متفرقات

“المتطوع الملهم”.. جائزة جديدة بإسم حيزية تلمسي

شهدت ولاية وهران، وفي أجواء يملؤها الامتنان والوفاء، تنظيم أول طبعة لجائزة المتطوّع الملهم 2025، وهي مبادرة إنسانية أطلقتها جريدة الجمهورية بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري – مكتب وهران، تخليدًا لروح الإعلامية الراحلة حيزية تلمسي التي تركت بصمتها العميقة في مسار العمل التطوعي والصحفي.

وتزامن تنظيم الجائزة مع اليوم العالمي للتطوع، ليكون الحدث أكثر رمزية ودلالة، خاصة أنّ روح حيزية كانت ملازمة للعمل الإنساني في كل نشاط قامت به. سنة كاملة مرّت على رحيلها، لكن أثرها ظل حاضرًا، وصداها لا يزال يرافق زملاءها وكل من تعامل معها. رحلت بابتسامتها الجميلة وكلمتها الصادقة وصوتها الحر، لكنها بقيت مثالًا يُحتذى به. الجائزة التي تحمل صدى قيمها جاءت اليوم كتتويج لذاكرتها، وكتأكيد أن العمل الإنساني الحقيقي لا ينطفئ برحيل أصحابه.

مبادرة جريدة الجمهورية جاءت في لحظة تختلط فيها مشاعر الوفاء بالحزن، وقد حرصت المؤسسة على تقديم شهادة شرف لروح الزميلة الراحلة، من خلال حدث استطاع أن يجمع الأسرة الإعلامية والمجتمع المدني حول قيم الإنسانية والعطاء.

تكريمات واسعة وحضور رسمي

الفعالية عرفت مشاركة قوية لجمعيات المجتمع المدني، وتم خلالها تكريم المتطوعين الفاعلين في الميدان، إلى جانب وقفة تقدير لرجال ونساء الهلال الأحمر الجزائري – مكتب وهران الذين يجسدون يوميًا معنى التضحية والخدمة العامة. كما ميّز الحدث حضور شخصيات مدنية وأمنية، إضافة إلى ممثلي المرصد الوطني للمجتمع المدني، ما أعطى للطبعة الأولى من الجائزة بُعدًا رسميًا يعكس أهميتها على مستوى الولاية.

كاكي بوملال… نموذج يُحتذى في العمل الخيري

وكان من بين الأسماء التي حظيت بتكريم مميز، المتطوع المعروف كاكي بوملال الذي أصبح قدوة في مجال التطوع والعمل الخيري بوهران. مسيرته على الأرض، حضوره الدائم في مختلف المبادرات، وتفانيه في خدمة الفئات الهشة، جعلوه من أبرز الوجوه الملهمة في مجال العطاء.  هذه الطبعة الأولى، رغم طابعها الافتتاحي، حملت الكثير من الدلالات: دعم التطوع، تكريم رموز الخير، واستحضار ذكرى إنسانية من الطراز الرفيع مثل حيزية تلمسي. لقد نجحت “الجمهورية” في تحويل الألم إلى رسالة، والغياب إلى إشعاع، والذكرى إلى جائزة تُعطي معنى جديدًا للمبادرات الإنسانية. وفي يوم عالمي يكرّم المتطوعين، كانت وهران اليوم مدينةً تكتب العرفان… وجائزة تخلّد الأثر… وروحًا لا تزال تلهم.

كاكي بوملال (متطوع في العمل الخيري):“نترحّم على حيزية: أثرها الجميل يستمر في إلهامنا”

كاكي بوملال
كاكي بوملال

“العمل الخيري بالنسبة لي رسالة قبل أن يكون واجبًا، والهدف الأسمى من كل مبادرة نقوم بها هو أن نترك أثرًا جميلًا في هذه الحياة، أثرًا ينفع ويُسعد الناس بعد رحيلنا. اليوم، وأنا أحظى بهذا التكريم، أتقدّم بالترحم على روح الراحلة حيزية تلمسي، التي كانت مثالًا في الصدق والإنسانية والعطاء. تركت بصمتها في قلوب الجميع، وواجبنا أن نواصل طريق الخير الذي آمنت به بكل حب وإخلاص.”

شفيع الله (متطوّع في حماية الطيور):“العمل التطوعي هو قلب المجتمع النابض”

 

شفيع الله
شفيع الله

“مشاركتي اليوم في هذا الحدث شرف كبير لي، لأن تكريم المتطوعين هو رسالة قوية بأن مجتمعنا يقدّر من يعمل بصمت ومن يخدم دون انتظار مقابل. جائزة المتطوع الملهم تحمل قيمة كبيرة، خاصة أنها خُصّصت لتخليد أسماء قدّمت الكثير، وعلى رأسهم الراحلة حيزية تلمسي. هذا اللقاء يجمعنا حول هدف واحد: نشر ثقافة الخير، وتشجيع كل من يحمل روح المبادرة. التطوع هو قلب المجتمع النابض، وعلينا جميعًا أن نحافظ على هذا النفس الإنساني.”

بوبكر تلمسي (شقيق الراحلة حيزية):“ذكراها حيّة في كل لحظة خير تُهدى باسمها”

بوبكر تلمسي
بوبكر تلمسي

“أود أن أتقدّم بالشكر لكل من شارك في هذا الحدث الذي يحمل في طياته الكثير من الوفاء لروح أختي حيزية. رحيلها كان موجعًا لنا كعائلة، لكنه ترك أثرًا كبيرًا في قلوب الناس، وهذا ما يخفف عنا شيئًا من ألم الفقدان. أن تُذكر حيزية اليوم في جائزة تحمل اسم المتطوّع الملهم هو شرف لنا، لأنها كانت بالفعل تؤمن بالعمل الإنساني وتمنح الكثير دون ضجيج. أقول بكل صدق: حيزية رحلت جسدًا، لكنها لا تزال حاضرة في كل فعل خير، وفي كل مبادرة تُشعل نورًا في حياة الآخرين. رحمها الله وجعل هذا العمل صدقة جارية على روحها.”

الدكتورة منال (ممثلة الهلال الأحمر الجزائري):“التطوع روح المجتمع”

الدكتورة منال
الدكتورة منال

“هذا الحدث ليس مجرد حفل تكريم، بل رسالة إنسانية عميقة تعبّر عن تقدير المجتمع للمتطوعين الذين يقدمون وقتهم وجهدهم دون مقابل. تنظيم جائزة المتطوّع الملهم هو خطوة تعكس ثقافة الاعتراف بكل من يعمل في الميدان بصمت وبإخلاص. التطوع هو روح المجتمع النابضة، وهو الركيزة التي نعتمد عليها في الهلال الأحمر الجزائري لخدمة الفئات الهشة والمحتاجين. اليوم، ونحن نكرّم نماذج مميزة ونستحضر روح الراحلة حيزية تلمسي، نؤكد أن العطاء لا يموت، وأن كل مبادرة خيرية تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس. هدفنا هو غرس هذه القيم ونقلها إلى الأجيال القادمة.”

الدكتورة سهام لعيل (صاحبة فكرة الثدي الإصطناعي):“الإبتكار في خدمة الإنسان والعطاء لا حدود له”

الدكتورة سهام لعيل
الدكتورة سهام لعيل

“التطوع والعمل الإنساني لا يقتصران على الوقت أو المكان، بل على الأثر الذي نتركه في حياة الآخرين. فكرة الثدي الاصطناعي التي سعيت لتطويرها جاءت من حاجة حقيقية لمساعدة النساء اللواتي فقدن الأمل بعد مرضهن، ولإعادة الثقة لأنفسهن. مشاركتي اليوم في هذا الحدث تعكس أهمية تكريم المتطوعين الذين يختارون العطاء كنهج حياة، وتجعلنا نتذكر أن الابتكار والعطاء يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب ليحققا فرقًا ملموسًا في المجتمع.”

نبيل شيخي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى