
تتواصل تصفيات كأس العالم 2026 عن القارة الإفريقية، حيث تترقب الجماهير الجزائرية المباراة القادمة التي ستجمع المنتخب الوطني بنظيره البوتسواني في إطار الجولة السابعة. مواجهة تحمل أهمية بالغة لـ”الخضر” من أجل تثبيت الصدارة وتأكيد حظوظ التأهل، فيما يدخلها المنتخب البوتسواني بدوافع خاصة، بحثًا عن نتيجة إيجابية تعزز مكانته وتمنحه الأمل في الاستمرار في سباق التصفيات.
في هذا السياق، خصّ الجنوب إفريقي مورينا راموريبولي، مدرب منتخب بوتسوانا، جريدة بولا الرياضية الجزائرية بحوار حصري تحدث فيه عن طبيعة التحضيرات، صعوبة اللعب خارج الديار أمام الجزائر، الدروس المستخلصة من مواجهة الذهاب، إضافة إلى تقييمه للعمل الذي يقوم به المدرب فلاديمير بيتكوفيتش وأبرز ما يميز المنتخب الجزائري.
كما تطرق إلى موقفه من حظوظ فريقه في التأهل، ورأيه في اللاعب إدوين موهوتسيوي الناشط بالدوري الجزائري و الذي انتقل لمولودية وهران في الميركاتو الصيفي السابق، راموريبولي أكد أن منتخبه لن يسافر إلى الجزائر بعقلية الفريق المستسلم، بل بروح المنافسة والإصرار، مشددًا على أن لاعبيه قادرون على تقديم مباراة قوية تليق بسمعة المنتخب، رغم إدراكه لصعوبة المهمة أمام خصم بحجم الجزائر.
بداية، نشكركم على قبول هذا الحوار. كيف تسير تحضيراتكم قبيل مواجهة المنتخب الجزائري؟
“مساء الخير، وشكرًا جزيلاً. التحضيرات تسير في ظروف جيدة. لقد أجرينا الخميس حصة تدريبية مع اللاعبين المحليين، وبحضور المدرب المساعد أوريبوني. نحن نتقدم بخطى ثابتة ونقترب من الجاهزية المطلوبة. بطبيعة الحال، لا يزال أمامنا بعض العمل من أجل ضبط كل التفاصيل، لكن بشكل عام نحن على الطريق الصحيح.”
أنتم مقبلون على مواجهة صعبة خارج الديار أمام الجزائر. كيف تنظرون إلى هذه المباراة؟
“صحيح، المباراة ستكون صعبة بلا شك، لكنني أؤكد دومًا على أن الأهم هو الالتزام والعمل بجدية داخل الميدان، ثم القتال من أجل تحقيق نتيجة إيجابية. كرة القدم الحديثة تفرض على أي فريق يلعب خارج أرضه أن يكون مسؤولًا في الدفاع، وأن يتعامل بذكاء مع مجريات اللعب. سنسافر إلى الجزائر بعزيمة الفوز وإرادة قوية للعودة بنتيجة، وسنقاتل على أرض الملعب لتحقيق ذلك.”
في مباراة الذهاب، خسرتم على أرضكم أمام الجزائر. كيف تنظرون إلى تلك المواجهة وما الدروس المستخلصة منها؟
“الجزائر لعبت جيدًا في تلك المباراة واستغلت الفرص وسجلت أهدافًا. نعم، ارتكبنا بعض الأخطاء، لكن هذه طبيعة كرة القدم: تفوز في بعض المباريات وتخسر في أخرى. الأهم بالنسبة لنا أننا توقفنا عند تلك الأخطاء ودرسناها بعمق. بالنسبة لي، الهزائم تحمل دائمًا دروسًا ثمينة، وقد استفدنا منها وسنحاول توظيفها لصالحنا في مواجهة العودة.”
الجزائر معروفة بقوتها في الشوط الثاني، والذي يُطلق عليه غالبًا “شوط المدربين”. كيف تقيمون عمل المدرب فلاديمير بيتكوفيتش؟
“المنتخب الجزائري يتميز باندفاع هجومي قوي جدًا، ونحن نتوقع أن يواصل على نفس النهج، خاصة في الثلث الأخير من الملعب. لديهم الكثير من الطاقة والقوة الهجومية. خلال تحضيراتنا ركزنا على دراسة مختلف الجوانب التي قد تشكل خطورة علينا. لاحظنا تأثير الظهير الأيسر، وخطورة ثلاثي الهجوم، وحتى الدور الذي يلعبه المدافعون المركزيون حين يتقدمون بالكرة ويفتحون زوايا التمرير العمودي. كذلك لمسنا أهمية وسط الميدان في ربط اللعب وتنظيم النسق. كل هذه الأمور أخذناها بعين الاعتبار ونحن نستعد للمباراة.”
في رأيكم، من هم أبرز اللاعبين في المنتخب الجزائري؟
“بطبيعة الحال، نعلم أن الجزائر تضم أسماء مميزة، لكنني لا أحب التركيز على الأفراد بقدر ما أهتم بالمنظومة ككل. قمنا بتحليل أداء المنتخب الجزائري كفريق، ودرسنا نقاط القوة والضعف لديه. ربما بعض اللاعبين لن يكونوا حاضرين يوم المباراة، لكن الجماعية هي التي تصنع الفارق. لذلك أفضّل الحديث عن قوة المنتخب كوحدة واحدة بدل حصر النقاش في أسماء بعينها.”
رغم أنكم متأخرون بست نقاط عن الصدارة، هل ما زال منتخب بوتسوانا يحلم بالتأهل إلى كأس العالم 2026؟
“كرة القدم لا تعترف بالمستحيل. سنواصل اللعب بروح عالية وطموح كبير. هدفنا هو المنافسة على كل النقاط الممكنة، وتقديم أفضل صورة عن منتخبنا. التأهل يبقى حلمًا مشروعًا، وسنبذل كل ما بوسعنا لنقترب منه، حتى وإن كانت المهمة صعبة.”
إستدعيتم اللاعب إيدوين موهوتسيوى لاعب مولودية وهران في الدوري الجزائري. كيف تقيمون مستواه وما الذي يميّزه؟
“نعم، إيدوين موهوتسيوى لاعب مهم بالنسبة لنا، وانتقاله إلى الدوري الجزائري كان خطوة إيجابية في مسيرته. يتميز بالانضباط الكبير، القوة البدنية، والقدرة على تقديم إضافة في وسط الميدان. نحن نثق به ونعوّل على خبرته في مثل هذه المواجهات، كما نتمنى له التوفيق مع ناديه الجديد مولودية وهران.”
كلمة أخيرة قبل المباراة…
“رسالتي واضحة إلى جماهيرنا في بوتسوانا، سواء داخل البلاد أو خارجها: نحتاج إلى دعمكم ودعواتكم. سنبذل قصارى جهدنا لتمثيل بلدنا بأفضل صورة ممكنة. كرة القدم لعبة شغف وأمل، وسنقاتل من أجل أن نمنح شعبنا لحظات فخر وسعادة، و رغم صعوبة المواجهة ضد المنتخب الجزائري على أًرضه و أمام جماهيره إلا أننا سنلعب بكل قوة من أجل تحقيق نتيجة إيجابية و نسعد جماهيرنا.”
حاوره: مصطفى خليفاوي