متفرقات

العائلة الرياضية المسعدية تفقد فارسها الأصيل… وداعا محمد عثمان الوكال.. ستبقى نموذجا للرياضي المبدع

قدّر الله وما شاء فعل وسبحان الحي الذي لا يموت .. فقدت العائلة الرياضية بمدينة مسعد أحد وجوهها البارزين والمُخلصين الذين تألقوا بأخلاقهم وكفاءتهم الميدانية ، ويتعلّق الأمر بالرياضي الخلوق محمد عثمان الوكّال الذي وفاه الأجل المحتوم الخميس الماضي على إثر حادث مرور أثناء أداء عمله، هو خبر مُؤلم وخسارة فادحة بلا شك لكل أبناء الجلفة وما جاورها ، وقد عُرف عن الفقيد شخصيته الرياضية المتميزة وحسّه المهني الرفيع وتمييزه بين مُهمته الوظيفية وواجبه الإنساني والاجتماعي ، ومشهود له من كل الذين جايلوه وعاشروه بأنه إنسان طيّب ومُحترم وصارم ومُتزن وراق في تعامله مع الآخرين ، إلى جانب ما كان يحظى به من احترام كبير في الوسطين المهني والرياضي ، عرفناه رياضيا فذا في المدرستين لاربيام والجياسام بفضل صلابته وهدوئه وثقته بنفسه وابتعد مُبكّرا عن الملاعب بسبب اختياره الانخراط في مُؤسسة الدرك الوطني ، رحل عن مسرح الدنيا ولم يكن في حياته مُحبا للمادة أو الأضواء ولم يكن يسعى إليهما رغم ما أُتيح له من فرص ومُغريات ،

لم يكن من ذلك النوع الذي يستهويه التباهي والتفاخر وفرض أفكاره ورغباته ، بل كان من الذين يُؤمنون بأن الفرد العاقل هو من يجعل الحياة أبسط ممّا هي عليه ، كان قليل الكلام كثير الإنصات ولم تُغادره البساطة في كل أحاديثه وتصرفاته ، وفلسفته في الحياة كانت المرونة بكل تفاصيلها بعيدا عن أي تعقيد ، وقد بقيت اهتماماته وعيناه على داخل مسعد رغم بُعده عنها مُتحسرا على الوضع الذي آلت إليه وسؤاله دائما : لماذا يتقدّم الجميع على المستوى الرياضي وتبقى مدينتنا في المُؤخرة ؟!

ورغم فداحة الخسارة وألم الفُقدان فإن الإخلاص الأعمق لرجل مثل محمد لا يتجسّد في نبرات الرثاء ، من دون الاقتداء بتواضعه وطيبته والسير على نهجه ، رحمك الله يا محمد وغفر الله لك وأكرم نزلك وجعل مثواك الجنة ، فقد عشت نظيفا راقيا بأخلاقك النبيلة ومشاعرك الصادقة التي تعني الكثير لما نُعانيه في واقعنا من محن وأزمات ، وعزاؤنا لأهلك وأصدقائك الذين سيفتقدون حقا شهامتك وكرمك ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

ذيب. ع

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى