الحكم عبد الرؤوف خير .. مفخرة التحكيم الجلفاوي
تتجلّى قيمته بأناقته ورصيده الفكري وشخصيته الفذّة ، حيث يُعد من أبرز الرياضيين الذين فهموا جيّدا مقولة ” إذا أردت أن تكون بطلا عليك أن تكون مُتقدما على عصرك ” على أنها تأشيرة للنجاح ويُحاولون أن يُجسّدونها على الواقع بكل حزم ورغبة وطموح ، دراسته الأكاديمية بعيدة كل البُعد عن الحقل الرياضي فلقد درس اللغات ، ولكن يحرص على أن يكون مُتفوّقا في أكثر من مجال ولا تنتهي آماله وآفاقه عند محطة نجاح مُعينة ، حتى يترك بصمة حقيقية على مسرح الحياة ، لا يُحب النجاحات المجّانية ويُصرّ على قطف ثمارها بالكفاح .
وطموحه الأكبر أن يُفجّر الطاقات الحبيسة في داخل صدره ويرتقي إلى مُستوى عال ، فالإرادة من شأنها قهر الكثير من المتاعب والمصاعب وتهديم مُختلف العوائق والحواجز ، لذلك تجده على الدوام يقف بثقة وشُموخ ضد الرداءة والتشاؤم والفراغ ، ويرفض الاستسلام للفشل بكل مُسميّاته حتى لا يحرمه من خوض مسيرة هادفة ومُشرفة ، ومادام أنه مُقتنع بأن بالعمل وحده يستطيع رفع سقف التحدّي عاليا ..
هذا هو ابن الولاية المُنتدبة عين وسارة خير عبد الرؤوف الذي خطف الأضواء في مجال التحكيم وأصبح واحدا من أفضل الحُكّام الصّاعدين على المُستوى الوطني ، وعلا شأنه في الميدان الكروي بعد الأداء الباهر الذي قدّمه في هذا الموسم 2023 / 2024 ، بدليل أنه تحصّل على لقب الحكم المتميّز من طرف مكتب الرابطة ، ولم يُخيّب ظن الذين راهنوا عليه قبل الانطلاق لكسب الرّهان ، وها هم يشعرون بالفخر بعد وصوله إلى مرتبة تليق بقُدراته وتحضيراته ، وهي نقلة النوعية الثانية في مشواره بعد الأولى التي تحوّل فيها من لاعب فنان إلى حكم لامع ، لاسيّما أنه فرض نفسه بامتياز ونال تقدير المُشرفين والمُتتبعين ، وفي تصريح إعلامي للمُتألق عبد الرؤوف قال أنه وضع البُروز من أولى أولوياته ورسّخ في ذهنه مبدأ كُن مثلما تُريد ، دون استثناء الاجتهاد والتواصل المُفيد مع أصحاب التجارب والخبرات .
ويرى بأن الأناقة مطلوبة لكنها ليست أساسا في النجاح لأن الكفاءة هي الأهم والأنفع ، إذ يجب أن يكون الرياضي مُتسلّحا بالمعارف والحيوية والبراعة في الأداء حتى يكون نجاحه مُكتملا ، مُعتقدا أن النتائج تتحدّث عن نفسها من خلال حُضوره الباهر في كل المواعيد الرسمية التي خاضها ، وذلك شرف وقيمة للحكم الجلفاوي الذي لا تنقصه إلا المزيد من الفُرص كي يُثبت براعته ، ويُؤكد الأيقونة خير على أنه كان من الطبيعي أن يمُر بفترات صعبة لكنه تجاوزها بسلام وفي الوقت المُناسب ، ولاشك أنه سيعمل على الاستفادة من الاختبارات الماضية بإيجابياتها وسلبياتها ليكون في أحسن صورة في قادم المناسبات .
وفي ختام كلامه تقدّم بالشكر الجزيل إلى جميع الذين شجّعوه وساندوه ، ويخص بالذكر أفراد العائلة الذين يقفون دائما إلى جانبه ، ويشكر كذلك أعضاء رابطة البليدة الجهوية ورابطة الجلفة الولائية الذين يقومون بمجهودات كبيرة بُغية الارتقاء بالتحكيم الجزائري الذي يحظى بالدعم اللازم من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.
عمر. ذ