الكاراتي دو …مشاركة مشرّفة للمنتخب الوطني في بطولة العالم
في أجواء ممزوجة بالفخر والاعتزاز، عادت بعثة المنتخب الوطني الجزائري للكاراتي دو إلى أرض الوطن، بعد مشاركة وُصفت بالمحترمة والمثمرة في بطولة العالم التي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة. مشاركة سجّلت بصمة قوية للجزائر في واحدة من أقوى النسخ العالمية، مؤكدة أن الكاراتي الجزائري يعيش فعلًا مرحلة نضج وتحوّل نحو الأفضل.
إستقبال رسمي يليق بالأبطال
شهد مطار هواري بومدين الدولي استقبالًا رسميًا للوفد الوطني، حيث حضر كلٌّ من السيد سمير كريم عضو المكتب التنفيذي، والسيد فاتح بن عثمان مدير المنتخبات الوطنية، إلى جانب السيد رشيد مزيان الأمين العام للاتحادية. ولم يغب الحضور العائلي، إذ كانت عائلة البطلة المتألقة لويزة أبوريش في مقدمة المستقبلين، بعد إنجازها العالمي الذي خطفت به الأنظار ورفعت به الراية الوطنية عاليًا فوق منصة التتويج.وكان الاستقبال مناسبة للتأكيد على قيمة ما حققته هذه البعثة من نتائج مشرفة، وعلى الروح القتالية التي ميّزت جميع الرياضيين رغم قوة المنافسة العالمية والمعايير العالية لبطولة هذا العام.
نتائج تاريخية تعزّز مكانة الكاراتي الجزائري
عرفت هذه النسخة من بطولة العالم تحقيق سابقة نوعية في مسار الكاراتي الجزائري، حيث بلغ خمسة رياضيين من فئة الرجال الأدوار المتقدمة (الثمن نهائي والربع نهائي)، وهو رقم غير مسبوق يعكس التحضير الجيد والموهبة المتوفرة لدى الجيل الحالي. لويزة أبوريش توّجت بجدارة بالميدالية البرونزية، بعد مسار قوي أعاد للجزائر بريقها فوق الساحة العالمية. أداءها كان عنوانًا للإصرار، ونتيجتها خطوة جديدة في طريق التألق الدولي.من جهته أيوب حلاسة قدّم مستوى رفيعًا مكّنه من بلوغ الدور الربع نهائي، مثبتًا أنه أحد أبرز المواهب الصاعدة في فئة الكوميتي.
و بصم يوسف زياد على مشاركة أولى مشرفة في منافسات الكاتا، بلغ خلالها الدور الثمن نهائي، ما يكشف عن مستقبل واعد في هذا الاختصاص.و لم يخيب حسين دايخي ، فالح ميدون ،أسامة زايد ثلاثي لمع بقوة بوصوله إلى الدور الثمن نهائي وسط منافسة شرسة، مقدّمين أداءً تكتيكيًا وفنيًا أبهر المتابعين. أما على صعيد السيدات، فقد قدّمت كل من سيليا ويكان، كريمة مكاوي، شيماء أوديرة، خديجة غلام، وناريمان دحلب مشاركة مشرفة، ورغم حدّة المنافسة فقد أظهرن روحًا عالية وحضورًا قويًا يعكس تطور الكاراتي النسوي في الجزائر.
المديرية الفنية جهد كبير وتخطيط محكم
وتثمّن الاتحادية الجزائرية للكاراتي دو العمل الفني والإداري الكبير الذي قدّمته المديرية الفنية بقيادة عبدالله صايجي، والذي لعب دورًا بارزًا في الإعداد الجيد لهذه المشاركة العالمية. التحضيرات كانت مدروسة بعناية، والجهاز الفني اشتغل على التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة لضمان جاهزية المنتخب.كما برز الدور المحوري للطاقم التدريبي الذي ضم أسماء أثبتت حضورها المدربة ديهيا شيخي التي رافقت البطلة لويزة أبوريش في رحلة التتويج.
المدرب فؤاد بن بارة الذي أكد مرة أخرى أنه أحد أفضل الكفاءات الشابة في الساحة الوطنية.المدرب معمر رويشي صاحب الخبرة الطويلة في تكوين ومتابعة المواهب، والذي ساهم في الارتقاء بالمستوى الفني للجيل الحالي.هذا المزيج بين الخبرة والطموح شكّل ركيزة أساسية في نجاح المنتخب خلال هذه البطولة.
الإتحادية تؤكد دعمها والطموح مستمر
جددت الاتحادية الجزائرية للكاراتي دو دعمها الكامل لكل عناصر المنتخب، مؤكدة أنها تراهن على هذا الجيل لمواصلة مسيرة التطور والتألق على الساحات الدولية. فالهدف القادم أكبر، والتحديات المقبلة تتطلب استمرار العمل بنفس الجدية والانضباط الذي ظهر به الرياضيون في القاهرة. مشاركة المنتخب في بطولة العالم هذه ليست نهاية المطاف، بل هي نقطة انطلاق نحو آفاق أرحب، وبداية مرحلة جديدة أكثر قوة وإشراقًا. من القاهرة إلى الجزائر ومن منصة التتويج إلى قلوب الجزائريين كتب أبطال الكاراتي دو صفحة جديدة من صفحات مجد الكاراتيه الوطني. ومع كل عودة مثل هذه، تتجدد الثقة في أن الجزائر قادرة دائمًا على صنع الفارق.
سنينة. م




