بعد حصدها 3 ميداليات عربية … الرباعة نهاد بلونيس تكشف لـبولا “التحكم الذهني سر تفوقي في الدوحة”
في تألق جديد يضاف إلى سجل الرياضة النسوية الجزائرية، بصمت الربّاعة المتألقة نهاد بلونيس على مشاركة قوية في البطولة العربية لرفع الأثقال التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة، حيث نجحت في الصعود إلى منصة التتويج ثلاث مرات كاملة، محققة ميدالية فضية في اختصاص النتر، وبرونزيتين في الخطف والمجموع العام، في بطولة عرفت مستوى فنياً عالياً ومنافسة قوية بين أبرز الرباعات العربيات، وهو إنجاز يؤكد من جديد قيمة العمل القاعدي والاستمرارية في مدرسة رفع الأثقال الجزائرية، ويبرز شخصية رياضية قادرة على إدارة الضغط والتألق في المواعيد الكبرى.
نهاد، اعتلاء منصة التتويج ثلاث مرات في بطولة واحدة إنجاز استثنائي، فكيف تصفين مشاعرك وأنتِ ترفعين العلم الجزائري في سماء الدوحة وسط هذه المنافسة العربية القوية؟
“مشاعري كانت مزيجاً كبيراً من الفخر والامتنان والتأثر، لأن اعتلاء منصة التتويج ثلاث مرات في بطولة واحدة ليس أمراً سهلاً، خاصة عندما تكون المنافسة قوية وعلى مستوى عربي عالٍ، ورفع العلم الجزائري في سماء الدوحة كان لحظة خاصة جداً بالنسبة لي، شعرت فيها أنني لا أمثل نفسي فقط، بل أمثل بلدي وكل من ساندني وآمن بقدراتي، وكل لحظة تعب مررت بها خلال التحضيرات حضرت في ذهني، وهذا ما جعل طعم الإنجاز مختلفاً وقيمته أكبر، لأنني أدركت أن التضحيات لم تذهب سدى.”
حققتِ الميدالية الفضية في النتر والبرونز في الخطف والمجموع، فتقنياً، أي الاختصاصين كان الأصعب عليكِ، وما هو التكتيك الذي وضعتِه مع طاقمك الفني لضمان هذا الاستقرار في النتائج؟
“تقنياً، يمكن القول إن النتر كان الأصعب، لأنه يأتي بعد مجهود كبير في الخطف، ويتطلب قوة تحمل عالية وتركيزاً ذهنياً مضاعفاً، خاصة في المحاولات الحاسمة، أما من ناحية التكتيك، فقد اعتمدنا على إدارة ذكية للمنافسة، حيث بدأنا بأوزان مدروسة تضمن الدخول في السباق على الميداليات دون مخاطرة، ثم رفعنا الأوزان تدريجياً حسب سير المنافسة وأداء الخصمات، هذا الانضباط التكتيكي وعدم التسرع كانا عاملين أساسيين في تحقيق نتائج مستقرة في كل الاختصاصات والصعود إلى المنصة في كل مرة.”
وراء كل ميدالية مجهود وتضحيات لا يراها الجمهور، فكيف كانت كواليس تحضيراتك لهذه البطولة، وهل واجهتكِ صعوبات معينة خلال فترة الإعداد؟
“التحضيرات كانت شاقة وطويلة، ومرت بمراحل مختلفة تطلبت الكثير من الانضباط والصبر، حيث ركزنا بشكل كبير على الجانبين البدني والتقني، مع رفع حجم وشدة التدريبات، ولم تخلُ الفترة من الصعوبات، سواء من حيث الإرهاق البدني أو الضغط النفسي، لكن الإيمان بالهدف والرغبة في تشريف الجزائر كانا دائماً الحافز الأكبر لتجاوز كل هذه الظروف، وكل ميدالية حققتها في الدوحة هي ثمرة عمل يومي متواصل، وتضحيات كبيرة، وإصرار على الوصول إلى أفضل مستوى ممكن.”
المستوى الفني في البطولة العربية بقطر كان عالياً، فكيف تقيمين مستوى المنافسات العربيات في وزنك، وما الذي ميز نهاد بلونيس عن بقية الرباعات في هذه الدورة؟
“المستوى الفني كان مرتفعاً جداً، خاصة في وزني، حيث شاركت رباعات يمتلكن خبرة وأرقاماً قوية، والمنافسة ظلت مفتوحة إلى غاية آخر محاولة، وهو ما يعكس التطور الكبير الذي تعرفه رفع الأثقال النسوية عربياً، ما ميزني في هذه البطولة هو التحكم الذهني تحت الضغط، والانضباط التكتيكي، والقدرة على التكيف مع مجريات المنافسة، لأنني أؤمن أن التفوق لا يكون فقط بالقوة البدنية، بل بطريقة إدارة اللحظات الحاسمة، وهذا ما ساعدني على تحقيق نتائج متوازنة وثابتة.”
بعد هذا التألق العربي اللافت، ما هي المحطة القادمة التي بدأتِ التركيز عليها، وإلى أين يمتد طموحكِ في تشريف رفع الأثقال الجزائرية مستقبلاً؟
“بعد هذا التتويج، حولت تركيزي مباشرة نحو الاستحقاقات القارية والدولية القادمة، وعلى رأسها البطولة الإفريقية وبعض المواعيد الدولية، لأنها تمثل المحطة الحقيقية لقياس المستوى، طموحي لا يتوقف عند حدود البطولة العربية، بل يمتد إلى تثبيت اسمي ضمن النخبة الإفريقية، والمنافسة مستقبلاً في البطولات العالمية، وتشريف الجزائر في أكبر المحافل، وهذا الإنجاز في الدوحة أعتبره خطوة مهمة في المسار، لكنه بالنسبة لي مجرد بداية لطريق أطول، أساسه العمل، الانضباط، والإيمان بالقدرات، وأهدي هذا النجاح للجزائر، لعائلتي، للاتحادية الجزائرية، لنادي مولودية الجزائر، ولقاعة دينامو فيتنس، ولكل من دعمني ووقف إلى جانبي.”
حاورتها: حليمة. خ




