الحكم بوندو يثير المخاوف بسبب سوابقه مع الفريق الوطني
أثار تعيين البوتسواني جواشوا بوندو لإدارة مباراة ذهاب “المحاربين” في دوالا أمام الكاميرون جدلاً كبيراً في الجزائر، نظراً لسوابق هذا الحكم وسجله “الأسود” مع الكرة الجزائرية، كما هناك من يرى أن حجم هذه المباراة المؤهلة لمونديال قطر يتطلب تعيين حكم من الصفوة ومرشحاً لإدارة مباريات كأس العالم، عكس بوندو الذي هو على مشارف الاعتزال، ولا يملك ما يخسره في حالة ارتكابه خطأ مقصوداً أو غير ذلك. ويبلغ بوندو من العمر الآن (44 عاماً)، أي أنه على بعد أشهر قليلة فقط من بلوغ السن القانونية وتعليق الصافرة الدولية (45 سنة).
دخل ميدان التحكيم صدفة وأخرج 176 بطاقة في مسيرته
لكن بالعودة إلى بدايته في سلك التحكيم، يُمكن القول إنه دخل هذا المجال بمحض الصدف، لكونه بدأ مسيرته كلاعب كرة قدم. تفاصيل القصة تعود إلى عام 2001 عندما كان قد بدأ لعب كرة القدم مع فريقه هارتلبول ضمن الدرجة الثالثة في بوتسوانا، وخلال إحدى المباريات غضب من أحد الحكام المساعدين، ليُقرر تعليق الحذاء ودخول مجال التحكيم، إلى أن حصل على الشارة الدولية عام 2006، ليدير أول مباراة بين المنتخبات عام 2011، جمعت بين منتخبي رواندا وإرتيريا. سبق للحكم بوندو أن أدار 3 نسخ لأمم أفريقيا ولسنوات 2017 و2019، وكذلك 2021 الأخيرة بالكاميرون، ويملك في جعبته 93 مباراة، من بينها 39 مباراة على صعيد المنتخبات، ويُعرف عنه سرعة إخراجه للبطاقات الملونة، حيث أشهر في مسيرته الدولية 169 بطاقة صفراء و7 حمراء.
أدار للخضر 3 مباريات
حكم بوندو 3 مباريات للمنتخب الجزائري، الأولى في أمم أفريقيا 2017 في الغابون أمام السنغال وانتهت (2-2)، والمباراة الثانية كانت في الجزائر شهر جوان، وفي نفس العام أمام منتخب توغو ضمن تصفيات كأس أفريقيا 2019، وشهدت الظهور الأول للمدرب الإسباني الأسبق لوكاس ألكاراز، وفيها عاد الفوز “للخضر” بهدف نجم الغرافة القطري الحالي سفيان هني. وإن كانت أول مباراتين له مع الجزائر قد سارت فيهما الأمور بشكل طبيعي، فإن المباراة الثالثة التي أدارها جوشوا بوندو مازالت تثير جدلاً لغاية اليوم، التي واجه فيها المنتخب الجزائري نظيره بوركينا فاسو في المغرب ضمن تصفيات كأس العالم 2022، حيث حرم رياض محرز من ركلة جزاء واضحة في الدقائق الأخيرة، كانت لتغيّر الوضع في المجموعة الأولى، رغم أن “الخضر” عادوا بنقطة ثمينة لعبت دوراً هاماً في تأهلهم للقاء الفاصل. ولم يكتف بوندو بحرمان محرز من ركلة جزاء، بل اتهم كذلك بالتساهل مع لاعبي بوركينافاسو فيما يخص البطاقات الملونة، على غرار قيام اللاعب غوستافو سانغاري بصفع اللاعب رامز زروقي، إلا أنه لم يحرك ساكناً، وفي لقطة بنظر المتابعين كانت تستحق طرداً للاعب منتخب “الخيول”.
رغم سوابقه وشكاوى الفاف، الكاف أصّرت على تعيينه
وبعد تلك المباراة، أدلى جمال بلماضي بتصريحات خطيرة ضد هذا الحكم، واتهمه بالتحيز الفاضح لصالح منتخب بوركينا فاسو، وبعد أن عدد أخطاءه قال كذلك، إن هذا الحكم أرسل في مهمة تكسير النتائج الإيجابية التي كان يحققها المنتخب الجزائري في تلك الفترة، كما هاجم في الوقت ذاته الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، مبرزاً أن الكرة في القارة السمراء لن تتطور بمثل هؤلاء الحكام، على حد قوله. ورغم الشكوى التي قدمها الاتحاد الجزائري لكرة القدم ضد الحكم بوندو، إلا أن “كاف” ردّ عليها بطريقة سلبية، موجهاً في الوقت ذاته تحذيراً للمدرب بلماضي، بسبب التصريحات القوية التي أدلى بها ضد البوتسواني. عاد “شبح” بوندو ليرعب المنتخب الجزائري، وهذه المرة في كأس أمم أفريقيا 2021، حيث أثيرت شائعة حول تعيين هذا الحكم لإدارة مباراة ساحل العاج الحاسمة في التأهل للدور الثاني، مما دفع بالمدير العام السابق، أمين العبدي، ليدلي هو الآخر بتصريحات نارية رافضاً تعيينه، قبل أن يتضح في الأخير أن خيار “كاف” وقع على الجنوب الأفريقي فيكتور غوميز. وأكد العبدي من خلال تصريحاته في تلك الفترة، أن مسؤولي المنتخب الجزائري يرفضون بشكل قاطع، تعيين الحكم بوندو لإدارة مباراة “الفيلة”، وذلك لسوابقه مع “الخضر”، مشيراً أنهم سيذهبون بعيداً في القضية عند التأكد من اختياره، وهو ما لم يحدث في الأخير. تواصل مسلسل الاتحاد الجزائري لكرة القدم مع جوشوا بوندو، بعد قرار تعيينه حكماً للقاء الذهاب أمام الكاميرون يوم 25 مارس، حيث تم تقديم شكوى لدى “كاف” لتغييره بحكم آخر، لأن حجم الحدث ورغبة “الخضر” في التأهل لكأس العالم قد يدفع البوتسواني للثأر من الجزائريين في دوالا، لكن في الأخير رفضت لجنة الحكام في الاتحاد الأفريقي طعن “فاف”، وأكدت من خلال ردها، ثقتها الكبيرة في هذا الحكم وقدرته على إدارة مباراة من هذا المستوى.
خليفاوي مصطفى