تم التخلي عنها فأصبحت للراغبين فيها فقط …هل تعود الرياضة المدرسية لعهدها الذهبي؟
لا يختلف الجميع بأن الرياضة المدرسية كانت إحدى أسباب نجاح و بروز عدة رياضيين في مختلف الاختصاصات الفردية أو الجماعية كألعاب القوى و كرة اليد وغيرها من الرياضات و الأمثلة كثيرة في هذا المجال، و نفس الأمر ينطبق على الرياضة الجامعية حيث برزت عدة فرق و نوادي لعبت في أعلى مستويات منها جهوية و وطنية أو محلية، و مثلت الجزائر أحسن تمثيل في المحافل الدولية على المستوى الفردي أو الجماعي و قد أصبحت للرياضة المدرسية أكثر من هدف ، مما جعل أغلبية الدول المتقدمة تولي اهتماما كبيرا لها فهي من جهة وسيلة للتخفيف من ضغط الدراسة .و من ناحية أخرى تهدف إلى اكتشاف المواهب و المهارات المكبوتة لدى المتمدرسين بمختلف مستوياتهم للنهوض بالرياضة الفردية و الجماعية و لقد عرفت الجزائر تطورا بارزا في مختلف الرياضات نتيجة اهتمامها بهذا النوع من الرياضة لكن و لعدة أسباب تم التخلي عنها فأصبحت للراغبين فيها فقط بدون توجيه صارم للجميع و ما النتائج المخيبة على الصعيد الدولي خاصة في الاختصاصات الفردية إلا دليل قاطع على ذلك ، حيث أصبحنا لا نكاد نسمع عن البطولات المدرسية أو الجامعية إلا نادرا خاصة من الناحية الإعلامية .و لا نكاد نقرأ و نشاهد إلا القليل منها و بغية معرفة رأي أهل الاختصاص كان لجريدة بولا بعض اللقاءات معهم من أساتذة الرياضة في مختلف مراحل الدراسة إضافة إلى مدربين و طلبة .
♦ السيد بن سهيلة أمين أستاذ رياضة بثانوية أبو بكر بلقايد ببئر الجير:”لا مفر من إعادة الإعتبار للرياضة المدرسية”
عن وضعية الرياضة المدرسية و الجامعية في الجزائر يرى السيد بن سهيلة أمين أنها لم تعد كما كانت في السابق كأول نواة لمختلف الرياضات و أنواعها بسبب السياسة التعليمية المنتهجة آنذاك، إضافة إلى اهتمام أهل الاختصاص بها و الإمكانيات المتاحة من قبل ،خاصة فيما يتعلق بالمنشآت و الهياكل الرياضية مما أدى إلى تخرج عدة مواهب كان لها شرف الرفع من المستوى الفنى لمختلف الرياضات خاصة الفردية منها ،كما أن أستاذ الرياضة كان يتمتع ببعض الإمتيازات التحفيزية عكس ما هو عليه الوضع حاليا ، حيث يعاني من بعض العراقيل منها المالية و عدم احتساب الساعات الإضافية التي يقضيها خاصة بعد أوقات العمل من خلال حضوره أو إشرافه على المنافسات التي غالبا ما تكون خارج أوقات العمل، وفي أماكن بعيدة عن مقر العمل أو السكن مما يؤدي إلى مصاريف إضافية بدون تعويض ، و هذا ما يثقل كاهل الأستاذ ماليا ولدى فلا بد من إعادة النظر في الرياضة المدرسية و العودة إليها سريعا إذا أردنا فعلا النهوض من جديد بالرياضة في جميع الأنواع و عدم الاقتصار على كرة القدم فقط.
“ضرورة الاعتماد على اختصاصات أخرى وفتح المرافق الرياضية”
و أكد السيد بن سهيلة أمين قائلا : “من شأن تطوير الرياضة المدرسية و الرجوع بها إلى عهدها الذهبي السابق، إذ يجب عدم الاعتماد و الاهتمام فقط على كرة القدم دون سواها ،فعندما تطورت كرة اليد في وهران فقد كان للمدرسة دور المدرسة بارز في ذلك وإضافة إلى ذلك فعلى السلطات بمختلف هيئاتها أن تفتح المرافق الرياضية أمام المتمدرسين في مختلف الأطوار، لأنه من غير المعقول أن يبقى التلميذ أو الطالب محروما من هذه المرافق في وقت تستغل من قبل أشخاص آخرين لمجرد الهواية كالمسبح الذي لا يستغل كثيرا من قبل التلاميذ، رغم تأثيرها الكبير على الجانب الصحي له مما أثر على مستوى هذه الرياضة وطنيا وحتى دوليا ، لذلك فمن أسباب تطوير الرياضة المدرسية ضرورة توفير وفتح الهياكل الرياضية أمامها خاصة و أن القانون يسمح بتوفير كل المرافق و الهياكل المدرسية أمسية الثلاثاء أمام الرياضة المدرسية و هذا ما يجهله أغلبية الأساتذة و المسؤولين”.
♦ السيد قدوم وحيد من أولياء التلاميذ:”الاهتمام بأستاذ الرياضة ضروري لنهضتها من جديد”
“إن الرياضة بصفة عامة وسيلة من وسائل تخفيف الضغط على الإنسان مهما كان عمره أو مستواه خاصة أولئك الذين يزاولون نشاطا أو عملا فكريا كالتلاميذ و الطلبة في مختلف المستويات ،و من بينها الدراسة فالتلميذ لابد له من أوقات يتطلب فيها الراحة الفكرية، لذا فالرياضة المدرسية وسيلة لتجديد النشاط و تخفيف الضغط هذا إذا علمنا محتوى البرنامج التعليمي في الجزائر و ظروف التعليم لكن لابد من تأطير هذه الرياضة وفق معايير علمية سليمة و منطقية تتماشى و ظروف التلاميذ خاصة فيما يتعلق بالمنشآت و الهياكل الرياضية التي لا يجب أن تبقى حكرا على أصحاب الجاه و النفوذ و لكل من هب و دب ، في وقت تغلق في وجه المتمدرسين أو بتكاليف إضافية تثقل كاهل الأولياء و أساتذة الرياضة الذين يتحملون المصاريف من جيوبهم الخاصة في التنقلات مثلا و بدون مقابل، كما يجب العمل على تنوع الإختصاصات الرياضية داخل المؤسسة التربوية و عدم الإعتماد على كرة القدم دون سواها.
♦ السيد جدومي مراد مدرب كرة قدم:”دور الرياضة المدرسية مكمل لعمل المدرب”
“إن للرياضة المدرسية دور كبير في تطوير الرياضة بصفة عامة في البلاد فلا بد من الاعتناء بها ودعمها بكافة الإمكانيات المادية والبشرية، كتحفيز أساتذة الرياضة وفتح المرافق والهياكل الرياضية، فهي تساعد المدربين في عملهم أثناء التدريبات خارج المدرسة، وفي مختلف الاختصاصات خاصة من الناحية التربوية والأخلاقية إضافة إلى الجانب الفني والبدني، كما هو معمول به في الدول المتقدمة، وأعتقد أن دعوة رئاسة الدولة للاهتمام بها لدليل على دورها في التطور والتقدم الرياضي. وأتمنى أن تكون هناك قرارات واعدة تخص هذه الرياضة مع ضرورة المتابعة في جميع الأطوار وأن تفتح تخصصات على مستوى الثانويات والمتوسطات لا سيما وأن الراغبين في الرياضة عدد جد معتبر”.
زروقي حماز