نجح مدرب جمعية وهران الحاج مرين في مهمة إيصال النادي نحو بر الأمان و تفادي شبح الهبوط قبل جولتين من النهاية رغم كل المصاعب والمشاكل التي واجهها طيلة الموسم، وبعد نهاية المنافسة فقد جمعنا هذا الحديث بالمسؤول الأول عن العارضة الفنية لأبناء المدينة الجديدة، حيث فتح التقني المعسكري قلبه لجريدة “بولا” و كشف عن الكثير من الأمور التي تخص النادي، بالإضافة لتقييمه للموسم بشكل عام في ظل ما عاشه رفقة اللاعبين و الإدارة على مدار 30 جولة، وأكد الحاج مرين لأول مرة بأنه فكر فعليا في الاستقالة خلال مرحلة الذهاب، وقال في هذا الخصوص: “كما تعلمون جميعا بقينا لـ12 جولة من دون أي فوز، وعند حلول موعد الجولة التاسعة و ازدياد ضغط النتائج صارحت الإدارة بأنني أريد الرحيل، ليس تهربا من المسؤولية و لكن لإفساح المجال لمدرب آخر قد يكون قادرا على تحقيق الديكليك، لكن إحقاقا للحق فان الرئيس باغور و المناجير هواري بن عمار تمسكا بقوة بخدماتي، وهو ما أعطاني ثقة كبيرة بالنفس، والحمد لله بعدها ببضعة مباريات خرجنا من النفق المظلم.”
“قمنا بما يلزم خلال التحضيرات الصيفية”
عاد مدرب لازمو للحديث عن بداية الموسم و قال: “خلال الصيف الماضي كان لي اجتماع مع الإدارة، وحددنا خلاله الهدف المسطر ألا و هو لعب ورقة الصعود، والحمد لله شرعنا في التحضير في الوقت المناسب و لم نتأخر كثيرا على غير العادة، وقمنا أيضا بانتدابات في المستوى، والدليل هو أن تعدادنا يضم أسماء معروفة و لعبت مع أندية من الدرجة الأولى، وجرت التدريبات وسط ظروف مميزة للغاية، حيث عملنا بجد و تفان، إلا أنني كنت واضحا مع الرئيس باغور، وطلبت منه حل مشكل ديون السيارال قبل انطلاق المنافسة، لكن للأسف لم نتمكن من ذلك و حرمنا من صفقاتنا الجديدة.”
“لعبنا 4 مباريات بالرديف”
واصل مدرب لازمو سرد الصعوبات التي واجهها في بدية البطولة، والتي أثرت بشكل كبير على مشوار النادي، وأضاف قائلا: “للأسف استغرق تسديد ديون السيارال بعض الوقت، وحرمنا من صفقاتنا الجديدة خلال الجولات الأربعة الأولى، حيث كنت مضطرا للعب بأسماء من الرديف و بعض الذين لا تزال عقودهم سارية المفعول، وفي المقابل فان اللاعبين الجدد تأثروا على كل الأصعدة خاصة النفسية لأنهم كانوا يكتفون بالتدرب دون أن يلعبوا، كما أنهم افتقدوا لوتيرة المنافسة، وكان من الصعب للغاية الوصول إلى أفضل جاهزية إلا مع مرور الجولات، وحينها تعرضنا لأكبر نزيف من حيث النقاط.”
“أظهرنا وجهنا الحقيقي منذ لقاء الغالية ذهابا”
قال الحاج مرين: “انتظرنا مرور 12 جولة كاملة قبل أن يصل الفريق للجاهزية المطلوبة، ويطرد نحس النتائج السلبية، والانطلاقة كما تعلمون كانت بالفوز بملعب بوعقل أمام غالي معسكر، وبعدها لم يتمكن أي فريق من إيقافنا على مدار 8 جولات متتالية، وشرعنا في جني وحصد ثمار العمل المنجز ولو بشكل متأخر، وضيعنا بذلك الهدف الرئيسي المتمثل في تحقيق الصعود أو التواجد في البوديوم على الأقل، وصار تركيزنا منصبا على تحقيق بقاء مريح ومبكر.”
“دخلنا في مرحلة فراغ ثانية لهذا السبب”
عرج مدرب أبناء المدينة الجديدة على مرحلة الفراغ الثانية التي مر بها الفريق، وقال: “بعد سلسلة من الانتصارات المتتالية، عدنا للدخول في مرحلة فراغ ثانية استمرت لأربعة جولات لم نتذوق خلالها طعم الفوز، لكنها كانت أقل وقعا وتأثيرا، وانتهت بمجرد أن عدنا بالفوز خارج الديار على حساب مستقبل واد سلي، وسبب مرحلة الفراغ الثانية مختلف عن الأولى، فالأمر يتعلق هذه المرة بحالة التذمر التي كان يشعر بها اللاعبون جراء عدم تلقيهم لرواتبهم الشهرية، ما أثر على نفسيتهم و بذلك أدائهم فوق أرضية الميدان.”
“الشح المالي أثر علينا كثيرا”
أكد الحاج مرين أن أكبر سبب وراء عدم بلوغ الفريق لهدفه المسطر هو غياب الأموال، حيث شرح في هذا الخصوص:” من دون أموال لا يمكنك فعل أي شيء حتى وإن كنت تملك أفضل اللاعبين، فالشح المالي أثر علينا جميعا، فعلى مدار موسم كامل حصل اللاعبون على راتب شهري واحد، الطاقم الفني على شهرين، وهي مبالغ صغيرة ولا تسمن ولا تغني من جوع، لهذا لم يكن بالإمكان أحسن مما كان.”
“الاكتفاء بتحقيق البقاء يعتبر منطقيا”
صرح مدرب الجمعية بالقول أيضا: “هناك من يرى الفريق من الخارج فقط، ويطالب بالصعود و أشياء من هذا القبيل، لكن لو يرى ما يواجهه الفريق من صعوبات و مشاكل لحمد الله على تحقيق الفريق للبقاء، فعدم السقوط في مثل هكذا ظروف و معطيات يعتبر في حد ذاته انجاز و أمرا منطقيا للغاية، هناك أندية تفوقنا من الناحية المالية أضعافا عانت الويلات، منها من ضمن البقاء في آخر جولة بشق الأنفس، ومنها من سقط إلى القسم الثالث، فاللاعبون قدموا ما عليهم و أكثر، وأنا بدوري أتوجه بالشكر لهم على كل التضحيات التي قدموها، وهم يستحقون بالفعل التفاتة من الإدارة نظير ما قدموه، وصب راتب شهري آخر على الأقل في رواتبهم.”
“أكملت الموسم وحيدا ودون طاقم فني”
عن بقية الصعوبات التي وجدها، قال الحاج مرين: “في النصف الثاني من الموسم قدم مدرب الحراس عبروس استقالته بعد أن تلقى عرضا من مستقبل واد سلي، ففضل الاقتراب من عائلته، كما أنه لم يحصل على رواتبه، وبقيت أنا والمحضر البدني سيد أحمد مطرق الذي وثقف معي و مع الفريق وقفة رجال، لكنه في نهاية المطاف غادر هو الآخر لعدم حصوله على مستحقاته، وهنا كان لزاما علي إكمال المشوار وحيدا، والقيام بكل الأدوار، لا لشيء سوى لأنني أحب هذا الفريق، ولم أستطع التخلي عنه.”
“رفضت عرضين مهمين من أجل لازمو”
كشف مدرب الجمعية عن تلقيه عرضين مهمين وسط الموسم، وقال في هذا الشأن: “لأول مرة سأقولها، بعد مرور حوالي 7 إلى 8 جولات تلقيت عرضيين رسميين ومهمين من ناديين يلعبان على البوديوم، لن أكذب عليكم فكرت في المغادرة بما أن النتائج مع لازمو كانت سلبية، ولا يوجد أي شيء يشجع على البقاء، لكن بعد تفكير طويل قررت الاستمرار ورفض العرضين، فلم أتمكن من تقبل ترك هذا الفريق ضائعا منتصف الطريق، لذا غامرت وصبرت والحمد لله أن عملي لم يذهب أدراج الرياح.”
“بعد التعاقدات لم تقدم ما انتظرته”
حول إن كان قد ندم على التعاقد مع بعض اللاعبين الصيف الماضي، قال الحاج مرين: “لا يمكن وصف ذلك بالندم، بل على العكس كل تعاقداتنا الصيف الماضي كانت مدروسة، لكن للأسف هناك بعض اللاعبين توقعات منهم أكثر لكنهم لم يظهروا كل إمكانياتهم، وهذا لا يعني إطلاقا بأنهم سيئين، في المقابل هناك أسماء ظل مستواها ثابت على غرار الحارس هنان، بلاحة، بودوح، وشنافة، وأيضا حمل الموسم مفاجآت سارة بتألق عدة لاعبين على غرار دواجي، صنابي، مسعودان والبقية.”
“هذه هي شروطي للاستمرار”
“في ختام حديثه معنا، أكد الحاج مرين استعداده للبقاء على رأس العارضة الفنية لأبناء المدينة الجديدة، وصرح قائلا: “تبقى جمعية وهران هي فريق القلب، ولا مشكلة لدي في الاستمرار لكن وفقا لشروط و أهداف معينة، وعلى رأسها توفر الإمكانيات المالية، فمن دونها لن نستطيع فعل أي شيء، ولهذا علي أن أضع النقاط على الحروف عند لقائي بالرئيس مروان باغور حتى لا تتكرر نفس الأخطاء، والشيء الجيد هذه المرة هو عدم وجود ديون السيارال التي قد تعيقنا عن تسجيل لاعبين جدد، علما وأنه و في حال بقائي سأبقي على عدد لابأس به من تعداد الموسم الماضي، مع إجراء انتدابات مدروسة و ذات نوعية لتطوير الأداء و المستوى، فمن الضروري جدا الحفاظ على الاستقرار لبناء فريق تنافسي، وبصراحة لن أقبل إطلاقا بموسم آخر نلعب فيه من أجل تفادي الهبوط، فالصعود هو الهدف الأساسي بالنسبة لي.”
رامي. ب