حوارات

الدكتور موسى بن عودة لجريدة بولا: “عشقت الإعلام فدرسته ثم مارسته وحاليا أدرسه للطلبة بالجامعة”

كان لجريدة بولا زيارة لجامعة إبن خلدون بتيارت بالضبط لقسم الإعلام والإتصال وعلم المكتبات بكارمان، أين إستقبلنا رئيس قسم الإعلام والإتصال الدكتور موسى بن عودة الذي كان لنا معه هذا الحوار.

السلام عليكم شكرا على الإستقبال في مكتبكم دكتور؟

“وعليكم السلام مرحبا بك وبجريدة بولا الرياضية في مكتبي وهو مفتوح لكم في أي وقت”.

بداية كيف كانت أولى خطوات الدكتور موسى في الصحافة؟

“بدايتي مع الصحافة كانت منذ مرحلة الإبتدائي حين كنت أتفاعل مع مقدمي الأخبار في التلفزيون وأحاول تقليدهم خاصة المعلقين، وأخص بالذكر حفيظ دراجي الذي كنت مولعا بتعليقه الحماسي على المباريات وعند إلتحاقي بالثانوية. كانت لي بعض المحاولات في تنشيط التظاهرات بثانوية حيرش محمد وبعد حصولي على شهادة البكالوريا إخترت تخصص الإعلام والإتصال بجامعة مستغانم وهنا بدأت رحلتي مع الصحافة”.

هل لك أن تذكر لنا المنابر الإعلامية التي بدأت فيها؟

“في سن 19 إلتحقت بإذاعة تيارت التي فتحت لي الأبواب بعدها في 2010 إلتحقت بجريدة الجمهورية العريقة كمراسل صحفي، ثم كانت لي تجربة قصيرة مع قناة الشروق نيوز حاولت أن أجمع بين الصحافة المكتوبة والمسموعة والسمعية البصرية حتى أطور نفسي”.

ماذا عن المجال الإعلامي في بلادنا هل حقق ما هو مطلوب؟

“الإعلام في الجزائر يعرف تطورا ملحوظا على كل المستويات منذ مدة خاصة بعد إقرار التعددية الإعلامية والذي ساهم في ظهور الكثير من العناوين وفتح المجال للكثيرين لدخول عالم الصحافة، كما أن ظهور القنوات التلفزيونية الخاصة رغم بعض الثغرات القانونية والنقائص، إلا أنها أعطت نفسا جديدا لمهنة الصحافة في الجزائر واستطاعت أن تسترجع المشاهد الجزائري الذي كان يتلقى مضامين اعلامية عربية وغربية. هذه التجربة الإعلامية تحتاج إلى التثمين وتصحيح الاختلالات للنهوض بقطاع الإعلام في الجزائر”.

ماهي نظرتك ورأيك حول الإنفتاح الإعلامي بتعدد وسائل الإعلام بمختلف أنواعها سواء عمومية أو خاصة؟

“الانفتاح الاعلامي في بلادنا هو في بداياته الأولى والكثير من الصحفيين والمؤسسات تفتقد نوعا ما للتجربة لكن هذا لا ينقص من دورها المحوري والهام في المشهد الاعلامي المحلي والعالمي، فقط هذا الانفتاح يحتاج إلى تنظيم تشريعي وأخلاقي وتكوين، فقانون الإعلام الحالي أراه غير كافي ويحتاج إلى مراجعة الكثير من المواد وإضافة أخرى لا سيما في مجال الإعلام الإلكتروني والإعلام السمعي البصري”.

كيف يرى الدكتور موسى الفرق بين الصحافة سابقا وحاليا والآفاق المستقبلية؟

“الصحافة تغيرت كثيرا وهذا نتيجة التطور الرهيب في تكنولوجيا الإعلام والإتصال والتي غيرت الخارطة الإعلامية شكلا ومضمونا وأثرت على عناصر العملية الإعلامية من المرسل إلى المتلقي وصولا إلى الوسيلة والرسالة، فصحافة وقتنا الراهن سهلة الممارسة من الناجية التقنية لكن صعبة من الناحية المهنية في ظل المنافسة ووجود البدائل لدى الجمهور، فالصحافة التقليدية اليوم تعاني من المنافسة الداخلية بين المكتوب والسمعي والسمعي بصري ومنافسة خارجية من طرف صحافة المواطن أو صحافة الموجو أي موبايل جوناليزم صحافة الموبايل والتي عقدت من مهام الصحفي”.

بما أنك رئيس قسم الإعلام والإتصال، هل ترى التكوين والشهادة من أسس التطور في مجال الإعلام؟

“كرئيس قسم للإعلام والاتصال بجامعة تيارت أرى أن التكوين والتخصص في المجال مهم جدا لممارسة الصحافة والتي هي فن وعلم في نفس الوقت، فن لأنها تعتمد على الموهبة والإبداع وعلم لأن لديها قواعد وأسس يجب أن يتم دراستها، فلا يستطيع الصحفي أن يكتب في الجريدة دون التحكم في فنيات التحرير الصحفي والمذيع لا يستطيع التقديم دون معرفة أسس وفنيات التقديم، صراحة يوجد بعض الصحفيين لا يمتلكون شهادات في الإعلام إلا أنهم إستطاعوا أن يتكونوا في المجال، فالصحافة تحتاج إلى التكوين الجيد والدائم، لأن الساحة الإعلامية تتطور مع تطور المجتمعات والصحفي بحاجة إلى مواكبة هذا التطور بالتكوين المستمر.”

هل ترى الصحافة هي منبر حُر في بلادنا للتعبير ونقل الآراء والإنشغالات دون قيود؟

“الصحافة هي مرآة المجتمع والسلطة الرابعة هذه المكانة تحتم عليها القيام بأنواعها الإعلامية، التثقيفية والترفيهية، وفي الجزائر الحمد لله نعيش في كنف الحرية والديمقراطية والصحافة لها هامش حرية كبير لنقل إنشغال المواطن وانتقاد أداء المؤسسات ولعب دور حلقة وصل بين المواطن والمسؤول، وبكل موضوعية نقول أن الجزائر خطت أشواطا كبيرة في مجال حرية الصحافة والتعبير وهو ما انعكس من خلال كثرة العناوين الصحفية العمومية والخاصة وكثرة القنوات التلفزيونية”.

لنعد لتجربتك كإعلامي متميز ما هو شعورك وأنت أمام الميكروفون لتقديم حصص لمتابعيك؟

“لنتوقف عند كلمة متميز، أقول أنني في بداية المشوار و لم أصل بعد إلى مرحلة التميز، الجلوس داخل الاستوديو وتقديم البرامج كان حلم الطفولة وقد حققته، وبعد 15 سنة من العمل الاذاعي في اذاعتي تيارت وتيسمسيلت لا زلت أتعلم لأقدم الأفضل للمستمع، فأنا أستمتع بعملي الإذاعي ورغم إستقالتي من الإذاعة منذ 5 سنوات بعد التحاقي بجامعة تيارت كأستاذ، إلا أنني لم أنقطع يوما عن إذاعة تيسمسيلت وهي عائلتي الثانية من خلال تقديم البرامج، وخلال فترة كورونا قمت بالتطوع والعمل إلى جانب زملائي في الإذاعة التي إحتضنتني ولها فضل كبير في مسيرتي وما وصلت إليه الآن”.

أيهما أقرب إليك الصحافة المكتوبة أو المسموعة طبعا كصحفي؟

“أنا أحب الإعلام عموما وتبقى لكل وسيلة خصوصيتها وخصوصية جمهورها، كما قلت لك سابقا الحمد لله مررت على الصحافة المكتوبة والسمعية والتلفزيونية وهي تجارب مفيدة جدا، لكن أنا أعشق الإذاعة وأفضلها على بقية الوسائل دون الإنقاص من قيمة هذه الأخيرة”.

في نظرك الإلقاء بالصوت أم الكتابة أيهما أسهل؟

“الكلمة المكتوبة لها وزنها والمنطوقة أيضا يستطيع الصحفي أن يؤثر بقلمه كما يستطيع التأثير بصوته، أعتقد أن الصوت أصعب من الكلمة، لأن الصحفي في الجريدة لديه الوقت للكتابة والتحرير وتصحيح الأخطاء، بينما في الإذاعة عندما تخرج الكلمة لا يستطيع المذيع سحبها خاصة في البرامج المباشرة والتفاعلية، وعموما سواء القلم أو الصوت فإن كلاهما مسؤولية كبيرة جدا”.

بما أنك حوارك لآن مع جريدة رياضية وهي بولا، لما لا يكون تخصص في الجامعة للإعلام الرياضي؟

“أعتقد في وقت سابق كان هذا التخصص موجودا، أتمنى أن يتم فتح هذا التخصص بجامعتنا لإحتضان محبي الإعلام الرياضي”.

ماهي الآمال التي تحب أن تُجسد على أرض الواقع؟

“أتمنى أن يتطور الإعلام في بلادنا أكثر ويتم منح الفرصة للمواهب الشابة، كما أتمنى أن يتم التنسيق بين الجامعة والمؤسسات الإعلامية من أجل تكوين الصحفيين من جهة وتكوين الطلبة من جهة أخرى”.

كيف تُقيم تجربتك الإعلامية؟

“التقييم هو من صلاحيات الجمهور، لكن شخصيا أقول أنني ما زلت في بداية المشوار ولا زلت أتعلم وأحاول دائما أن أطور نفسي، خضت الكثير من التجارب الناجحة وقدمت العديد من البرامج الإذاعية الهادفة وأطمح دائما إلى تقديم الأفضل”.

نصيحة تقدمها لطلبتك في تخصص الإعلام والإتصال؟

“كنصيحة لطلبتنا الأعزاء في تخصص الإعلام والاتصال، أقول لهم أن الصحافة مهنة نبيلة تستحق المثابرة والعمل للنجاح فيها بطلب العلم وصقل الموهبة، وتمنياتي لهم بالنجاح”.

كلمة أخيرة دكتور؟

“كلمة أخيرة أشكرك الأخ الشيخ على هذه الالتفاتة وأشكر جريدة بولا وكل طاقمها على المجهودات المبذولة لخدمة الجمهور الرياضي، وتمنياتي بصعود فريق القلب شبيبة تيارت الى حضيرة القسم الوطني الأول”.

حاوره: علاوي شيخ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى