الدفاع يقلق بلماضي قبل مواجهة الكاميرون
يستعد منتخب الجزائر لمواجهة نظيره الكاميروني يومي 25 و29 مارس، في الدور الفاصل المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2022 عن القارة الإفريقية، وسط العديد من المشاكل الفنية المقلقة للمدير الفني جمال بلماضي، والتي يجب حلّها في ظرف وجيز جدّا، حسب المحللين، لتمهيد طريق التأهل إلى كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخ الجزائر. ويرى كثير من المتابعين أن المشكلة الرئيسية لبلماضي هي خط الدفاع، وعلى وجه التحديد قلبا الدفاع؛ بسبب معاناة لاعبيه الأساسيين في هذا المركز من نقص المنافسة وافتقادهما النسق العالي من الناحية البدنية، حسب آراء العديد من المحللين، ويتعلق الأمر بمدافع نادي قطر القطري، جمال بلعمري، ومدافع نادي فياريال الإسباني، عيسى ماندي.انتهى موسم لاعب نادي قطر القطري، الجزائري جمال بلعمري، مبكرا بعد أن شارك يوم 10 مارس الماضي في لقاء الجولة الأخيرة من دوري نجوم قطر أمام الخور (0-1)؛ إذ لا يوجد فريقه على لائحة المتأهلين إلى المربع الذهبي لكأس أمير دولة قطر، ما يعني أنه سيكون بعيدا عن أجواء المنافسة إلى غاية موعد مباراة الذهاب أمام الكاميرون في الـ25 من الشهر الجاري. ويؤكد كثير من الفنيين أن بقاء بلعمري دون منافسة لمدة 15 يوما لن يكون في صالح المنتخب الجزائري الذي سيواجه الخط الهجومي القوي لمنتخب الكاميرون، مشيرين إلى أن بلعمري بحاجة للخضوع إلى تحضيرات خاصة حتى يكون جاهزا للموعد المقبل، وسيكون بلماضي مطالبا باتخاذ القرار المناسب، بالاعتماد على بلعمري أو اللجوء إلى خيار آخر.
مشاركات ماندي مع ناديه قليلة للغاية
منذ عودته من المشاركة في كأس أمم إفريقيا الماضية، لم يشارك مدافع المنتخب الجزائري، عيسى ماندي، مع نادي فياريال الإسباني إلا في ثلاث مباريات من أصل ثماني. وفي المباريات الثلاث التي شارك فيها، لعب أساسيا مرة واحدة وبديلا في مناسبتين، ما يعني افتقاده إلى النسق العالي للمنافسة، حسب العديد من المحللين. ورغم تقديم المدافع الأساسي في حسابات بلماضي أداء جيّدا، في المباراة التي انتهت بفوز فياريال (1-0) على سيلتا فيغو في الجولة الـ28 من الدوري الإسباني، فإن الشكوك تحوم بشأن الجاهزية الكاملة لماندي لمواجهة خطر الهجوم الكاميروني بقيادة نجم نادي النصر السعودي، فينسنت أبوبكر، ونجم نادي أولمبيك ليون الفرنسي، كارل توكو إيكامبي.
بدران عاد مؤخرا
يُذكَر أن الخيار الثالث لبلماضي في قلب الدفاع هو عبد القادر بدران، نجم نادي الترجي التونسي، الذي عاد إلى أجواء المنافسة بعد تعافيه من الإصابة في مواجهة الترجي مع النادي البنزرتي في الدوري التونسي، يوم الأربعاء 9 مارس، في مباراة انتهت بفوز الترجي (4-0)، وهو الأمر الذي يمنح بعض الارتياح الظرفي لبلماضي، حسب المحللين، في حال قرر الاعتماد على بدران في لقائي الكاميرون.
بن سبعيني يمر بِفترة صعبة و عطال عائد للتّو من الإصابة
ومن جانبه، فإن راني بن سبعيني يمر بأسوأ فتراته على الإطلاق مع ناديه بروسيا مونشنغلادباخ الألماني، وهذا منذ عودته من منافسة كأس إفريقيا الماضية، حيث أن مستواه في تراجع رهيب وحتى مدرب ناديه كان قد انتقد التراجع اللافت لأداء لاعب الجزائري علنا في وسائل الإعلام، و هذا ما يسبب صداع حقيقي للناخب الوطني جمال بلماضي الذي يضع ثقة مطلقة في خريج أكاديمية بارادو و يعول عليه كثيرا سواء في الشق الهجومي أو الدفاعي. وفي الجهة المقابلة لا يزال يوسف عطال خارج الخدمة بسبب الإصابة التي تعرض لها في الفترة السابقة والتي أبعدته عن الميادين لفترة طويلة، و حتى عودته إلى تشكيلة ناديه نيس في مباراة مونبولييه الأخيرة كانت من على مقاعد البدلاء، ما يؤكد أن إندماجه في التشكيل الأساسي لمدربه سيكون بالتدريج و هذا ما يعني أنه لن يستفيد من دقائق كثيرة قبل الدخول في تربص الخضر تحسبا لمباراتي الكاميرون، و كل كل سبق ذكره يؤكد أن رباعي الخط الخلفي يؤرق جمال بلماضي كثيرا قبل موقعة دوالا ذهابا و البليدة إيابا.
جاهزية محرز وبن ناصر تبعث على الإرتياح
يبدو اللاعبان الجزائريان، إسماعيل بن ناصر لاعب وسط نادي ميلان الإيطالي، ورياض محرز مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي، الأكثر تألقا وجاهزية من بين لاعبي منتخب الجزائر، وذلك قبل أقل من أسبوعين من المواجهة المزدوجة أمام الكاميرون في الدور الفاصل المؤهل إلى كأس العالم قطر 2022. وسيواجه المنتخب الجزائري نظيره الكاميروني على ملعب جابوما في ياوندي الكاميرونية يوم 25 مارس الحالي في ذهاب الدور الفاصل، ثم سيلتقيان بعدها إيابا يوم 29 من الشهر ذاته على ملعب مصطفى تشاكر في مدينة البليدة جنوبي العاصمة الجزائرية. ويواصل بن ناصر تألقه اللافت مع النادي “اللومباردي” بعد أن أسهم في فوزه بنتيجة 1-0 على نادي إمبولي، لحساب الجولة الـ29 من بطولة دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم. وقدم بن ناصر مستويات جيّدة في المباراة، جعلت منصة “هوسكورد” للإحصائيات تمنحه تقييما بلغ 7.3/ 10، ليؤكد أنه أحد أفضل لاعبي ميلان في الفترة الماضية، بحسب متابعين، بدليل ما قدمه في الديربي أمام إنتر (0-0) في ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا، وفي لقاء القمة أمام نابولي في الجولة الماضية (28) من الدوري الإيطالي، والذي انتهى بفوز “الروسونيري” بنتيجة 1-0.ويرى كثير من المحللين الجزائريين أن إسماعيل بن ناصر ورياض محرز، يُعدَّان أفضل لاعبين جزائريين في هذه الفترة، وعلى وجه التحديد منذ المشاركة المخيبة في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالكاميرون في جانفي الماضي، وسيشكلان ورقة رابحة بيد المدير الفني جمال بلماضي قبل المواجهة أمام الكاميرون. يقدم محرز وبن ناصر مستويات جيّدة في الدوريين الإنجليزي والإيطالي على الترتيب، باعتراف من وسائل الإعلام المحلية، وهو أمر سيشكل مصدر ارتياح لبلماضي قبل فاصلة المونديال.
إعتماد بلماضي على هذا الثنائي مؤكد…
ويؤكد كثير من المحللين الجزائريين أن مدرب “الخضر” سيعول على هذا الثنائي في موقعة الكاميرون؛ بالنظر لجاهزيتهما العالية مقارنة بالأسماء الأخرى. وكان خط وسط منتخب الجزائر من أبرز نقاط ضعفه خلال كأس أمم إفريقيا الماضية بالكاميرون، لكن توّهج بن ناصر في الفترة الأخيرة سيعيد، حسب مراقبين، التوازن لخط وسط منتخب محاربي الصحراء. ويشبّه كثير من المتابعين جاهزية بن ناصر في الوقت الحالي بتلك التي كان عليها خلال كأس أمم إفريقيا عام 2019 عندما توج بجائزة أفضل لاعب، بعد أن أسهم في تتويج منتخب بلده باللقب القاري. واختير بن ناصر رجل المباراة في مباراتين من أصل آخر ثلاث مباريات لنادي ميلان، ليؤكد تجاوزه مشكلة الإصابات ونقص الجاهزية البدنية التي عانى منها في بداية الموسم. من جانبه، توّهج محرز بشكل لافت مع مانشستر سيتي الإنجليزي، منذ عودته من كأس أمم إفريقيا الماضية بالكاميرون؛ إذ خاض قائد منتخب الجزائر في الفترة الماضية 9 مباريات بمختلف المسابقات، سجل خلالها 7 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين. وبلغة الأرقام، يسجل محرز أفضل إحصائيات له منذ بداية مشواره الاحترافي، بتسجيله 21 هدفا وتقديمه 7 تمريرات حاسمة في 34 مباراة خاضها في الموسم الحالي بمختلف المسابقات.
خليفاوي مصطفى