بداية، من هو محمد ساحلي لمن لم يتعرف عليه؟
” ساحلي محمد مدرب عام لنادي فولسبورغر الألماني منذ موسمين،بدأت التدريب من فريق SAK 1919 لمدة سنتين وبعدها انتقلت لنادي ريد بول سالزبورغ عملاق الكرة النمساوية، قضيت 8 سنوات هناك، عملت فيها مع عدة مدربين منهم المدرب الإيطالي جيوفاني تراباتوني ، بعدها تحولت لفريق غروديغ لموسم واحد، ثم انتقلت لنادي شتورم غراتس لمدة سنتين، ثم أشرفت على تدريب منتخب النمسا للناشئين ليكون لي شرف كأول عربي يدرب منتخب أوروبي، و حققنا نتائج طيبة، و بعدها انتقلت لنادي فولسبورغر، شاركنا الموسم الماضي في الدوري الأوروبي و لم يكتب لنا تجاوز الدور الأول، حيث كنا في مجموعة نارية ضمت كل من بروسيا مونشنغلادباخ الألماني، روما الإيطالي و باشاك شهير التركي، و احتلينا المرتبة الثانية في الدوري النمساوي الممتاز و التي أهّلتنا من جديد للدوري الأوروبي لهذا الموسم.”
كيف تسير معك الأمور هذا الموسم في الدوري المحلي، خاصة وأنك تحتل المرتبة السادسة؟
” البداية كانت صعبة هذا الموسم نوعاً ما، خاصة و أن النادي فرّط في 7 ركائز كاملة، منها هداف النادي و الدوري للموسم الماضي، قائد الفريق، قلب دفاع، مدافع أيمن و لاعبين في وسط الميدان، و هم من كانوا يشكلون نواة الفريق في المواسم الماضية، و هذا ما جعلنا نعتمد على عناصر جديدة استغرقت الوقت لتحقيق الانسجام المطلوب، بالإضافة إلى نظام المنافسة هذا الموسم، و مع هذا شكلنا فريقا قويا و بالعمل الجدي و المثابرة حققنا عدة نتائج إيجابية، حيث فزنا أول أمس على نادي سالزبورغ بثلاثية مقابل هدفين، كما وصلنا للدور الثمن نهائي في منافسة الكأس التي سنلعبها يوم 14 يناير.”
حدثنا عن مغامرتك هذا الموسم في الدوري الأوروبي والتي أثمرت التأهل للدور الثاني.
” هذا الموسم و بعد عملية القرعة، تم وصفنا بالحلقة الأضعف في المجموعة التي ضمت كل من دينامو زغرب الكرواتي، فينورد روتردام الهولندي و سيسكا موسكو الروسي، حيث تأهلنا للدور الثاني خلف دينامو زغرب، و بعد أن فزنا في المباراة الأخيرة ضد روتردام و تأهلنا للدور الثاني كأول مرة في تاريخ النادي، كما أوقعتنا القرعة في الدور المقبل ضد نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي يوم 18 فيفري في ملعب مدينة كلاجنفورت في النمسا، على أن يكون الإياب في 24 من ذات الشهر في لندن، و هو ما يعتبر بالحدث التاريخي و شرف كبير لي أن أكون طرفاً فيه.”
صراحة، هل كنت تتوقع تجاوز دور المجموعات؟
” كما سبق وذكرت بعد القرعة كنا نعتبر الحلقة الأضعف، ولكن مع مرور المباريات، حاولنا تسيير المشوار مباراة بمباراة، ومع بداية اكتسابنا للنقاط، آمنا بحظوظنا وبأنه يمكننا فعل شيئ ما، ولما لا التأهل للدور الثاني، وكما يقال بأن الشهية تأتي مع الأكل، فقد آمنا بتحقيق المفاجأة وهذا ما حصل خاصة خلال مباراة فينورد روتردام الهولندي التي فزنا بها برباعية مقابل هدف وحيد.”
قرعة الدور 16 وضعتكم في مواجهة توتنهام، كيف ترى هذه المباراة؟
” مواجهة مفخخة بالتأكيد، توتنهام أحد أبرز النوادي الإنجليزية، هو فريق مدجج بالنجوم يقوده جوزي مورينيو أحد أبرز المدربين في العالم، كما أن النادي في أحسن أحواله هذا الموسم بدليل النتائج التي يقدمها في البريمرليغ، ولكن كل شيء وارد في كرة القدم، وسنؤمن بحظوظنا إلى آخر دقيقة من أجل مواصلة صنع المفاجأة، وأنا بطبعي لا أعرف المستحيل، وأؤمن بالمثل الألماني الذي يقول بأن كل مباراة تبدأ بنتيجة 0-0، يعني أن مع بداية المباراة ستكون الحظوظ متساوية.”
ستكون في مواجهة مباشرة مع مورينيو، ما تعليقك؟
” ستكون مواجهة خاصة بكل تأكيد، مورينيو كان يعتبر قدوة لي في بدايتي مع عالم التدريب، أنا معجب به كثيراً وأطمح لتحقيق ما وصل إليه، والسير على طريقه، ولكن سأحاول الفوز عليه في هذه المباراة وتحقيق التأهل لما لا. ”
ما هي طموحاتك وأهدافك؟
” الأهداف و الطموحات مترتبة حسب المدار الزمني منها القريب و البعيد، حالياً أطمح لقيادة النادي لأفضل المراتب الممكنة في الدوري، مع الوصول إلى دوري أبطال أوروبا، كما أن التتويج بلقب أمجد الكؤوس الأوروبية يبقى أبرز الأهداف و الأحلام، خلال فترة الشباب كبرنا مع تألق الجزائري رابح ماجر و ما فعله في بورتو و في رابطة الأبطال، كنا نفتخر بذلك كثيراً و الحمد لله اليوم لنا عدة لاعبين عرب يتألقون في هذه المنافسة، لما لا أكون أول مدرب عربي يفوز بهذا اللقب يوماً ما إن شاء الله، و بالحديث عن الأهداف دائماً، أتمنى أن أحظى بفرصة قيادة منتخب عربي في المونديال ذات يوم إن شاء الله.”
لو تتلقى عرضاً من منتخب عربي للإشراف عليه، ما سيكون ردك؟
” صراحة حالياً أريد البقاء في أوروبا للتطور أكثر وكسب المزيد من المعارف والخبرات، ولكن الباب يبقى مفتوحاً أمام مشروع رياضي هادف وطموح، وسنرى ما سيحدث مستقبلاً إن شاء الله.”
لماذا لا نرى مدربين عرب في أعلى المستويات في أوروبا؟
” ربما يعود هذا للفرص القليلة التي يحظى بها المدربون العرب من جهة، كما أننا نبقى ملزمون بالمغامرة أكثر واقتناص أنصاف الفرص لتأكيد ما نحن قادرون على فعله، وأتمنى فعلاً أن يكون هناك مدربون عرب آخرون في مختلف الدوريات الأوروبية الكبرى. ”
من هو قدوتك في مجال التدريب؟
” في البداية كان جوزي مورينيو هو القدوة، بالإضافة الى غوارديولا وما كان يقدمه، وحتى يورغن كلوب، كما أنني متأثر كثيراً بفلسلفة المدرب تراباتوني الذي تعلمت منه الكثير في نادي ريد بول سالسبورغ النمساوي، دون نسيان أفكار يوهان كرويف الذي يبقى ملهم لعديد المدربين. ”
من تراه أفضل مدرب عربي؟
” جمال بلماضي بالتأكيد بالنظر لمشواره الحافل، ليس مع المنتخب الجزائري وتتويجه بكأس إفريقيا في كان مصر 2019 فقط، بل حتى ما صنعه في قطر مع المنتخب والنوادي هناك، صراحة هو مدرب مثير للإعجاب خاصة عن الكاريزما التي يملكها وقوة الشخصية وطريقة التحكم في المجموعة، كلها صنعت مدرب من أعلى مستوى، وأتمنى له كل التوفيق في مشواره التدريبي.”
وماذا عن أفضل لاعب في الوطن العربي؟
” صراحة نحن محظوظون جداً بالحصول على لاعبين عرب يصنعون أفراح أكبر النوادي الأوروبية، ونخص بالذكر هنا محمد صلاح الذي يكتب التاريخ مع ليفربول، وكذا رياض محرز الذي يعتبر من أفضل لاعبي البريميرليغ رغم مروره بفترة صعبة مؤخراً بسبب عدم الإعتماد عليه بشكل مباشر في مانشستر سيتي، دون نسيان حكيم زياش الذي بات أحد مفاتيح اللعب في تشيلسي، نتمنى أن نرى لاعبين آخرين في نفس مستوى هذا الثلاثي وهذا ما سيعود بالفائدة على منتخباتنا العربية دون شك.”
هل ترى أن الخضر قادرون على الحفاظ على لقبهم القاري والتألق في مونديال قطر؟
” الجزائر أبرزت أنها تملك منتخبا كبيرا نظراً للنجوم الذي يملكهم في صفوفه، وكذا المدرب جمال بلماضي الذي يعتبر نقطة فارقة للغاية، أتمنى فعلاً أن يحافظ الخضر على تألقهم وروحهم القوية التي ستجعلهم يقدمون مستويات كبيرة مستقبلاً، وكما نقول في تونس ‘ إن شاء الله يديرو حالة في مونديال قطر المقبل’.
كيف ترى مستوى المنتخب التونسي؟
” المنتخب التونسي يختلف كثيراً عن المنتخبين المغربي والجزائري اللذان يعتمدان على الفنيات الفردية الكبيرة، تونس معروفة بالتكتيك والانضباط والدهاء التكتيكي للاعبيها والذي يصنع الفارق، أتمنى أن يتطور مستوى المنتخب الوطني لمقارعة كبار القارة في الفترة المقبلة.”
ما هي نصيحتك للمدربين العرب، خاصة الشباب منهم؟
” نصيحتي لهم هي أن يحبوا مهنتهم قبل كل شيء، مع محاولة التطور يومياً، لأن كرة القدم في أعلى المستويات تتطور بشكل شبه يومي، على المدربين الشباب التوسع أكثر في معارفهم ومحاولة الخروج من محيطهم، بالمشاركة في التربصات التدريبية في أوروبا خاصة، ما سيسمح لهم باكتشاف المزيد من الأمور والحصول على المزيد من الفرص.”
كلمة أخيرة للختام تفضل.
” أشكر جريدة بولا على هذه الفرصة للتواصل مع الجمهور الجزائري والعربي، تحياتي للجيران الجزائريين وأتمنى كل التوفيق للخضر في باقي الإستحقاقات، وإلى فرصة مقبلة إن شاء الله.”
حاوره خليفاوي مصطفى