نقطة المولودية أكدت هذه الفرضية … الرابيد قادر على تقديم الأفضل إذا غُلّبت النية على التخلاط و الصراعات الداخلية
بعودته بنقطة ثمينة من ملعب 5 جويلية عندما فرض التعادل على مولودية الجزائر، في مواجهة كان فيها الفوز أقرب للتشكيلة الغليزانية، يكون بذلك سريع غليزان قد حقق وثبة معنوية قد تدفع رفقاء زيدان نحو تقديم الأفضل في المواجهات القادمة ،خاصة في حال التخلص من المشاكل و الصراعات الداخلية التي شهدها بيت الفريق في الفترة الأخيرة.
المأمورية كانت صعبة بسبب كثرة الغيابات
و لم يكن أشد المتفائلين ينتظر أن يعود الرابيد بنتيجة إيجابية من العاصمة ،ليس بسبب عدم قدرة الفريق على تحقيق الفوز طيلة شهرين كاملين و أكثر ،بل حتى بسبب الغيابات التي شهدها تنقل كتيبة سي الطاهر لمواجهة مولودية الجزائر، و ذلك بعدما غاب تسعة لاعبين عن السفرية لأسباب مختلفة ،ذلك ما أجبر الطاقم الفني على الإستنجاد ببعض لاعبي الفريق الرديف.
و تعقدت أكثر بعد التأخر في النتيجة بهدفين
استمرار معاناة التشكيلة الغليزانية لم تتوقف عند خارج الميدان ،بل تواصلت لتصاحب اللاعبين خلال مواجهة المولودية التي شهدت إنهاءهم للشوط الأول متأخرين في النتيجة بهدفين دون رد ،مما زاد من صعوبة المأمورية،خصوصا و أن التقني الوهراني شريف الوزاني لم يكن يملك العديد من الحلول على مستوى دكة الإحتياط.
لكنّ تغييرات الوزاني لطريقة اللعب صنعت الفارق
و بعدما أنهى السريع المرحلة الأولى متأخرًا في النتيجة بهدفين دون رد ،فإن ذلك أجبر الوزاني على البحث عن حلول يتدارك بها هذا التأخر سيما و أن فريقه لم يكن يحتمل تسجيل تعثر جديد ،حيث قام بتغيير طريقة اللعب و العودة للدفاع بأربعة لاعبين فقط من خلال إخراج مقنين و تعويضه المهاجم حيتالة من أجل تنشيط الخط الأمامي الذي تمكن من إستعاد توازنه مع دخول مهاجم لازمو سابقا الذي حرر زملائه بشكل كبير.
و حتى إرادة المخضرمين كانت حاضرة عكس المواجهات السابقة
و عكس المواجهات السابقة التي عجز فيها اللاعبون المخضرمون في صفوف التشكيلة الغليزانية عن صنع الفارق ،فقد قدّم كل من زيدان ،غربي و سوقار واحدة من أحسن مبارياتهم هذا الموسم و خاصة هذا الأخير الذي نجح في إعادة الفريق للمباراة بتسجيله الهدف الأول، فضلا عن تحركاته في الخط الأمامي و التي أزعجت كثيرا رفقاء حداد، سيما عقب دخول حيتالة الذي حرره و فتح المساحات أمامه للعب بحرية أكبر.
التشكيلة قادرة على تقديم الأفضل مستقبلا
و جاءت مواجهة مولودية الجزائر لتؤكد مرة أخرى أن التشكيلة الغليزانية بإمكانها الصمود أمام أي منافس في البطولة ،فمن يتفوق تكتيكيا على وفاق سطيف في مواجهتي الذهاب و الإياب و يعود بنقطة من العاصمة قادر على تقديم الأفضل إذا تخلص من الصراعات الداخلية التي يعيشها بشكل يومي .فرغم غياب تسعة لاعبين معظمهم أساسيين إلا أن الحاضرين أثبتوا أنهم لا يقلون شأنا عن الغائبين.
و لكن الأهم تغليب ” النية” على التخلاط و المصلحة الشخصية
و بما أن مواجهة العميد كشفت أن مستوى الرابيد لا يكمن في الجانب الفني أو نوعية اللاعبين، بل بما يدور في المحيط الذي يحاول دائما تغليب مصلحته الشخصية و الإنتصار في معركة الصراعات الداخلية على حساب الفريق ،فقد أصبح من الضروري على الإدارة الغليزانية أن تعمل على استغلال فترة التوقف من أجل حل المشاكل و تغليب مصلحة السريع حتى يتمكن من العودة بقوة في هذا الظرف الحساس.
نور الدين عطية