الأطفال القرآن والأخلاق والتربية والرياضة. وهو مجتمع مدني هدفه الارتقاء بالأطفال والشباب إلى أسمى الأخلاق، حتى يكونوا إيجابيين وفعّالين في هذا المجتمع الذي نرى فيه ضياع الشباب والأطفال في ظل غياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.”

حاورته: روميساء. و

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى