كان لجريدة بولا حوار خاصة في هذا العدد ، حيث إستضفنا العداء الجزائري للمسافات المتوسطة ياسين حتحات صاحب 30 سنة ، و المشارك مؤخرا في أولمبياد طوكيو ، و كان لنا حوار شيق مع هذا العداء الطموح و الذي غالبا ما شرف الجزائر في المحافل الدولية ، حدثنا حول أسباب النكسة و تجربة أولمبياد طوكيو ، و حتى الأهداف المستقبلية لهذا الرياضي ، الذي يبحث دائما عن تشريف بلاده .
كيف حالك ؟
” الحمد الله بخير ، شكرا على هذه الإستضافة. ”
كيف كانت رحلتك في أولمبياد طوكيو ؟
” فيما يخص مشاركتي في أولمبياد طوكيو 2020 ، بصراحة أنا كنت أتطلع لنتائج جد جيدة ، و هذا نظرا للنتائج التي حققتها ، قبل الألعاب الأولمبية بطوكيو، حيث حطمت الرقم القياسي الشخصي في إختصاصي و كذلك كنت مع المراتب الأولى في الترتيب الدولي ، حيث كنت مع الخمسة عشر الأوائل في العالم ، و لكن بعد الدخول إلى اليابان الأمور تغيرت ، حيث جاءت أمور لم تكن في الحسبان ، مثلا توقيف صديقين لي مصابين بكوفيد 19 ، و بما أننا كنا بالقرب منهم كوفد تحتم عليهم وضعنا نحن أيضا في الحجر الصحي و هذا ما أثر علينا ، كيف لك أن تبقى في الحجر الصحي بدون تدريبات ، و أنت على وشك خوض غمار منافسات أولمبية ، هذا أمر ليس بالسهل ، تأثرنا كثيرا نفسيا ، لكن الحمد الله قدر الله ما شاء فعل ، كان حلمي بلوغ النهائي ، لأنني قمت بفترة تحضيرات جيدة و كنت في المستوى ، للأسف لم أحقق المبتغى ، على العموم التجربة كانت مفيدة لي في قادم المناسبات الدولية. ”
ماذا كان ينقص الرياضيين الجزائريين في أولمبياد طوكيو للفوز بالميداليات ؟
” ليكن في علمك أن الفوز بأحد الميداليات في الأولمبياد ليس بالأمر السهل ، و ليس بالصعب لأن الألعاب الأولمبية لا يتم التحضير لها في سنة واحدة ، و إنما تحضر في أربع سنوات ، مثلا الآن كامل الرياضيين يدخلون في فترة تحضير مطولة ، تتخللها بعض المنافسات الدولية الرسمية ، و هذا من أجل تأكيد و تحضير النفس على المنافسة في أولمبياد باريس 2024 ، زيادة على هذا يجب أن تتوفر إمكانيات كبيرة مادية ، و تربصات مكثفة و مدربين على أعلى مستوى لا من الجانب التقني و لا من الجانب الطبي ، كما يتطلب على أي رياضي أن يبقى دائما في جو التنافس القوي من أجل أن يكون جاهزا للموعد ، هنا في الجزائر نحن لدينا 50% من هذه الأمور ، و الحمد الله بفضلها نشارك بالبطولات العالمية ، و لكن يجب أن يكون في علم كافة الجزائريين أننا مازلنا نفتقر للإمكانيات التي تساعدنا على تطوير أنفسنا، و تشريف الوطن في المحافل الدولية “.
الوفد الجزائري حقق نتائج سلبية لم ترتقي لتطلعات الجمهور وضح لنا الأسباب ؟
” إن المشاركة في الألعاب الأولمبية بحد ذاتها نتائج إيجابية لعمل مسبوق ، ليس من السهل أن تذهب و تشارك في الألعاب الأولمبية، لأن الأولمبياد حلم كل رياضي ليشارك فيها فقط ، و بعد المشاركة و الإحتكاك سيعمل على تطوير نفسه و تحقيق نتائج إيجابية في المرة القادمة ، و بكل صراحة بعض الجمهور لا يعرفون ما معنى الرياضة و ما معنى الألعاب الأولمبية و لا حتى معنى المشاركة فيها ، و لهذا كل الرياضيين الجزائريين مشكورين بما فيهم أنا لأننا مثلنا بلادنا و عملنا ما بوسعنا على الرغم من نقص الإمكانيات و غيرها ، و إن شاء الله في المناسبات القادمة سنعوض هذا الإخفاق . ”
هل وفرت لكم السلطات متطلبات النجاح في الأولمبياد ؟
” السلطات المعنية ، وزارة الشباب و الرياضة و حتى الإتحادية الجزائرية لألعاب القوى ، لا يمكن القول أنهم قصروا في حقنا ، كما قلت أولا الظفر بميدالية في الألعاب الأولمبية ليس بالأمر السهل ، يلزمها ميزانية قوية ، في أي رياضية و كما نعلم خلال الدوري المنحرف لكرة القدم ، تقدم مبالغ ضخمة للأندية و اللاعبين ، لو هذه الميزانية توفر للرياضات الفردية ، لكانت الجزائر في المراتب الأولى في حصد الميداليات ، لذا يجب توفير ميزانية كبيرة للرياضات الفردية لنستطيع المنافسة و تشريف الراية الوطنية أحسن تشريف في المحافل الدولية ، على الأقل 60 % مما يتوفر للرياضات الجماعية “.
بما إستفدت من تجربتك في أولمبياد طوكيو ؟
” فيما يخص تجربتي في الألعاب الأولمبية ، كما تعلم أنه كانت لي التجربة الأولمبية من قبل سنة 2016 ، و التي حققت فيها نتائج إيجابية مازلت أفتخر بها ، و التي حققت فيها المرتبة التاسعة عالميا ، و هذا الإنجاز لا يمكن لأي شخص الوصول إليه بسهولة ، أما في طوكيو كانت أمنيتي بلوغ النهائي ، و على الأقل ضمن المراتب الثمانية الأولى في العالم، لكن قدر الله ما شاء فعل لم يحالفني الحظ، أمامي الكثير من التحديات سأعمل على تفادي أخطائي في هذا الأولمبياد ، و العمل جاهدا على تحقيق نتائج جيدة في بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، و بطولة العالم ، لهذا أنا أرى أن التجربة جيدة و ليست سلبية إستفدت من الكثير من النقاط و التي عليّ مراجعتها ، لأن على كل رياضي المرور بعدة مراحل من الفشل للوصول إلى أعلى هدفه و تحقيق النجاح. ”
ما هي أهدافك المستقبلية ؟
” من أهدافي المستقبلية أنني سأكون مع موعد العام المقبل مع ألعاب البحر الأبيض المتوسط ، المقامة هنا في مدينة وهران ، و إن شاء الله أفوز بالميدالية الذهبية لأنها في المتناول ، و كذلك توجد بطولة عالمية تقام في الولايات المتحدة الأمريكية ، و التي سأعمل فيها على بلوغ النهائي و بعد النهائي ستكون كلمة أخرى إن شاء الله “.
كلمة أخيرة للجمهور نختتم بها هذا الحوار الشيق؟
” الجمهور في الآونة الأخيرة كان دائما يشجعني ، حيث كانت تصلني رسائل كثيرة في مواقع التواصل الإجتماعي ، دائما تشجيعات و تحفيزات و لديهم ثقة كبيرة في ، و بصراحة هذا شيء أفتخر به كثيرا ، و دائما ما أقول الحمد الله على هؤلاء الناس الذين يساندونني في الفوز و الخسارة ، و من هذا المنبر أشكرهم و أشكر جميع من ساندني ، و إن شاء الله سأفرح هذا الشعب ، لأن نتائجي لا تعنيني وحدي بل تعني بلدي و منطقتي دائرة غريس ولاية معسكر ، و دائما ما أفتخر بإنتمائي لولاية الأمير عبد القادر، و شكرا لجريدة بولا على هذه الإستضافة القيمة “.
حاوره: نبيل شيخي