لا يزال الفضول يسيطر على غالبية الجمهور الجزائري خاصة الرياضي منه، بعد تصريح وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات البروفيسور عبد الرحمن بن بوزيد، بشأن تبرع شخصية رياضية جزائرية معروفة بقيمة 40 مليون أورو للسلطات الجزائرية من أجل التصدي لوباء كورونا الذي يعصف بالعالم أجمع، و هذا ما فتح الباب أمام التأويلات على مصراعيه، حيث لم يكف الجزائريين تحقيقاتهم بشأن المتبرع خاصة و أن الوزير شدد على ضرورة عدم الإفصاح عن إسم صاحب 40 مليون أورو بناء على رغبته، و تشهد منصات التواصل الإجتماعي حركة غير عادية من قبل الفضوليين و المتطفلين الذين يسيرون في كل الإتجاهات من أجل الكشف عن هوية صاحب القلب الكبير الذي قدم مبلغ يمكن وصفه بالخيالي، فيما صبّت أغلب التوقعات في خانة رياض محرز نجم نادي مانشستر سيتي سيتي، رغم أن مداخيله لا تصل إلى الرقم المذكور، إذ تقدر بحوالي 16 مليون دولار، حتى وإن كان دخله ارتفع منذ انضمامه إلى مانشستر سيتي، وانضم “كريم بن زيمة” لاعب نادي ريال مدريد والمنتخب الفرنسي سابقا إلى قائمة التكهنات، فـ”بن زيمة” على خلاف “زيدان” كان دائما فخورا بأصوله الجزائرية، وهو ما سبب له مشاكل مع السلطات الرياضية الفرنسية، وحتى مع بعض السياسيين، الذين لم يهضموا ما قال إنه لا يغني النشيد الوطني الفرنسي قبل بدء المباريات الرسمية. حتى زيدان دخل قائمة المشكوك فيهم و بعد تصريح وزير الصحة السيد عبد الرحمن بن بوزيد، دخل مدرب ريال مدريد الإسباني زين الدين زيدان قائمة الرياضيين المشكوك فيهم، خاصة و أنه من الشائع تقاضيه أجر مرتفع للغاية في النادي الملكي حيث يحصل زيزو على ما قيمته 23 مليون أورو كأجر سنوي، و هذا ما جعل الشكوك تحوم حوله، حول إمكانية تقديم مبلغ 40 مليون أورو للسلطات الجزائرية للتصدي لجائحة كورونا، و لكن هذا يبقى صعب المنال خاصة بعد تبرعه ب 3 ملايين أورو لصالح جمعيته الخيرية التي تنشط في الجزائر منذ سنوات، في حين لا يزال السواد الأعظم من الجزائريين يؤكد أن الوزير ارتكب زلة لسان بحديثه عن 40 مليون أورو، حيث أنه كان يقصد 4 ملايين فقط، و هو المبلغ الذي يمكن للاعب من المستوى العالي أن يقدمه كهبة أو تبرع مقارنة مع ما يستفيد منه من المداخيل المتعددة، من مداخيل الإشهار و الإعلانات و حقوق الصور و كذا التجارة. نجوم عالميون تبرعوا ب مليون أورو فقط وعبّر الجزائريون، خاصة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، عن استغرابهم من هذا الرقم الذي ذكره الوزير في تصريحه، حيث إنه من الصعب جداً أن تجد شخصية رياضية قادرة وحدها تدفع مبلغا قدره 40 مليون يورو، بمن فيهم حتى الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي تبرع لمدينة برشلونة بمبلغ مليون يورو، كما أن غريمه كريستيانو رونالدو تبرع هو الآخر ببعض المعدات الطبية لبلده البرتغال، كما أعلن تشافي هيرنانديز مدرب السد القطري حاليا و أسطورة البلوغرانا أنه تبرع بمليون أورو رفقة زوجته لصالح مستشفيات مقاطعة كاتالونيا الإسبانية، شأنه شأن روبيرت ليفاندوفسكي مهاجم نادي بايرن ميونيخ الألماني الذي أعلن تبرعه رفقة زوجته آنا بنفس المبلغ أي مليون أورو لصالح بلاده بولندا، و هذا ما جعل الجميع يتساءل عن حقيقة المبلغ الذي صرح به وزير الصحة الذي عادة ما تختلط عليه الأرقام. جدير بالذكر أن نجم المنتخب الوطني الجزائري يوسف بلايلي دخل قائمة اللاعبين المتبرعين لصالح الجزائر، حيث أن ابن وهران قدم معدات طبية لصالح مستشفى أول نوفمبر “إيسطو” بوهران، في خرجة لاقت استحسان الجميع، و لو أن لاعب أهلي جدة السعودي أصّر على كتمان الأمر، إلا أنّ جريدة بولا كانت من بين الوسائل الإعلامية الأولى التي كانت سباقة لكشف الأمر.
خليفاوي مصطفى
اتمنى ان يفهم الجميع يوما ان الصدقة تعطى سرا ولا داعي للتشهير حفاظا على كرامة الناس