الحياة تعود للجزائر بعد تخفيف قيود كورونا
من المتوقع أن يستمر انتشار الفيروس إلى حدّ ما، ولكن يجب على الدول بذل المزيد من الجهود لاسيّما في مجال الاكتشاف المبكر والتوعية الصحية. الركنان الأساسيان للقضاء على أي وباء هما الاكتشاف المبّكر وعزل المرضى، أيضا متابعة المخالطين والتوعية الصحية خاصة في آداب العطس أو السعال والتزام المنزل في حال وجود أي أعراض تنفسية. هذه الإجراءات كفيلة بالقضاء على انتشار المرض والجائحة. ولكن، كما أشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، فبعض الدول لم تأخذ الأمر بشكل جدي وهو ما قد ساهم بشكل ما في تفشي المرض في دول العالم.
♦ لزرقي حنان طالبة ماستر إعلام واتصال تخصص اتصال تنظيمي:” مرحلة بعد الوباء ستكون صعبة لأنها بمثابة حرب مع أنفسنا ومع المرض “
” مما لا شك فيه أننا مطالبون بالصبر لأن هذا الوباء هو ابتلاء من الله وقد تولد عنه قرار الحجر الذي بدوره له تأثيرات من جهة سلبية ومن جهة إيجابية. والسلبية منها أن الحر قد أثر على نفسيا وقد حرمنا من الكثير من النعم التي كانت روتينية ولم نكن نعرف قيمتها وقد أثر أيضا على المواطنين ذوي الدخل المحدود الذين توقفوا عن العمل، وأنا شخصيا أراه أنه إرهاق نفسي أكبر من الإرهاق العضوي. وأيضا الجانب التعليمي بحيث أن الحياة الدراسية قد توقفت تماما. وفيما يخص الجانب الإيجابي فقد أتاح لي الحجر الفرصة لتقارب العائلي والابتعاد عن كل ما يفسد مزاج الإنسان ونفسيته خارج المنزل. أنا شخصيا قد التزمت بالحجر الصحي لأني على يقين بأن الله سيجعل بعد العسر يسر وهو أيضا دلالة على مدى مسؤوليتنا ووعينا وهو ضرورة لابد منها. إن أيام العيد لهذه السنة قد اختلقت عن الأعياد التي سبقتها، فكيف هو العيد دون صلاة في المساجد! كيف هو العيد دون رؤيتنا لأحبابنا وأقاربنا! كيف هو العيد والأطفال يتساءلون لماذا لا يمكننا الخروج كالعادة. لقد بات الالتزام بالحجر الصحي ضرورة لابد منها وهذا من أجل مصلحتنا بالدرجة الأولى فمجمل المواطنين التزموا بالتدابير الوقائية للحجر الصحي إلا أنه توجد فئة قليلة جدا قد تهاونت في التقيد بالحجر. وحسب وجهة نظري فيما يخص تنقل المواطنين بعد رفع الحجر الصحي فهذا الأمر لابد منه لأن الحياة لن تتوقف ومن هذا المنبر لابد من تخصيص أكبر عدد ممكن من لجنات مكثفة من أجل تسهيل تنقل المواطنين في فترة الحجر وبعدها. كما شاهدنا أن الكمامة قد أصبحت بمثابة زي رسمي للمواطنين وهذا من أجل حماية أنفسنا وغيرنا في فترة انتشار الفيروس المستجد كوفيد 19 إلا أن هناك من لا يبالي ويستخدمها إلا في الضرورة القصوى أو إجبارا وهو دلالة على عدم وعي المواطنين لخطورة هذا الفيروس. وفي نهاية المطاف لا بد على عودة الحياة والبشرية لطبيعتها بالرغم من صعوبة الأمر إلا أنه ضرورة وهذا من أجل استكمال ما تبقى لنا من الأعمال والأشغال وسوف تكون هذه المرحلة صعبة لأنها بمثابة حرب مع أنفسنا ومع الوباء وسوف يؤرخ بهذا العام بداية إنسانية جديدة. النصيحة التي أقدمها للتخفيف من سرعة انتقال الفيروس هي يجب على المواطنين أن يكونوا واعيين وأن يلتزموا بالحجر ويحترموه من أجل الحفاظ على الحياة جمعاء، والتعامل مع هذه الأزمة العالمية والحل الوحيد عدم مغادرة المنازل إلا للضرورة وارتداء الكمامات وكذلك تخصيص نقاط مراقبة لفحص الجميع عند الخروج وهذا الأمر أصبح بين أيدينا الآن. في وقت انتشار فيروس كورونا قد كثرت على مواقع التواصل الاجتماعي المعلومات الصحيحة منها الخاطئة وقد أثر على أفكار العديد لأن هذه الأخيرة قد أصبحت الوجه الآخر لتغطية آخر أخبار انتشار الفيروس المستجد “.
♦ عبد الله ثاني زكرياء طالب دكتوراه في كلية الآداب والفنون:” مواقع التواصل تعود بالفائدة على المواطن خاصة في فترة الحجر الصحي “
” كان تأثير الحجر الصحي علينا عند تغير وتيرة الحياة اليومية في سلوكياتنا الاجتماعية وعاداتنا، ولكن حملت في طياتها سلوكيات إيجابية والسلبية، وهذه الأزمة أبرزت عدة جوانب إيجابية في تضامن الشعب مع بعضه البعض، وتجلي ظاهرة الوعي في بعض الفئة من الشعب، والإيجابي في الأمر أن هذه الفترة تعيد حساباتك وإعادة النظر في البرنامج الدراسي وكذلك أمور الشغل لتنظيمها. أما السلبيات هي عدم لقاء الأصدقاء والعلاقات الاجتماعية والنقاشات الشيقة في مجالس الذكر والذهاب إلى المسجد، كل هذه الأشياء افتقدناها في الحجر الصحي مع العلم أن الكل عنده استراتيجية لاجتياز هذا الغلق بأن يجعل منها إيجابية أو سلبية. كان الالتزام بتطبيق الحجر فوق المتوسط إذا صح التعبير، يجب على المواطن الالتزام بالحجر الصحي لأنه سوف يحمي نفسه والعائلة وكذلك المجتمع، فهذا يعود إلى الوعي الحسي الذي بدونه سوف يذهب بالوطن إلى الهاوية ويدخلنا في كهف ليس له نهاية. كان مرور العيد في ظل الجائحة هذه السنة ليس له طعم بعدم زيارة والأقارب وإغلاق المساجد، وكانت الفرحة الافتراضية في تبادل التبريكات والتسليم عليهم. هناك بعض الالتزام من جانب المواطنين في إجراءات الحجر، وأما وجهة نظري حول تنقلهم بعد الرفع الصحي فهو منطقي لا محال لأن عندما يلتزم المواطن بالحجر الصحي فيكون هناك تحسن في الحياة اليومية للمواطن برفع عنه ما كان فيه، فهذا يعتبر خطوة إيجابية والمرور إلى المرحلة الأخرى وهي الرفع التام للحجر، ومن هذا المنبر أدعو كل الجزائريين الالتزام بالوقاية كاملة لأنه بكم سوف يذهب هذا البلاء إن شاء الله. نتمنى أن يرفع علينا هذا الوباء إن شاء الله وتعود الحياة إلى حالها الطبيعي، وعلى المواطنين أن يتعظوا على ما مر بنا في هذه الأزمة. أوجه رسالة إلى كل الشعب في الجزائر من غربها إلى شرقها ومن شمالها إلى جنوبها يجب اتباع نصائح السلطات الصحية بشأن النظافة والأمور الوقائية لتجنب انتشار الجائحة، وعلى المواطن الحيطة والحذر خاصة في الأماكن التي فيها التجمعات أو عدم ارتداء الكمامة وتجنب الاقتراب من الناس والتلامس، فهذا يؤدي إلى انتشار كوفيد-19. انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، وأصبحت جزءا مهما في حياة الآخرين ومن أشهرها عالمياً هي الفيسبوك والتويتر وإنستجرام، وتتفاوت آثار هذه المواقع على حياة الأفراد والمجتمع بتأثيراتها الإيجابية والسلبية. وفي حال جائحة كورونا فإن بعض الصفحات لها طابع توعوي في توعية الناس بوضع منشورات صحية وبرامج ومحاضرات لإرشاد المواطنين، وهذا أمر إيجابي يطغى عليه الطابع الثقافي والمستوى الفكري الذي وصلنا إليه. مواقع التواصل الاجتماعي منبر لتوصيل المعلومة إلى الشعب، لأنه يوجد الصحفي المواطن يتضامن مع إخوانه المواطنين في نشر الوعي بين الناس للقضاء على هذا المرض “.
♦ قنون أمين طالب ماستر إعلام واتصال:” الظاهر أن الفيروس سيبقى مطولا و يجب التعايش معه “
” فترة الحجر كانت بصفة إيجابية في ممارسة الرياضة و مطالعة بعض الكتب التي كانت مهملة في مكتبة المنزل ،أما من الناحية المعاكسة انخفاض الدخل الشهري وهذا راجع للرزنامة التي اعتمدتها المؤسسة التي كنت أشتغل بها. فيما يخص الالتزام بتطبيق الحجر الصحي يمكن القول إنه كان بنسبة مرتفعة تفاديا لحدوث ما لا يحسن عقباه. وللأسف كانت أيام العيد هذه السنة فاقدة للنكهة المعتادة إن صح التعبير وعشنا غير أجواء النشاط والفرح المعتادة، في المقابل لاحظت عدم تجاوب نسبة كبيرة من المواطنين لإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي واتضح ذلك من خلال العناق وعدم استعمال القناع والتردد اليومي والغير المبرر للأسواق والأماكن العمومية خاصة بعد الرفع التدريجي وظاهرة غزو الشواطئ، الحدائق العمومية والغابات. وما نلاحظه أنه يوجد فئة تفند وجود كوفيد 19 تجدها تستغني عن الكمامة وفئة أخرى تؤمن بوجوده تجدها تعتمد الاجراءات الوقائية. الظاهر أن الفيروس سيبقى مطولا إلا أنه يجب التعايش معه باتباع إجراءات السلامة إلى أن يرفع عنا الله هذا الوباء. نصيحتي لأبناء بلدي أن يتبعوا إجراءات السلامة حفاظا على سلامتهم وسلامة أهاليهم وأدعو صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة تكثيف الجهود لزيادة درجة الوعي عند المواطنين”.
أسامة شعيب