الدكتور محمد عبد الرؤوف (المدير الفني للمنتخب المصري لألعاب القوى): “سعداء بالأجواء الجزائرية وحصيلتنا مشرفة”

تعيش البطولة العربية للألعاب القوى في طبعتها الـ24 لحظات استثنائية في مدينة وهران، وسط أجواء تنافسية عالية وتنظيم محكم أشاد به الرياضيون والمختصون في المجال. في لقاء خاص مع الدكتور محمد عبد الرؤوف، المدير الفني للمنتخب المصري لألعاب القوى، تحدث عن انطباعه حول البطولة، أداء الرياضيين المصريين، وتأثير هذه المنافسة على تحضيرات المنتخب للاستحقاقات الدولية القادمة، مشيدًا بالجهود الجزائرية في إنجاح الحدث”.
كيف وجدتم الأجواء في البطولة العربية بعد أيام من المنافسات؟
“بكل صراحة، نحن سعداء جدًا بتواجدنا في الجزائر، هذه الأرض الطيبة التي استقبلتنا منذ اللحظة الأولى بحفاوة كبيرة وتنظيم دقيق يعكس مدى الاهتمام بهذه الرياضة. البطولة العربية في طبعتها الـ24 تعد واحدة من أنجح النسخ التي حضرناها، سواء من حيث جودة المرافق، الاحترافية التنظيمية، أو حتى الحضور الجماهيري، وهو أمر مميز للغاية لأن ألعاب القوى عادةً لا تستقطب هذا الكم من الجماهير. لكن هنا في الجزائر، وجدنا أجواء تنافسية استثنائية ساعدت على رفع معنويات الرياضيين وتحفيزهم لتقديم أفضل ما لديهم على المضمار”.
كيف قيّمتم مشاركة المنتخب المصري في البطولة العربية؟
“نحن مشاركون في هذه البطولة بمنتخب يضم 15 رياضيًا ورياضية، بمزيج من العناصر الشابة وأصحاب الخبرة. كان هدفنا الأساسي هو إتاحة الفرصة للرياضيين الشبان لاكتساب التجربة الدولية وسط منافسة قوية، وبفضل الله الحصيلة كانت إيجابية جدًا ومشرفة حتى الآن، حيث نجحنا في حصد ثماني ميداليات، أربع منها ذهبية، ثلاث فضيات، وواحدة برونزية، ما سمح لنا باعتلاء المركز الثاني في الترتيب العام خلف المنتخب الجزائري. هذا يؤكد العمل الجاد الذي نقوم به داخل الاتحاد المصري لألعاب القوى، حيث جاءت هذه النتائج كثمرة للمعسكرات الإعدادية والبرامج التي سطرناها تحسبًا لهذا الموعد العربي الكبير”.
هل تعتبرون هذه البطولة محطة مهمة في تحضيراتكم للمنافسات العالمية القادمة؟
“بدون شك، البطولة العربية ليست مجرد حدث قاري، بل هي بمثابة اختبار حقيقي لمدى جاهزية الرياضيين قبل الدخول في المنافسات الدولية الكبرى. ما يميز هذه النسخة هو التوقيت المناسب، حيث تأتي في مرحلة حاسمة من الموسم الرياضي، مما يسمح للعدائين بخوض سباقات عالية المستوى قبل الاستحقاقات العالمية القادمة. رأينا كيف استفاد الرياضيون الشباب من هذه التجربة، حيث قدموا مستويات رائعة وأثبتوا أن في مصر مواهب واعدة قادرة على المنافسة في المستقبل. هذا يعكس مدى أهمية البطولة العربية في صناعة الأبطال وتعزيز حضور الرياضيين العرب على الساحة الدولية”.
كيف ترون انعكاس التنظيم الجيد على مستوى المنافسة والنتائج؟
“التنظيم الاحترافي للبطولة كان عاملًا أساسيًا في نجاحها، فقد وفر بيئة رياضية مثالية لكل المشاركين، من حيث المرافق، التسهيلات، والتسيير العام للمنافسات. عندما يكون هناك تنظيم قوي، تتولد منافسة قوية، وهذا ما شهدناه هنا في الجزائر. جميع العدائين تمكنوا من تقديم أفضل مستوياتهم، لأن كل شيء كان معدًا بعناية لتسهيل مشاركتهم وضمان راحة المنتخبات. هذه الأجواء المميزة ستظل راسخة في أذهاننا، ونتمنى أن تستمر البطولة بنفس النسق حتى نهايتها”.
ماذا عن طموحات المنتخب المصري خلال الأيام القادمة من المنافسة؟
“نحن نسعى بكل قوة إلى تحقيق المزيد من الميداليات، ولدينا رياضيون قادرون على التألق في الأيام المقبلة. هدفنا ليس فقط المنافسة على الذهب، بل أيضًا **تحقيق أرقام جديدة** تساعدنا في الاستعداد للمحافل الدولية القادمة. نتمنى أن نواصل على نفس النسق القوي الذي بدأنا به البطولة، ونضيف ميداليات أخرى لرصيدنا قبل إسدال الستار على هذه النسخة”.
ما هي رسالتكم للمنظمين وللجمهور الرياضي في الجزائر؟
“في البداية، أود أن أشكر أشقاءنا في الجزائر على كرم الضيافة والاستقبال الرائع، لقد لمسنا مدى الاهتمام الكبير بهذه البطولة، سواء من حيث التنظيم أو توفير كل الظروف لإنجاح الحدث. وهران قدمت نموذجًا رائعًا في كيفية استضافة المنافسات الدولية، وأثبتت أنها قادرة على احتضان المزيد من البطولات الكبرى مستقبلاً. كما أن الحضور الجماهيري كان أحد العوامل التي ميزت هذه البطولة، فقد شاهدنا دعمًا كبيرًا للرياضيين، مما ساهم في رفع مستوى الأداء العام. روح المنافسة كانت عالية، والأجواء بين الوفود العربية كانت مليئة بالروح الرياضية والأخوة، وهو ما يؤكد مكانة ألعاب القوى كرياضة تجمع الشعوب وتكرّس قيم التعاون والتحدي”.
خليفاوي مصطفى